التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة القطرية الدوحة أمس، في أول لقاء بينهما منذ توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في غزة، بهدف تثبيت الاتفاق وحلحلة العقد.

Ad

في خطوة ينظر إليها على أنها تعكس جدية الأطراف الفلسطينية التي وقعت على اتفاق للمصالحة وإنهاء الانقسام في 23 من الشهر الماضي، التقى الرئيس الفلسطيني وزعيم حركة "فتح" محمود عباس رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في العاصمة القطرية الدوحة أمس، وبحثا تشكيل حكومة التوافق والانتخابات التشريعية.

ويعد هذا اللقاء أول لقاء يجمع بين عباس ومشعل منذ التوصل إلى اتفاق المصالحة الذي يقضي بتشكيل حكومة توافق وطني في غضون خمسة أسابيع وإجراء انتخابات رئاسية وعامة بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة.

وقال بيان صادر عن حركة "حماس" أمس إن عباس ومشعل "عقدا اجتماعا مطولا ظهر اليوم في الدوحة تباحثا فيه بآخر المستجدات في الساحة الفلسطينية وتطورات القضية وعلى رأسها اتفاق المصالحة الوطنية وتكريس الأجواء الايجابية لتحقيقها".

وأضاف البيان أن الاجتماع سادته "أجواء ايجابية عبر خلالها كل من القائدين عن إرادتهما الجادة في بناء صفحة جديدة قائمة على أساس الشراكة الوطنية". وكانت آخر مرة التقى فيها الزعيمان وجها لوجه بالقاهرة في يناير 2013.

وفي وقت سابق، التقى عباس الذي وصل قطر أمس الأول الأمير تميم بن حمد آل ثاني وناقش معه سبل دعم المصالحة والمضي قدما في تشكيل حكومة التوافق.

ويقيم مشعل في الدوحة منذ أكثر من عامين بعد أن ترك دمشق منذ اندلاع الأحداث في سورية.

يذكر أن عباس ومشعل أبرما في فبراير 2012 بالدوحة اتفاقا أطلق عليه "إعلان الدوحة" ونص الإعلان على أن يتولى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رئاسة حكومة انتقالية توافقية تشرف على إجراء الانتخابات.

تشكيل الحكومة

في غضون ذلك، يعود المسؤولان الفلسطينيان عزام الأحمد عن حركة فتح وموسى أبو مرزوق عن حماس للالتقاء مجددا في غزة خلال اليومين المقبلين، لبحث تشكيل حكومة توافقية تنفيذا لاتفاق المصالحة.

وكانت حكومة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أعلنت أمس الأول أنها تجري "ترتيبات إدارية" لعودة ثلاثة آلاف من العاملين في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة مع بقاء الوضع الأمني في القطاع على ما هو عليه في الفترة الانتقالية التي نصت عليها اتفاقية المصالحة. وكانت حركة حماس سيطرت في منتصف عام 2007 على قطاع غزة بعد أن طردت ممثلي السلطة الفلسطينية منه.

ترحيب روسي

في السياق، رحبت روسيا الاتحادية أمس باتفاق المصالحة الوطنية الذي توصلت إليه حركتا "فتح" و"حماس"، مؤكدة دعمها لتشكيل حكومة موحدة برئاسة عباس. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الترحيب الروسي جاء خلال محادثات اجراها نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع مشعل في السفارة الروسية بالدوحة.  

تنديد فلسطيني

إلى ذلك، نددت مسؤولة في منظمة التحرير الفلسطينية أمس، بسعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إقرار قانون ينص على "يهودية دولة إسرائيل".

وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومسؤولة الدائرة الإعلامية بها حنان عشراوي إن "حكومة نتنياهو وائتلافها اليميني المتطرف تكشف الوجه الحقيقي لطبيعة النظام الإسرائيلي العنصري باعتباره مبنياً على التمييز والإقصاء ورفض الآخر في مخالفة صارخة للقوانين الدولية والإنسانية". واعتبرت عشراوي أن نتنياهو "يحول إسرائيل إلى دولة قائمة على العنصرية بموجب القانون".

يعالون

من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أمس أن على إسرائيل محاربة جرائم الكراهية ضد العرب.

وقال يعالون في حفل أقيم في مقبرة في تل أبيب في ذكرى الجنود الإسرائيليين القتلى "يجب علينا أن نصبح دولة تحارب العنصرية والعنف وكراهية الأجانب حتى النهاية"، مضيفاً "دولة تحارب بيد من حديد ضد الإرهاب الذي يطلق عليه خطأ لقب دفع الثمن وهو ظاهرة بشعة لا علاقة لها بالقيم والأخلاق اليهودية والتي تهدف لإلحاق الضرر بالعرب فقط لأنهم عرب".

وكانت وزيرة العدل تسيبي ليفني طالبت أمس الأول باعتبار اعتداءات المستوطنين المتشددين "أعمالا ارهابية".

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس اعتقال سبعة قاصرين يهود يشتبه في قيامهم بأعمال تخريبية عنصرية ضد العرب.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري إنه تم اعتقال أربعة مراهقين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يشتبه في قيامهم بخط شعارات "دفع الثمن" وأخرى تمجد الحاخام مئير كاهانا مؤسس حركة "كاخ" العنصرية المعادية للعرب في موقع شمال غرب القدس.

وأشارت سمري إلى اعتقال ثلاث فتيات إسرائيليات اتهمن بالبصق على كاهن مسيحي أمس الأول قرب البلدة القديمة في القدس حيث وجدت في حقائبهن أعلام إسرائيلية كتب عليها بالعبرية شعارات "دفع الثمن" و"الانتقام".

ميدانياً، فرضت إسرائيل أمس حصارا شاملا على قطاع غزة كما قامت بإغلاق مختلف المعابر المؤدية إليه بمناسبة احتفال إسرائيل بالذكرى الـ66 لـ"عيد الاستقلال". أما بالنسبة للفلسطينيين فإن "عيد استقلال إسرائيل" هو ذكرى لـ"النكبة الفلسطينية" التي حلت بهم عام 1948.

(الدوحة، رام الله -

أ ف ب، رويترز، د ب أ)