بعد سنوات من تغييب أي تفاصيل حول تصاميم وعمل مفاعل أراك الذي يجري بناؤه منذ 2006، تفقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس هذا المصنع المنتج للمياه الثقيلة، في حين دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الاتفاق المبرم مع إيران للحد من أنشطة برنامجها النووي، متعهداً بإعداد لضربة عسكرية إذا لم تلتزم به.

Ad

في إطار الاتفاق المبرم في 11 نوفمبر الماضي بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية للتأكد من الطبيعة السلمية للبرنامج النووي، قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس بتفقد مصنع إنتاج المياه الثقيلة في أراك (وسط)، الذي تنوي إيران تشغيله نهاية عام 2014.

ووصل موفدا الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى ايران وتوجها أمس الى الموقع الذي يبعد 240 كلم الى جنوب غرب طهران بعد أن ظل مقفلاً امام الوكالة منذ سنتين. وأكد المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي أن المفتشين مكثا في المفاعل طوال النهار قبل عودتهما في المساء الى فيينا حيث مقر الوكالة. 

وهذا المفاعل في صلب المواضيع التي تثير قلق القوى العظمى، لأنه يوفر لإيران إمكانية استخراج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه بعد معالجته لصنع قنبلة ذرية.

وكشف كمالوندي أن المنظمة الايرانية قدمت للوكالة الدولية "المعلومات المطلوبة حول الابحاث الجارية" حول الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي المستخدمة لإنتاج اليورانيوم المخصب، مبيناً أن هذه المعلومات قدمت "في المهل المقررة، في إطار اتفاقات الوقاية" لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

وبحسب كمالوندي فإن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية سيعاودان اللقاء بعد غد الأربعاء في فيينا للبحث في زيارة أخرى مقررة في إطار خريطة الطريق الى منجم اليورانيوم في غاشين (جنوب).

وإضافة الى تفتيش الموقعين ينص الاتفاق مع الوكالة الدولية أيضاً على ان تقدم ايران معلومات حول مفاعلات الأبحاث في المستقبل ومواقع المحطات النووية المدنية الجديدة أو المواقع المستقبلية لتخصيب اليورانيوم.

دفاع وتهديد

 

إلى ذلك، دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس عن الاتفاق المؤقت المبرم مع إيران للحد من أنشطة برنامجها النووي وتعهد بتغليظ العقوبات أو الإعداد لضربة عسكرية محتملة إذا لم تلتزم طهران بالاتفاق سعيا منه لطمأنة إسرائيل.

وأشار أوباما إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوصف "صديقي بيبي" في كلمته التي ألقاها بمنتدى استضافه قطب الإعلام حاييم سابان، ولكنه أقر بأن هناك خلافات "تكتيكية كبيرة" تنشب بينهما أحياناً.

وقال أوباما إن الاتفاق الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مع إيران من شأنه أن يفسح المجال أمام التوصل لاتفاق أطول مدى للحد من أنشطة طهران النووية التي تقول الجمهورية الإسلامية إنها مخصصة للأغراض السلمية.

وأضاف الرئيس الأميركي أنه يرى احتمالا بنسبة 50 بالمئة في التوصل إلى "وضع نهائي" مرض، مؤكداً أنه "إذا لم نستطع الوصول إلى وضع نهائي شامل يرضينا ويرضي المجتمع الدولي، فسيكون الضغط الذي مارسناه عليهم والخيارات التي أوضحت أن بإمكاني اللجوء إليها بما فيها الخيار العسكري هي الخطوة التي سننظر فيها ونعد لها".

 

وقف النووي

 

وذكر أوباما أن من غير الواقعي اعتقاد أن إيران ستوقف برنامجها النووي وتفككه بالكامل إذا استمر تشديد نظام العقوبات الناجح ولم يتم إعطاء المحادثات فرصة للنجاح، مشيراً الى ان أي قدرة على التخصيب ستترك لإيران ستكون محدودة، مشدداً على أنه "لن نتغاضي عن اي تهديدات لأصدقائنا وحلفائنا في المنطقة وأوضحنا ذلك تماماً. والتزامنا بأمن اسرائيل شيء مقدس".

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي تحدث في ما بعد أمام المنتدى، إن الخلافات مع ايران ستستمر في مسائل من بينها دعمها لـ"حزب الله" الذي تعتبره الولايات المتحدة جماعة "إرهابية" وللرئيس السوري بشار الاسد، مبيناً ان إبرام "اتفاقية (نووية) شاملة لن تحل كل خلافاتنا مع ايران مهما كانت نتيجة المفاوضات المقبلة سيظل امام ايران عمل كثير تقوم به".

 

ميزانية إيران

 

في المقابل، قدم الرئيس الايراني حسن روحاني الى مجلس الشورى (البرلمان) أمس ميزانية عام 2014، التي يبلغ حجمها أكثر من 300 مليار دولار، محدداً معالجة التضخم ودعم النمو كأولوية اقتصادية في المشروع.

وعرض روحاني أمام المجلس أهم خصائص ميزانية البلاد للعام المقبل، وقال ان حجم نفقات الحكومة سيبلغ 195 ألف مليار تومان.(الدولار يساوي 2600 تومان)، مشيراً الى أن "اجراءات الحظر الظالمة" (العقوبات) كانت مؤثرة في ايجاد ظروف الركود الاقتصادي، ومعتبراً أن توفير فرص العمل القضية الأهم لمستقبل اقتصاد البلاد والركود التضخمي المشكلة الاهم لاقتصاد البلاد في الوقت الراهن.

(طهران، فيينا - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)