لاتزال قضية مخطوفي الجيش اللبناني والقوى الأمنية في عرسال تحتل صدارة الاهتمام السياسي في لبنان، حيث هددت الجبهة أمس بتحرير أعضائها المسجونين في لبنان بالقوة.  

Ad

وقال قائد في "جبهة النصرة" لوكالة "الأناضول للأنباء" التركية، إن "حزب الله يستعد لهجوم كبير على منطقة القلمون السورية"، معتبراً أن "هذا التحضير يدفع إلى عرقلة المفاوضات المتعلقة بإطلاق سراح العسكريين اللبنانيين الأسرى لدينا، لأنه يريد أخذهم بالقوة، لكن ذلك سيعني موتهم".

وقال القيادي إن "النصرة أبقت العسكريين الأسرى في عرسال إلى حين انسحابنا إلى داخل سورية"، داعياً "إلى تفاوض صادق، لأنه الحل الوحيد، وإلا فيمكن أن نلجأ إلى الخيار العسكري لتحرير أسرانا في السجون اللبنانية".

في السياق، قال قائد كتائب "الجيش السوري الحر" في القلمون النقيب باسل إدريس أمس، إن "جبهة النصرة هي الفصيل الأكبر في القلمون، وقضية الأسرى بإدارتها"، مرجحاً أن "يتم حل القضية بالطريقة نفسها التي اعتمدت مع الراهبات بمبالغ مالية وبعض المعتقلين، وتعود بعدها الأمور إلى وضعها الطبيعي"، مستبعداً أن يتم قتل أي عسكري من المحتجزين، بالقول: "ما بظن يصير هالموضوع إطلاقاً".

ودعا إدريس إلى "حل الخلاف، لأنه ليس من مصلحة الثورة بل النظام والحزب، لكن ما حصل قد حصل، وسعينا مع كل الأطراف لحل القضية بشكل سلمي، ومعظم الفصائل لم تتدخل في ما جرى، ولو حصل ذلك لكانوا وصلوا إلى الهرمل، فنحن نعرف ما إمكانات الجيش اللبناني، لكن حربنا مع النظام على الأراضي السورية فقط، فضلاً عن أن الأمور كانت تطورت إلى ضرب مواقع للحزب في مناطقه".

إلى ذلك، جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الدعوة إلى "انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، لأنه لا يجوز الفراغ في المركز الأول في الدولة، ولبنان والمنطقة يعيشان أخطاراً كثيرة ومتعددة".

وفي حوار مع أهالي بلدة شاتين قضاء البترون، حيث جال على المشاريع الزراعية أمس، شرح البطريرك الراعي معاناة مسيحيي العراق، مؤكداً "انه سيرفع هذه المعاناة إلى الكرسي الرسولي خلال اليومين المقبلين"، مشدداً على "ضرورة مواجهة أخطار داعش في لبنان والمنطقة".

في موازاة ذلك، رأى وزير الداخلية نهاد المشنوق أن "التشاور مع رئيس مجلس النواب نبية بري دائم وأكثر من ضروري"، مشيراً إلى أن "الأولوية هي للبحث حول الوضع الأمني خصوصاً في عرسال ومنطقة البقاع". ولفت المشنوق بعد لقائه بري أمس إلى أن "الوضوع الأمني بعرسال والبقاع له الأولوية المطلقة عند بري، وهو أول من أطلق شعار الاستثمار في الأمن، لذلك أحسست أنه من الواجب علي أن أزوره وأتشاور معه في هذا الموضوع وفي تطورات عرسال وكيفية تداركها"، مشيراً إلى أن "بري سيقوم بخطوات محددة وعديدة في هذا الاتجاه، كما أن الحكومة بطبيعة الحال من واجبها العمل باتجاه تثبيت الأمن في منطقة عرسال، وضمان السلم الأهلي فيها".