مجلس التعاون رغم أنفهم!
![يوسف عوض العازمي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1465597344280824900/1465597355000/1280x960.jpg)
لن ينجح أحد من كل هؤلاء، لأن القاعدة الأساسية لنجاح تلك المخططات الشيطانية غير موجودة، ولن تكون موجودة بإذن الله، لكن علينا الاستفادة القصوى مما حدث (لاحظ هنا أني أستبق الأحداث وأتوقع انفراج أزمة سحب السفراء المشؤومة) لنضع النقاط على الحروف، لنتصارح بجدية صادقة ومخلصة لنزيح أي عراقيل تقف في وجه التكاتف ولمّ الشمل الخليجي، لا نريد لهذا المجلس الطيب أن يكون بروتوكولياً رسمياً بارداً مجرد كلمات متكررة لا فعل لها على أرض الواقع!على دولنا النظر بجدية وواقعية لعمل "مجلس التعاون" لأن كل تطوير سيصب في المصلحة العامة ويعزز التعاون المشترك. التاريخ لا يرحم، والزمن يعدو بوتيرة سريعة، ولنا في طوائف وممالك الأندلس مثال تاريخي صادق، هل ننتظر حتى يحدث ما يحدث ويخرج لنا أبو بقاء رندي آخرويقول:أتى على الكل أمر لا مرد لهحتى قضوا فكأن القوم ما كانوا؟ ولنا أيضاً في ما جرى ويجري في ثورات الربيع العربي مثال حي وبث مباشر لما يجري من تدمير دول بداعي الحرية ونبذ الاستبداد وحرية الشعوب!الدول لا تتحد بالأقوال بل بالأفعال، من المفيد أن يكون وزير خارجية واحد لمجلس التعاون ووزير دفاع واحد وبنك مركزي واحد يوحد أسعار الفائدة على العملة الخليجية التي ننتظرها بفارغ الصبر. ستكون تلك نقاط قوة، حتى شركات الطيران واحدة، وليكن هناك تأمين صحي موحد، هنا لا أحدثك عن أحلام إنما عن أقل شيء وفقاً للإمكانات الضخمة التي تتمتع بها دولنا. كان غزو العراق للكويت فرصة سانحة لتحقيق حلم الاتحاد الخليجي إلى واقع عندما شعر المواطن الكويتي بأن كل دولة خليجية هي بلده، وهذا ما حصل بالفعل، لكننا عدنا إلى ما كنا عليه قبل الغزو من البروتوكولات الرسمية للأسف، فالشاعر السعوديالمبدع "خلف بن هذال" قال:والماء إليا حول سوا يطفي النار وإن صار متفرق قليلٍ نفيعهإن ما حدث من أزمة سحب السفراء هي فرصة يجب ألا تفوت حتى نغلق جميع الأمور التي قد تؤدي إلى مثلها مستقبلاً، فرصة قد لا تتكرر حتى لا نحتاج إلى حلول عشائرية بين دول مفترض أنها مدنية وذات دساتير وقوانين ولوائح.لا شك أن الحلول كثيرة لكن الوسيط الموثوق ذا النظرة البعيدة والخبرة في مثل هذه الأمور هو المطلوب الملح.اسأل أي خليجي الآن عن حل الأزمة فسيكون الجواب السريع هو "الشيخ صباح"، والشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، هو ربما الوحيد القادر على إعادة الأمور إلى نصابها وعودة الأشقاء للوئام، وهو على تواصل دائم مع الأطراف، أسأل الله أن يعينه ويجعله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر... وفق الله سموه في حله وترحاله.