وثيقة لها تاريخ : «راوية المتنبي» النوخذة حمد مبارك المناعي
من الشخصيات الكويتية القديمة التي يجب أن تكون قدوة ومثالا لنا ولأبنائنا، الأديب حمد بن مبارك بن عيسى المناعي، رحمه الله، الذي لقب بـ "راوية المتنبي"، لسبب سأذكره لاحقا في هذا المقال. ولد حمد المناعي في عام 1884م في فريج بن خميس بالحي الشرقي بمدينة الكويت لأسرة كويتية معروفة ولها بصماتها وآثارها الواضحة في تاريخ بلدنا الغالي. وانتقل معظم آل المناعي من فريج بن خميس إلى موقعهم اللاحق قرب مسجد المناعي بالحي الشرقي على ساحل البحر، وذلك في نهاية القرن التاسع عشر، واستقروا هناك الى حين فترة التثمينات في خمسينيات القرن العشرين.
وشيدت الدولة المدرسة الشرقية للبنين، بعد اقتطاع عدة منازل من أسرة المناعي، وبقيت لهم عدة منازل أخرى في الفريج نفسه الذي يمكن أن نطلق عليه اسم "محلة مسجد المناعي". تلقى المرحوم المناعي تعليمه على يد الشيخ عبدالعزيز الرشيد، ثم التحق بالمدرسة المباركية وتعلّم بها فترة من الزمن، ثم اتجه للعمل في البحر، وأصبح في ما بعد نوخذة غوص يشار له بالبنان، وأمضى أربعين سنة في هذه المهنة الشاقة. كان عضوا منتخبا في بلدية الكويت مدة خمس سنوات، وعضوا منتخبا في مجلس دائرة الأوقاف عام 1949. وارتبط، رحمه الله، ارتباطا وثيقا بالمرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح، الذي كان دائم السؤال عنه والتزاور معه، بل وكان أحد جلسائه الدائمين، ورفيقا له في أسفاره وترحاله. وقد أهدى إلي الزميل سامي عبدالله المناعي مجموعة من الصور الجميلة منذ فترة من الزمن نشرت بعضها في كتاب "الدعية... تاريخ وشخصيات"، الذي صدر في عام 2010، وأعيد نشر بعض منها في مقال اليوم، وهي للمرحوم حمد المناعي مع مجموعة من رجالات الكويت برفقة الشيخ عبدالله السالم الصباح وهم في بومباي بالهند عام 1953. أما عن الأدب في حياة النوخذة والأديب حمد المناعي، فسأتركها لمقال الأسبوع القادم، لضيق المساحة في هذا المقال.