مروة عبدالله: {السينما المستقلة} لا تحظى بجماهيرية تناسب قيمتها
«تجربة السينما المستقلة في مصر» عنوان الرسالة التي ناقشتها الباحثة مروة عبدالله ونالت عنها درجة الماجستير مع مرتبة الشرف.
حول هذه الدراسة وواقع السينما المستقلة والخلاصات التي استنتجتها كان اللقاء التالي معها.
حول هذه الدراسة وواقع السينما المستقلة والخلاصات التي استنتجتها كان اللقاء التالي معها.
ما الإطار العام لرسالتك؟
يدور حول مفهوم السينما المستقلة في مصر وكيف تعطي الحرية للمخرج لتنفيذ الرؤية التي يريدها، أو بمفهوم آخر، هي تمرد على شروط شركات الإنتاج الكبرى المجحفة وعدم الالتزام بها.كذلك تناولت الدراسة نشأة الأفلام المستقلة وتطورها وأهم القضايا التي تعالجها والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، عبر تحليل مضمون عينة من هذه الأفلام، إضافة إلى دراسة عينة لصانعي الأفلام المستقلة من حيث سماتهم واتجاهاتهم.لماذا هذا الموضوع بالتحديد؟كانت لدي تساؤلات حول طبيعة الأفلام المستقلة الرقمية التي يتم إنتاجها في مصر وخصائصها وأهم القضايا التي تناقشها، وأردت التعرف إلى مخرجي هذه الأفلام والصعوبات التي تواجههم وأسباب اختيارهم هذا النوع السينمائي وخصائصهم الديموغرافية.ثمة رأي شائع بأن الأفلام المستقلة لا تلتزم بضوابط المجتمع المصري الأخلاقية، فهل يتفق بحثك مع هذا الرأي؟أثبتت الدراسة التي قمت بها أن هذا الرأي غير صائب وغير دقيق، فقد خلت 78% من الأفلام المختارة في العينة، محل الدراسة، من الألفاظ النابية، و68% من مشاهد العنف، و86% من المشاهد التي تحمل إيحاءات جنسية.كيف أجريتَ الدراسة الميدانية؟اقتصرت عينة الدراسة الميدانية على 50 شخصاً من مخرجي ومخرجات الأفلام المستقلة الرقمية في مصر، وتم اختيارهم بأسلوب العينة المتاحة من خلال استمارة الاستقصاء كأداة لجمع البيانات.وما صفات العينة التي حللتها؟21% من الأفلام أُنتجت سنة 2006، 32% أنتجت بشكل شخصي، 91% من القصص مؤلفة خصيصاً للفيلم، ما يعد مؤشراً واضحاً على مدى رغبة صانعي الأفلام في التعبير عن القضايا التي تهمهم بطريقتهم الخاصة والأصيلة.وما أبرز القضايا التي عالجتها هذه الأفلام؟42% من الأفلام، عينة الدراسة، طرحت قضايا اجتماعية، ما يدل على اهتمامها بالتعبير عن المشاكل التي يعانيها المجتمع، نظراً إلى طبيعة هذه القضايا التي تحمل في طياتها أبعاداً سياسية واقتصادية وإنسانية، ولقناعة صانعي هذه الأعمال بأن لهذا النوع من الفن دوراً في التعبير عن المجتمع وقضاياه والمساهمة في تنميته.حلت في المرتبة الثانية الأفلام التي تطرح أكثر من قضية بنسبة 19%، وفي المرتبة الثالثة الأفلام التي تطرح قضايا نفسية بنسبة 16%، وهو ما يتفق مع اهتمام المخرجين بالتعبير عن مشاكلهم الخاصة والأزمات التي يواجهونها.لماذا يفضل المخرجون العمل في السينما المستقلة؟تتيح السينما المستقلة حرية التعبير عن الأفكار بشكل أكبر من السينما التجارية، كونها تسمح بالخوض في قضايا لا يمكن طرحها عبر وسائل أخرى، يضاف إلى ذلك صعوبة اقتحام السينما التجارية.وهل أغلبهم غير أكاديميين كما يشاع؟ 70% من إجمالي المخرجين عينة الدراسة درسوا الإخراج السينمائي بشكل أكاديمي، فيما لم يدرس 30% الإخراج بشكل أكاديمي، وهذا يتنافى مع ما يشاع.هل تطرقت إلى الرقابة على الأعمال السينمائية في بحثك؟بالطبع، واستنتجت أن مخرجي الأعمال المستقلة يريدون إلغاء الرقابة على الأفلام السينمائية لتطوير هذا الفن، خصوصاً أنهم يركزون على حرية التعبير من دون التقيد بشروط تفرضها الرقابة أو عادات المجتمع.تعاني الأفلام المستقلة من عدم اهتمام المنتجين بها فكيف يمكن حل أزمة التمويل؟اتضح لي أن النسبة الكبرى من المخرجين ينتجون أفلامهم بأنفسهم، لندرة الجهات المهتمة بإنتاج أفلام مستقلة، لذا يمارس هؤلاء أعمالاً أخرى إلى جانب الإخراج، ويؤدون أكثر من دور كالمونتير أو المؤلف أو المخرج المساعد، لصعوبة توفير شخص آخر متخصص، لقلة الإمكانات المادية، وأحياناً يعتمدون على موسيقى تصويرية وأغنيات مأخوذة من عمل لصعوبة تخصيص جزء من موازنة إنتاج الفيلم لتأليف موسيقى تصويرية.هل يساهم النقد الفني إيجاباً في دفع السينما المستقلة إلى الأمام؟النسبة الكبرى من مخرجي السينما المستقلة يعتقدون أنه لا يوجد نقد فني حقيقي للأفلام المستقلة في مصر، وغير راضين عن أداء الحركة النقدية للسينما المستقلة، ويرون أن النقد المنشور عن أعمالهم سيئ للغاية ولا يستفيدون منه.هل تعيق البيروقراطية صانعي السينما المستقلة في مصر؟بالتأكيد. البيروقراطية خطر يهدد السينما المستقلة وعامل مضاد لنجاحها، فمثلا لا يحصل المخرجون على تصاريح لازمة للتصوير قبل بدء التصوير، وتعيقهم الإجراءات الروتينية المتبعة لتنفيذ الأفلام التجارية، لذا يتوقون إلى التخلص من قيود تصاريح التصوير التي تستهلك وقتاً وجهداً وتشكل عائقاً أمام تصوير الفيلم.ما أبرز القيود التي تقع على عاتقهم؟تبين من نتائج الدراسة أن أكثر هذه القيود تأثيراً هو نقص الموارد والإمكانات، رغم زيادة المخرجين في السنوات العشر الأخيرة بالتوازي مع ازدياد الاهتمام بالسينما المستقلة عبر المهرجانات السينمائية.ما أكثر الإحباطات التي تواجههم؟عدم اكتساب الفيلم المستقل جماهيرية تناسب قيمته الفنية والمجهود الذي يبذل فيه وعدم وضوح الرؤية المستقبلية له.كيف يتم تطوير السينما المستقلة في مصر؟من خلال عرض الأفلام في دور العرض وعلى شاشات القنوات الفضائية، للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور، وهو ما لا يتوافر لهم، سواء عبر العروض السينمائية الجماهيرية أو عروض التلفزيون، بالإضافة إلى الاهتمام بتدريب العاملين في مجال السينما المستقلة.