كيري يحث الأكراد على إنقاذ العراق ويتفاءل بتشكيل حكومة

استكمل وزير الخارجية الأميركي جون كيري اجتماعاته بالقادة العراقيين، حيث اجتمع أمس مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، وحثه على المساهمة في إنقاذ العراق ووقف الانهيار، من خلال تشكيل حكومة جديدة. ميدانياً، شهد أمس غارات على بيجي شنتها قوات الجيش العراقي، بينما تعرضت مدينة القائم الحدودية مع سورية لسلسلة غارات «مجهولة المصدر»، حيث نفت واشنطن أن تكون هي المهاجمة، بينما لم يصدر عن الحكومة العراقية أي تأكيد بأن قواتها هي المغيرة، وسط أنباء بأن النظام السوري هو الذي يقف وراء القصف.

واصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس زيارته للعراق، حيث التقى رئيس إقليم كردستان العراق في أربيل، وحثه على المساهمة في تشكيل حكومة جديدة توقف الهجوم الواسع الذي يشنه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بالتحالف مع مسلحين وفصائل سنية واخرى بعثية على مناطق واسعة من شمال وغرب البلاد، والذي قتل فيه أكثر من ألف شخص بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وقال كيري، خلال لقائه البرزاني أمس، إن "تحدي تشكيل الحكومة هو التحدي الرئيسي الذي نواجهه"، داعيا البرزاني الى العمل مع قادة البلاد على ترسيخ الوحدة في ما بينهم في هذا "الوقت الحرج" للعراق، حاثا الأكراد على انقاذ العراق من الانهيار.

من جهته، أكد البرزاني لوزير الخارجية الأميركي أن الهجوم الواسع الذي يشنه المسلحون المتطرفون في شمال وغرب وشرق البلاد خلق "واقعاً جديداً وعراقاً جديداً".

وشدد كيري، في مقاتلة مع "سي أن أن" من أربيل، على انه تلقى إشارات من الزعماء بالعراق بأن "هناك قدرة لتشكيل حكومة جديدة"، معبرا عن تفاؤل حذر.

وقال: "ما وجدته هو أولا أن هناك حقيقة كبيرة بأن 40 مليون عراقي أدلوا بأصواتهم، وكم كبير منهم اختار الديمقراطية، وهناك عملية دستورية جارية حاليا نحن ملتزمون بدعمها في إطار اتفاقية العمل الاستراتيجي"، مضيفا: "الحقيقة أنه حتى الرئيس البرزاني أوضح أنه راغب في هذه العملية، ويريد المشاركة في اختيار الحكومة التالية، إلى جانب زعماء آخرين التقيتهم عبروا عن رغبتهم بالمشاركة في هذه العملية".

وتابع: "علينا أن ندع العمليات العضوية تجري قليلا، الكلام رخيص... ولا آخذ أي شيء أسمعه إلى البنك، أنا أسمع أمورا تشير إلى أنهم إذا تابعوها فإن هناك قدرة للوصول إلى تشكيل حكومة جديدة من الممكن أن تكون موحدة، وتنعكس بشكل كبير على تحقيق النجاح في اجتياز هذه الأزمة".

العملية السياسية

وأفادت تقارير أمس بأن زعماء الكتل السياسية العراقية، الممثلة في البرلمان الجديد، بدأت مشاورات فعلية للتوصل الى تسوية لانتخاب رئيس للبرلمان الجديد، وبدء مشاورات جدية لانتخاب رئيس حكومة.

وكان "التيار الصدري" تشدد في موقفه أمس من بقاء رئيس الحكومة نوري المالكي لولاية ثالثة، وأعلنت "كتلة الأحرار" التابعة له انها سترفض أي مرشح من حزب الدعوة، الذي ينتمي اليه المالكي، وانها ستدفع بمرشح مستقل اذا رشح اي عضو في "الدعوة".

ألف قتيل

في غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن أكثر من ألف شخص قتلوا في العراق بين 5 و22 الجاري، مع بدء الهجوم الواسع الذي اطلقه تنظيم "داعش" بالتحالف مع مقاتلين آخرين.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل، للصحافيين في جنيف، إن 1075 شخصا على الأقل قتلوا، وأصيب 658 بجروح في البلاد، مشددا على ان هذه الأعداد "تعتبر عموما الحد الأدنى".

حديثة

وعلى صعيد التطورات الميدانية، قال ضابط في الشرطة برتبة رائد إن "الجيش في مدينة حديثة غرب بغداد (محافظة الأنبار) تسانده قوات العشائر صدوا هجوما لقوات داعش وأجبروهم على التراجع"، مضيفا أن "الجيش والعشائر شيدوا سواتر ترابية حول المدينة لمنع تقدم عناصر داعش".

ويحاول مسلحو "داعش" والتنظيمات المتطرفة الأخرى الزحف غربا في الأنبار، حيث تمكنوا من السيطرة على مدن القائم وعنه وراوة، قبل أن توقف القوات الحكومية زحفهم في حديثة.

غارات على بيجي

وفي شمال العراق، صدت القوات الحكومية هجمات جديدة على مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين (وسط)، والتي تعتبر أكبر مصفاة نفط في العراق، بينما قتل 19 شخصا وأصيب 17 بجروح في غارات جوية شنتها القوات العراقية فجر أمس، على أحياء في المدينة.

وأعلن قياديون من عشائر صلاح الدين ان "داعش" بات يسيطر بالكامل على المصفاة، بعد مفاوضات بين العشائر وقوات الأمن المكلفة حماية المصفاة، الا أن الحكومة العراقية نفت هذا الأمر.

غارات على القائم

الى ذلك، تعرضت مدينة القائم الحدودية مع سورية في محافظة الأنبار أمس لسلسلة غارات أوقعت 20 قتيلا على الأقل. واعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وقناة العراقية الرسمية، نقلا عن مصادر مقربة من رئيس الحكومة نوري المالكي، ان طائرات من دون طيار أميركية هي التي شنت الغارات. ونفى البيت الأبيض أمس أن تكون طائرات أميركية من دون طائرات شنت أي غارات في العراق.

وكانت تقارير إعلامية أشارت الى أن طائرات تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد هي التي اغارت على القائم لمنع "داعش" من ادخال أسلحة ثقيلة الى سورية.

الرطبة وطريبيل

ونقلت قناة العربية الفضائية أمس عن مصادر عشائرية قولها إن مدينة الرطبة الصحراوية في الأنبار، القريبة من الحدود مع الاردن، تعرضت لغارة جوية اسفرت عن مقتل 40 شخصا، لكن لم يتسن تأكيد هذه المعلومات.

كما نقلت القناة عن مصادر عشائرية ان العشائر مصممة على ابقاء معبر طريبيل مع الاردن، الذي خرج عن سيطرة الدولة، مفتوحا.

قاضي صدام

إلى ذلك، نفت أسرة القاضي العراقي رؤوف عبدالرحمن أمس أن يكون قد تم إعدامه على يد تنظيم "داعش"، انتقاما لحكمه بإعدام صدام حسين، مؤكدة أن القاضي لايزال حيا، وقالت الأسرة إنها "تدرس مقاضاة الصحيفة البريطانية".

(أربيل، بغداد - أ ف ب، رويترز، كونا)