محاصرة البنوك في غزة واغتصاب فتاة في مصر
الوطن العربي يمر بحالة تغيير شامل هي أقرب إلى "المأزق" منه إلى "الفرج"، ذلك أننا نتابع عبر الشاشات الفضائية والإعلام بكل أشكاله ما يجري منذ أكثر من ثلاثة أعوام على ما أطلق عليه "الربيع العربي" أملاً في أن تتفح آفاق فجر جديد يخرج الأمة من خليجها إلى محيطها من حالة "الجمود والتعطيل لقدرات أبنائها" ليساهموا بدورهم في تطور العصر السريع التجدد وإبداعاته. §لكننا ما زلنا نرى أساليب جديدة تخرج من رحم هذا الربيع على غير ما كنا نأمله ونتطلع إليه، وبرزت ظواهر غريبة للعلن دون حياء أو خوف، "فمن أمن العقوبة أساء الأدب" هذا القول العربي المأثور نراه بأم أعيينا عبر كل الوسائل، ومن خلال تناقل الناس لأخبار هذه الظواهر الجديدة، وهي وبكل أسف "لا تَحضّــر فيها ولا مدنية" بل عودة إلى "الهمجية"، وكأن أرض الوطن العربي لم تكن مهبط الديانات السماوية ومبعث الرسل الكرام، وكأنها ليست أرض العرب الذين طفحت كتب التاريخ بسيرتهم في الفضل والجود والكرم وحماية المستجير!باختصار شديد إن الأيام الماضية حملت لنا خبرين من أسوأ ما في هذه المظاهر الجديدة من صور:
- في غزة المحاصرة منذ سنوات وهي جزء من فلسطين التي تعاني كل شيء بلا استثناء، وشعبها يجدد إبداعاته في إيجاد وسائل العيش بأقل القليل وسط هذا الحصار لشقيها (الضفة وغزة)، فإننا فوجئنا بما جرى من محاصرة لبنوك غزة وهي تستعد لصرف رواتب موظفي الحكومة في رام الله الذين على كادرها ويقيمون في غزة، ومنذ سنوات الانفصال أو الانقسام كما يحلو للبعض تسميته!ولعل المفاجأة استوقفتنا أن هذا يحدث بعد أن تم الإعلان عن "المصالحة" بين الحركتين المتخاصمتين، وبعثت أملا مشوبا بالحذر لدى كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وكأن ما حدث من محاصرة البنوك جاء متوافقا مع كل ما توجس من نتائجة الشعب الفلسطيني، خصوصاً أننا لم نسمع تصريحاً رسمياً واحداً من رام الله أو من غزة يندد بهذا العمل، ولو من باب ذر الرماد في العيون، ولكن "إن لم تستح فافعل ما شئت!". الضرر تراكم على الشعب بكل فئاته من موظفين وتجار وعمال؛ ذلك أن هذه الرواتب تكاد تكون هي العماد الأساسي للاقتصاد في غزة، حيث يتم تداولها من يد إلى يد لقضاء احتياجات الناس.صحيح أنه وبعد أكثر من خمسة أيام تم فك الحصار، لكن السؤال الغريب الذي يحتاج إلى إجابة هو: لمصلحة من، ولماذا قام بهذا العمل من قام به، وفي هذا الوقت بالذات؟!أليس السؤال سيرالياً فوق التصور والأكثر منه سيريالية أننا لن نجد له الجواب الشافي!* كاتب فلسطيني - كندا