آمال : ملكة جمال الصخب
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
ونعود بالذاكرة إلى ما قرأناه عن قمع عبد الناصر للحريات، ونبكي على "القمع الولّادي"، ونتذكر سجن الصحفيين، ومنع المقالات، والسماح فقط بالمقالات التي تؤله عبد الناصر (تصوّره إلهاً)، ونتذكر شموخ توفيق الحكيم وشجاعته، ورفضه التحول إلى عبد أو راقص في فرقة زفة، وتتجلى شجاعته عندما كتب مسرحيته العظيمة "السلطان الحائر" التي هاجم فيها عبد الناصر بوضوح، وهاجم القمع وسجن الصحفيين، فكان الرد من عبد الناصر مفاجئاً، بل صاعقاً، عندما سمح بعرضها، وهنا هاجت أقلام المرتزقة فراحت تشوّه صورة الحكيم، فمنع عبد الناصر الصحافة من نشر أي هجوم على الحكيم، باعتباره "مفخرة مصرية". وكتب الحكيم أيضاً قبل هزيمة ١٩٦٧ عن أن الشعب المقموع، لن ينتصر في أي حرب خارجية، لأنه اعتاد الذل والقمع، ولأنه مهزوم من داخله، وهذا ما حدث.وفي غبار هذه الدوشة في مصر، تساقطت قيمٌ لا حصر لها، وضاع الآلاف تحت الرجلين، وكل من بينك وبينه عداء، أو خلاف مالي، يمكنك أن تبلّغ عنه المباحث "ده بيرفع شعار رابعة وبيقول ربنا على السيسي"، وهذه تهمة مزدوجة، تفتح على تعيس الحظ سبعاً وثمانين تهمة لاحقة، إذ سيجد نفسه متهماً بقتل فتاة في الإسكندرية، رغم أن قدمه لم تطأ الإسكندرية منذ "إنفلونزا الطيور" قبل سنوات، وسيجد نفسه متهماً بالتظاهر أمام وزارة الدفاع، رغم أنه من سكان دمنهور، ولم يزر القاهرة منذ أربع سنوات، وسيتم "تدبيسه" بدماء كل من قتله العسكر، رغم أنه يخاف رؤية المسدس، وهلم كذباً. وهنا تدخل فرقة رضا من الإعلاميين، فتشتمه وتشوه صورة أمه وتلعن جده السابع عشر.مصر ملكة جمال الصخب والضوضاء والكذب... إلا ما ندر.