• هناك من يدّعون أن هيئة كبار العلماء سحبت البساط من تحت أقدام المجمع... فما رأيكم في تلك الأقاويل؟

Ad

هذه الأقاويل من ضمن المهاترات التي لا نلتفت إليها، فليس هناك تضاد بين الهيئة والمجمع، بل إن هناك تكاملاً وتنسيقاً وانسجاماً ليكتمل العطاء، فهناك لجان بالمجمع تخصصية لبحث الأمور الفقهية ولها مهامها وهيئة كبار العلماء لها مهام أخرى تختلف عن تلك المهام.

• مستقبلاً هل سنرى عنصراً نسائياً في مجمع البحوث الإسلامية؟

هذا الأمر يرجع إلى هيئته ووقته، وعند الحاجة إليه - وهو رهن البحث - لابد أن نعي جيداً أنه لا يوجد مانع شرعي أن تشارك السيدات الفضليات ممن يحملن مؤهلات هذا العمل الجليل والمقدس في المجمع، إذ يحتاج المجتمع إلى النساء والرجال على حد سواء.

• ثمة تساؤلات عدة بشأن دور المجمع والأزهر في التصدي للأعمال الفنية التي تحتوي على مشاهد عري وابتذال... فما تعليقك؟

على رأس مهام المجمع الحفاظ على تعاليم الدين وعلى القيم الإسلامية الصحيحة، والحفاظ على تقاليد المجتمع وأخلاقياته، فكل ما يتعارض مع هذه القيم مرفوض من المجمع، بل مرفوضة من المجتمع المصري ذاته، وهو مجتمع متدين بطبعه، وإذا كان الشعب المصري كله يرفض الأخلاق الفاسدة المستوردة التي يحاول البعض نشرها بيننا فإن مجمع البحوث الإسلامية الذي يهتم أصلا بالحفاظ على هوية الأمة ويعد ضميرها ويحفظ تدينها من التزييف ووعيها من شطط الفكر والمعتقد لن يصمت أمام تلك المشاهد التي تتنافى وأخلاقياتنا، ونحن نطالب أصحاب تلك الأعمال بالتوقف عن مد أفكارهم المشبوهة، ونطالب أولي الأمر بمحاربة هذا الدخيل معتقداً وفكراً وسلوكاً، كما نطالب بسن تشريعات لعرض الأعمال الفنية والإبداعية على اللجان المتخصصة بالمجمع لفحصها وإجازتها شرعياً قبل عرضها على الناس.

• ولماذا لا يتحرك المجمع من تلقاء نفسه لمواجهة تلك الأعمال المنافية لقيم وتشريعات الإسلام؟

القانون يحكمنا، فلابد أن تُعرض الأعمال على المجمع حتى يكون رأيه فيها قد جاء بطريقة قانونية سليمة، بحيث يكون لدي حجة أن أدرس العمل للبت في مدى توافقه مع أحكام وقيم الإسلام من عدمه.

• ما دور المجمع في مواجهة أصحاب الفرق والأفكار الضالة التي تحاول غزو المجتمع بين الحين والآخر؟

أول من حارب أصحاب الفرق الضالة هو الأزهر، وهو أيضاً أول من حارب المد الشيعي، فالأزهر كان ومازال وسيظل الحصن الحصين للدفاع عن الإسلام الوسطي، ولا يقبل الأزهر مثل هذه التصرفات الشاذة، ونحن نعمل دائماً على كشف عوار أصحاب الفكر المنحرف حتى نحصن الناس من أفكارهم.

• قديما كان يقال إن اختلاف العلماء رحمة لكن الفتاوى الدينية اليوم أصبحت تأخذ بعداً سياسياً... فهل تحول اختلاف العلماء إلى نقمة؟

دعنا نعترف بأن مصر أصيبت بداء عضال للأسف الشديد وهو انتشار دعاة الفتنة ودعاة السوء، مِمّنْ تصدروا المشهد عندما تعمد البعض تغييب دور الأزهر، فكل الحكومات المتعاقبة تعمدت ذلك، لأنهم يعلمون ما للأزهر من تقدير لدى العامة والخاصة، لذا فعلوا ذلك خوفاً على مصالحهم، لأن مهمة الأزهر هي إنارة الطريق وكشف الحقيقة للناس والحكومات لم تكن ترغب في ذلك.

• كيف تواجهون من يتصدى للفتوى من غير المؤهلين؟

نحن ندعو الجماهير للجوء إلى لجان الفتوى التابعة للأزهر، وتلك اللجان تقدم الفتوى دون مقابل ومن خلال علماء على قدر من العلم وبعيداً عن العصبية ولو لجأ الناس للأزهريين فسوف تختفي الفتاوى الشاذة والغريبة، وعلى وسائل الإعلام التحري عمن تحصل منهم على فتاوى لأن ذلك يؤدي إلى انتشار أدعياء العلم.

• بصراحة شديدة هل أنتم راضون عن أداء لجان الفتوى حالياً؟

ربما نكون غير راضين كل الرضا عن الآليات والوسائل المتبعة داخل اللجان، لكن الفتوى التي تخرج من علماء اللجان سليمة والحمد لله، لأن الفتوى هي الفتوى لا تتغير، نعم نحن لا نرضى عن أداء اللجنة في هذا التوقيت بالذات لأسباب عديدة، لأن مستجدات العصر تحتم أن يحدث تطور في الآليات بما يتفق مع متطلبات تلك المرحلة، ولذا نسعى أيضاً إلى ضخ دماء جديدة في لجان الفتوى.

• انتشرت في الآونة الأخيرة فتاوى التكفير وفتاوى النيل من الأقباط فكيف تتعاملون معها؟

الأزهر يعمل على إذكاء روح المحبة والأخوة بما يحقق الاستقرار لمصر ويرفع من شأنها، ونحن نتصدى لفتاوى النيل من الناس ونبين دوماً أن الناس جميعاً من أم واحدة ومن أب واحد، والنبي (صلى الله عليه وسلم) أوصى المسلمين بأقباط مصر قائلاً: إن لهم نسباً وذمة.

وبالنسبة لفتاوى التكفير نحن نرفضها جملة وتفصيلاً، ولابد أن يعي من يرمي الناس بالكفر أنه ارتكب جريمة في حق نفسه وفي حق الدين، لأن الشريعة الإسلامية حثت على عدم تكفير الناس، فلا يجوز لإنسان أياً كان أن يخرج إنسانا مسلما من دينه بسوء ظنه أو سوء معتقده، لأن الأصل أن نجتنب الظن فحقائق الإسلام لا تعرف الشطط وهذا العمل غير السوي، والرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: " أيُّما امرئٍ قالَ لأخيهِ : يا كافِرُ، فقد باءَ بِها أحدُهما، إن كانَ كما قالَ، وإلَّا رجعَت عليهِ".