غداة دعوة رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري، الذي فتحت عودته المفاجئة، آفاقاً جديدة لسياسة شلتها الاضطرابات الإقليمية والداخلية، إلى الخروج من عنق الزجاجة وانتخاب رئيس ينهي الفراغ القائم ويعيد الاستقرار الى مؤسسات الدولة ويجدد الحوار، انتشرت قوات الجيش في البقاع وعززت تمركزها في بلدة عرسال، التي انتزعها من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة بعد 6 أيام من المعارك الدامية.

Ad

وقامت قيادة الجيش اللبناني باستحداث مراكز جديدة له في عرسال وسمح بدخول وسائل الاعلام إليها، في وقت انتشلت قوات الدفاع المدني 45 جثة للمسلحين السوريين في عرسال بينها جثة مساعد «أمير» تنظيم الدولة في القلمون أبو حسن الفلسطيني، الذي قتل في اشتباكات عرسال مع مساعده اللبناني أحمد عبدالكريم حميد.

وبعيد عودته المفاجئة بعد أكثر من ثلاث سنوات أمضاها في الخارج، انتقد الحريري، في أول بيان نشره مكتبه إثر ترؤسه اجتماعاً لكتلة المستقبل النيابية، تدخل «حزب الله» العسكري في سورية، مؤكداً أن ذلك لن يجلب إلا الضرر للبنان، لكنه أضاف انه اذا ارتكب حزب الله أخطاء فان هذا لا يعني الرد بارتكاب اخطاء مماثلة.

واعتبر الحريري أن الخطر الذي يهدد لبنان «جدي ومصيري» محذراً من أن أي تهاون في مكافحة الارهاب سيؤدي الى «اشعال الفتنة ونهاية لبنان».

وإذ أوضح أن هبة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز تهدف «للمساهمة في استقرار لبنان ومواجهة كل محاولات التخريب بين اللبنانيين»، لفت رئيس وزراء لبنان الأسبق إلى أن ما حصل في العراق من عمليات تهجير للمسيحيين «رسالة لنا في لبنان وتهديد مباشر لصيغة العيش المشترك»، مشدداً على ضرورة دعم الدولة والجيش والقوى الامنية لحفظ الامن والاستقرار.

وأشار الحريري إلى أن دور تيار المستقبل، الذي يرأسه، هو حماية الاعتدال ومنع انتشار التطرف والإرهاب وقمع محاولات اشعال الفتنة بين اللبنانيين، مؤكداً أن «المستقبل» لن يحمل السلاح بوجه أحد وسيدعم الدولة والجيش والقوى الامنية.

إلى ذلك، اعتبر محللون لبنانيون أمس أن عودة الحريري أعادت الحرارة للحياة السياسية ومن شأنها أن تحرك العديد من الملفات العالقة وتسهم في فتح صفحة سياسية جديدة.

بدورها، أعلنت قوى 14 آذار، بعد اجتماع حضره الحريري، تمسكها بالدولة اللبنانية، وقالت إن ضبط الحدود لا يكتمل إلا بانسحاب «حزب الله «من سورية.

وقال بيان صادر عن الاجتماع، إن قوى 14 آذار «تكرر تعهدها أمام اللبنانيين أن مشروعها الوحيد يبقى العبور إلى الدولة واستكمال بنائها وفقا لترتيباتها الدستورية وبدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية»، مشددة على التزامها «أمام الرأي العام اللبناني مواصلة نضالها من أجل استقلال لبنان وسيادة دولته المحررة من كل أنواع وصايات السلاح غير الشرعي، وهي تطالب بضبط الحدود اللبنانية السورية من خلال نشر الجيش، مدعوما بقوات الأمم المتحدة، كما يتيح القرار 1701».