شدد الشاعر عبدالعزيز البابطين على أن التكريم يدفعه إلى أن يكون أكثر شغفا بالمبادئ التي أخلص لها.

Ad

أكد الشاعر عبدالعزيز البابطين أن أثمن أنواع العطاء حينما يكون للوطن، فالبذل يمتزج بالسعادة، مشددا على أن الأمة ستتجاوز عثرتها قريباً.

جاء ذلك ضمن حفل تكريم رابطة الأدباء الكويتيين، في مقرها مساء أمس الأول، رئيس مؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري الشاعر عبدالعزيز البابطين، تقديرا لعطائه الثقافي المتميز، بحضور وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، وعدد كبير من الشخصيات الأدبية والثقافية والإعلامية.

وتنوعت الفقرات ضمن حفل تكريم سفير الشعر والأدب الشاعر عبدالعزيز البابطين بين كلمات وشهادات شخصية وقراءات شعرية، إذ قرأ الشاعران فالح الأجهر ووضحة الحساوي نصوصا منتقاة من قصائد المحتفى به، كما قرأ عريف الحفل الشاعر عبدالله الفيلكاوي مجموعة أبيات شعرية امتدح فيها البابطين.

استحقاق

بهذه المناسبة، أكد وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود استحقاق الشاعر عبدالعزيز البابطين للتكريم الذي تنظمه الرابطة، تقديرا للأدباء الذين اثروا المشهد المحلي، انطلاقا من دور هذا الكيان الثقافي في إبراز العطاء الوطني في مختلف المجالات الأدبية.

وتمنى الحمود المزيد من البذل والعطاء لخدمة الكويت، تحت قيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد، مضيفا: «يسعدني المشاركة في تكريم سفير الكلمة والشعر والأدب العربي الذي جال في عطائه الوطن العربي، وانتقل إلى العالم أجمع في مبادرات ثقافية وأدبية، سعى من خلالها لتحقيق نهضة لغتنا العربية، كما لم يتأخر يوما في رفع اسم الكويت عاليا في المحافل الأدبية والثقافية كافة».

واجب وطني

بدوره، شدد البابطين على أن التكريم يجعله أكثر شغفا بالمبادئ التي أخلصت لها، وأكثر سعيا لنفاذها، مؤكدا أن «كل ما قام به هو واجب تجاه وطن يستحق منا الأكثر فالأكثر وأمة سنقيل عثرتها بإذن الله يوما ليس ببعيد».

وأردف: «يسعدني أن أكونَ معكم في حرم ثقافي يضم نخبا من مبدعي الكلمة العربية في الكويت، نخبة تسطر اسم بلدنا على جبهة التاريخ، ويفرحني ان أكون مكرما بينكم لا لشخصي بل لعملي، فالشخص مهما طال به المقام زائل، والعمل هو الذي يبقى يحدث عن المرء إن كان مثمرا يؤتي أُكله كل حين أو عقيما يتساقط وتذروه الرياح».

وأشار إلى سعيه نحو تأصيل مبدأ ان الوجود الإنساني يتحقق عندما يتحرر من إطاره الشخصي، ويندمج في إطار وطنه وأمته، ويوجه إمكاناته وقدراته لخدمة هذا الهدف، مؤكدا انه يجد متعة في إعطاء الوطن والأمة، على النقيض من متعة الأخذ من الوطن، «لذلك تزداد سعادتي حين أجد بلدا عربيا وقد حرم من لغته، ومؤسستنا تسعى بجد لإعادة اللحمة بين هذا الشعب العربي ولغته المفقودة».

وتابع: «كما أؤمن بأن بني البشر على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم هم أسرة واحدة، وأن هذه الاختلافات يجب ألا تكون خنادق تعزل البشر عن بعضهم، بل ان تبقى جسورا للتواصل والتعارف، من هذا المبدأ سعيت إلى إقامة سلسلة من ندوات الحوار الحضاري تجمع بين المختلفين من أقطار متباينة ليلتقوا على كلمة سواء تزيل من أنفسهم كل رواسب الاستعلاء والكراهية والانعزال».

جهد ثقافي

من جهته، لفت الأمين العام للرابطة طلال الرميضي إلى ضرورة تكريم الشخصيات الأدبية المرموقة، مبينا ان الاحتفاء بالبابطين جاء تتويجا للجهود الثقافية التي بذلها على مدى أكثر من عشرين عاما، من خلال مؤسسته الثقافية والعديد من المراكز التي تفرعت عن المؤسسة، مضيفا: «للبابطين دور بارز في مجال اللغة العربية ونشرها في العالم، وتكريس فكرة حوار الحضارات لتوثيق أواصر السلام والمحبة بين شعوب العالم».

وعن دور الرابطة في تكريم الأدب محليا، قال الرميضي: «نحن في مجلس إدارة الرابطة نسعى لتقدير وتكريم المبدعين والداعمين للعمل الثقافي في الكويت ممن أثروا الحياة الفكرية محليا وعربيا وعالميا بإنجازاتهم المشرقة، ولا شك في أن شخصية بحجم المحتفى به نالت مؤخرا شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة قرطبة الإسبانية ليكون أول شخصية عربية إسلامية تحصل عليها».

من جانبه، ألقى الأديب عبدالله خلف كلمة تناول فيها إنجازات البابطين التربوية والعلمية والإنسانية داخل الكويت وخارجها، معتبرا ان الثقافة هي المخرج من الجدل الكبير المسيطر على دول العالم العربي، لأن الحوار الثقافي سيدرأ الفتن ويحصن المجتمعات ضد رياح الصدامات، واستعرض دور مؤسسة البابطين في دعم الثقافة والأدب، ضمن خطة منهجية تتجاوز كل الحدود ولا تكترث بملوثات السياسة.

وبشأن رسالة رابطة الأدباء أوضح خلف ان هذا الكيان الثقافي يهدف إلى توسعة مساحة الثقافة والأدب، تحقيقا للمنفعة العامة والخير للبلد.