(ثم اهتديت) الأميركي رودين... من ممثل مغمور إلى داعية مسلم

كان رودين يحلم دوما أن يكون ممثلا شهيرا تتهافت حوله المعجبات مثل غيره من الشباب السود ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فقد أصيب رودين إصابة بالغة في قدمه خلال قيامه بدور "دوبلير" في أحد المشاهد الخطرة للغاية في فيلم أميركي، وعقب تلك الحادثة الأليمة دخل رودين في حالة اكتئاب شديد لدرجة أنه فكر في الانتحار عدة مرات وفي كل مرة تنجح أسرته في إنقاذه كما حاول أهله إخراجه من حالته النفسية السيئة لكنهم فشلوا.

وذات يوم فوجئت الأسرة بوالد رودين يدخل عليهم وبصحبته شاب ذو ملامح شرق أوسطية وقال لهم الأب إن هذا الشاب عربي مسلم واسمه خالد وسوف يقيم لديهم لمدة شهر في إطار برنامج التبادل الطلابي الذي تنظمه السفارات الأميركية حول العالم، وبعد عبارات الترحيب المعتادة دخل خالد للغرفة التي جهزوها له لينام.

يقول رودين: في فجر اليوم التالي استيقظت فجأة على صوت شخص يتحرك في صالة منزلنا وكنت أعرف أن أياً من أسرتي لا يستيقظ مبكراً فخرجت لأستطلع المكان لأجد خالد الذي استمعت لقصته بالأمس من شقيقي الصغير متجهاً إلى الحمام، حيث ألقى عليّ تحية لم أسمعها من قبل قائلا "السلام عليكم" فاكتفيت بابتسامة خفيفة، وعدتُ إلى غرفتي وبعد قليل جاءني هذا الشاب واستأذن أن يجلس معي إذا لم يكن لديّ مانع ورغم آلامي إلا أن شيئا في وجهه جعلني أوافق فجلس معي وبدأ يحدثني أنه كان يصلي الفجر وكيف أن صلاة الفجر تمنحه نوعا من الهدوء والسكينة ولا أعرف لماذا قصصت عليه قصة آلامي النفسية لأفاجأ به يأتي لي بالكمبيوتر الخاص به ويسمعني بعض آيات القرآن، ولا أعرف لماذا انتابتني قشعريرة وسرى بعدها الهدوء في نفسي.

يضيف رودين: اعتدت طوال شهر كامل أن أنتظر خالد بعد صلاة الفجر ليسمعني جزءاً من القرآن حتى استمعت للقرآن كاملاً وكان قد أهداني ترجمة لمعاني القرآن بالإنكليزية، ووجدتُ نفسي مشدوداً لكل ما في القرآن من معان ونسيت آلامي وبدأت طموحاتي تتغير من ممثل شهير إلى الرغبة في أن أكون شخصاً ذا فائدة للعالم الذي أعيش فيه وقبل أن يغادر خالد منزلي كنت قد نطقت الشهادتين واعتنقت الإسلام وغيرت اسمي إلى "بلال" واضطررت لترك أسرتي التي رفضت إسلامي وانضممت إلى إحدى الجمعيات الإسلامية التي ترعى المسلمين الجدد حيث أكملت تعليمي في كلية الطب وأصبحت طبيبا وداعية إسلاميا أيضا وفي كل لحظة أحمد لله أن هداني للإسلام.