اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني أن الكويت وإيران لديهما مواقف مشتركة حيال ما يحدث على الساحة العراقية، خصوصاً أنهما تضررتا من نظام صدام حسين، مؤكداً أنه لا يمكن السماح لحزب البعث بالعودة إلى حكم العراق.

Ad

أشاد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية الإفريقية حسين عبداللهيان بالعلاقات الثنائية بين الكويت وإيران، موضحاً أن الهدف من زيارته متابعة ما تم الاتفاق عليه بين الكويت وإيران بعد زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الأخيرة إلى طهران، التي وصفها بالمنعطف التاريخي، ومناقشة ما يحدث في المنطقة خصوصا في العراق وسورية.

وأشار أنه خلال الزيارة تم التباحث مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد في مقر وزارة الخارجية حول إعفاء رجال الأعمال والتجار من الفيزا لإيران، مؤكداً عمق العلاقات التاريخية التجارية بين البلدين، ومواقف الكويت المتوازنة والموضوعية المتعلقة بالقضايا الإقليمية والعالمية.

وفي مؤتمر صحافي عقده في مبنى السفارة الإيرانية في الكويت أمس، ضمن إطار زيارته لثلاث دول خليجية هي الكويت وسلطنة عمان والإمارات العربية، بيّن عبداللهيان أن "البلدين لديهما مواقف مشتركة في ما يحدث على الساحة العراقية، خصوصا أنهما تضررا من نظام صدام حسين"، وقال "نرفض ما يحدث في العراق، وما حدث في الموصل ليس ثورة بل يعد انقلاباً ضد القانون، فـ"داعش" ليس جماعة ثورية بل إرهابية"، موضحاً أن "هناك تعاونا بين البعثيين وداعش، ولا يمكن السماح لحزب البعث بالعودة إلى الحكم".

وأضاف أن "الحكومة العراقية شرعية، والحل بيد الشعب العراقي عبر المؤسسات الدستورية، والذين يدينون حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ولا يواجهون خطر الإرهاب يرتكبون خطأ استراتيجيا"، داعيا إلى أن يكون هناك تزامن بين الحل السياسي ومكافحة الإرهاب.

وحول تقسيم العراق أشار عبداللهيان إلى أنه لا مصلحة لأحد في تقسيم العراق قائلا "ننصح أصدقاءنا في كردستان بعدم التسرع بإعلان الاستقلال"، موضحا أن الدستور العراقي فدرالي بطبيعته، ومكونات الشعب العراقي من سنة وشيعة وأكراد لن تسمح بتقسيمه.

وحول دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمالكي قال "ما يهمنا في العراق هو الشأن السياسي، فالعراق لجميع مكوناته، وما يختاره الشعب العراقي عبر الانتخابات البرلمانية سندعمه"، مضيفا أن بلاده تعارض قيام جماعة إرهابية صغيرة بمحور داعشي بعثي بإطاحة حكومة مشروعة، وأنها لا تتدخل في الشأن العراقي.

وبخصوص ما يتردد عن اضطهاد سنة العراق قال عبداللهيان، إن "الدستور العراقي أعطى حصصاً محددة لكل مكونات المجتمع، ولم يشر إلى أن يتولى الكرد الرئاسة، أو الشيعة رئاسة الحكومة، والسنة رئاسة البرلمان، حيث أتت هذه التقسيمة في إطار تفاهم سياسي، فرئيس الجمهورية كردي سني، ونائب رئيس الجمهورية سني، ورئيس البرلمان سني"، مؤكداً أن ما حصل ليس ثورة عشائرية بل مؤامرة.

وبخصوص الأنباء المتداولة عن مصرع طيار إيراني في العراق قال "هناك 14 طيارا عراقيا لكل طائرة عراقية، ودعوة السيد السيستاني للقتال أوجدت قوة قتالية كبيرة تجعل العراق قادراً على تصدير هذه القوى إلى المنطقة".

وقال في تصريح خاص لـ"الجريدة" إن "إرسال قوات إيرانية إلى العراق أمر مرفوض كلياً ومستبعد، فالعراق لديه ما يكفي من قوات".

وحول تبادل الزيارات بين طهران والرياض قال "نحن مازلنا نرحب بالحوار، حيث نعتبر أن السعودية دولة مهمة، وبإمكاننا التعاون لحل مشاكل المنطقة والعالم الإسلامي، ولكنّ أصدقاءنا في المملكة يفضلون التحاور معنا عبر وسائل الإعلام، ونحن نرحب بزيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، ووزير خارجيتنا مستعد لزيارة المملكة أيضاً"، مضيفا أن هناك تيارات متشددة داخل السعودية تحول دون ذلك.

الخالد يستقبل مساعد وزير الخارجية الإيراني

استقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في مقر وزارة الخارجية أمس، مساعد وزير خارجية الجمهورية الإيرانية الإسلامية للشؤون العربية والإفريقية حسين  عبداللهيان.

وتناول اللقاء القضايا الثنائية وسبل تعزيزها على كل الصعد، وكذلك آخر التطورات في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

حضر اللقاء وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله، ومدير إدارة آسيا محمد الرومي، وسفير دولة الكويت لدى الجمهورية الإيرانية الإسلامية مجدي الظفيري، ومدير إدارة مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد.