يركز الفنان إبراهيم إسماعيل على الحياة القديمة مسترجعاً الرموز التراثية الموزعة على امتداد ساحل البحر أو في الحياة البرية، مقدماً أعمالاً نابضة بالحياة والنشاط عبر لغة تشكيلية مميزة.

Ad

جاء ذلك ضمن حفل افتتاح معرض الفنان التشكيلي إبراهيم إسماعيل في صالة الفنون بضاحية عبدالله السالم الذي حضره الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني الدكتور بدر الدويش، والدكتور يعقوب الغنيم، وعبدالعزيز الغنام، ونخبة من الفنانين التشكيليين، ومجموعة من الضيوف، وضم المعرض نحو 40 عملاً منوعاً في النحت والرسم مختلفة القياسات.

يقدم الفنان في معرضه السابع عشر مجموعة جداريات تتضمن بانوراما لمشهد يمزج بين شكل حياة اليابسة والماء إذ تتضمن إحدى لوحاته مشهداً يتسع لقصر السيف ونقعة الشملان ونقعة العسعوسي وديوان الشملان وبيت ديكسون وديوان العسعوسي وديوان الزواوي وديوان النصف وديوان الروضان ثم ديوان الملا، كما يرصد أجواء الفرح، وفي إحدى لوحاته يرسم بورتريه للأمير الراحل جابر الأحمد.

يمزج إسماعيل خطابه التشكيلي ببعض المعلومات المهمة عن التاريخ الكويتي من خلال رصد شكل الحياة وملامح المدينة والمهن الرائجة حينذاك، فينهل محتوى أعماله من ذاكرته المفعمة بمشاهد الحياة القديمة في البر والبحر، واشماً منجزاته بمجموعة عناصر تمنح العمل الفني بعداً جميلا تخترق فيه التسجيل الصرف لواقع الحياة عبر مشاهد صامتة، مقدماً مشاهد مليئة بالحركة والحيوية لأن إسماعيل يبحث عن فكرة العمل وأهميتها، ثم يحدد الخط بما يتواءم مع الشكل المتناول سواء من البيئة البرية أو الحياة البحرية.

ويهدف إسماعيل إلى إيصال رسالة عبر أعماله من خلال تمويه ملامح الشخوص كدلالة على ان المجتمع يتشكل من شرائح منوعة تذوب فيها الرغبات الشخصية أمام الفعل الجمعي، مركزاً على معالم الكويت التي خلدها التاريخ وأصبحت علامة بارزة يشار إليها بالبنان.

ويرصد الفنان حالات متباينة للمجتمع الكويتي، إذ يرصد الفرح عبر المناسبات، ويركز على العمل الشاق لبعض المهن التي اندثرت حاليا، كما يهتم إسماعيل بالمرأة بشكل خاص فيرسمها ضمن أعمال تشرح معاناتها وتقدر تضحياتها، مسلطاً الضوء على المرأة الأم والعاملة.

البيئة المحلية

وبدورها، تؤكد كلمة مكتوبة للأمانة العامة في المجلس الوطني تم توزيعها في حفل الافتتاح تميز أسلوب الفنان إبراهيم إسماعيل في أعماله التشكيلية الملتزمة برصد البيئة الكويتية القديمة، إذ يعبر فيها عن مخزون ذكرياته لشكل الحياة قديماً بكل ما تحمله من تفاصيل، مجسداً الأحياء الشعبية والشوارع والسكك الضيقة وحركة الأسواق خلال الفترة الماضية، كما يرصد إسماعيل عبر أعماله جانباً من شكل الحياة البحرية قديما.

وفي مايلي نص الكلمة:» منذ ستينيات القرن الماضي، وعلى مدار أربعة عقود، كان إبراهيم إسماعيل يدعونا دائما إلى مشاهدة معارضه الزاخرة بلوحات تفيض بتكوينات لونية ذات خطوط متقاطعة ومساحات بأسلوب شديد الخصوصية عرف به في مجمل إنتاجه».

لمحة ذاتية

الفنان إبراهيم إسماعيل مولود في عام 1945، وتخرج من معهد المعلمين في عام 1968، ثم استكمل دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية ليحصل على شهادة بكالوريوس ديكور في عام 1983. انتسب إلى جمعيات تشكيلية وروابط مهنية منوعة منها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية واتحاد الفنانين التشكيليين العرب، والرابطة الدولية في باريس.

عقب بلوغه سن التقاعد في عام 1991، تفرغ لممارسة الفن التشكيلي، كما مثّل الكويت في مشاركات منوعة في دول عربية وأجنبية.

نظم 17 معرضاً فردياً منذ عام 1969 إلى الآن، وشارك في نحو 190 معرضاً جماعياً في الكويت وخارجها».