تمنح الدراما التلفزيونية فرصة للوجوه الجديدة بالظهور، وتلفت الأنظار إلى قدراتهم التمثيلية أكثر من السينما، ولعل المسلسلات ذات الحلقات الطويلة تكون الفرصة فيها أقوى؛ إذ يتابع المشاهد هذه المواهب بشكل يومي ويطلع على إمكاناتها.

Ad

إلهام عبد البديع، أحد الوجوه الشابة التي برزت في مسلسل {آدم وجميلة}، عبر تجسيد شخصية {دينا} شقيقة البطل (حسن الرداد) الصغرى، وقد أبدت في تصريح لـ {الجريدة} سعادتها بالمشاركة في المسلسل، خصوصاً أنها لم تتوقع أن تكون ردود الفعل حوله جيدة إلى هذه الدرجة، مع الإشارة إلى أن العرض الأول كان على إحدى الفضائيات المشفرة المدفوعة، ما أصابها بالإحباط خوفاً من عدم تحقيقه نسبة مشاهدة مرتفعة، لكن بمجرد عرضه على قناة مجانية دارت المناقشات حوله، ووصفت أغلب التعليقات التي وصلتها حول دورها بأنها مجنونة وشقية، وتدل على تعلق الجمهور بشخصيتها.

تضيف أن المسلسل فتح أبواباً للوجوه الجديدة أمثالها كي يشاهدها الجمهور ويقيّم أداءها، وترى ألا مانع من تلبية رغبة الجمهور بتقديم أعمال مماثلة للدراما التركية التي أعجب بها، فإلى جانب الحلقات المتعددة وقصة الحب الرئيسة، تتفرّع قصص رومانسية واجتماعية، يتعلق الجمهور بأحداثها ويتعايش معها، ويغضب عندما تنتهي الحلقات الثلاثون، لذا قرار مدّها صائب، إلا إذا كان لمجرد تطويل الأحداث.

لطالما حلمت إلهام بأن تصبح فنانة أكاديمية، فتقدمت إلى معهد الفنون المسرحية إلا أنها لم تُقبل في الاختبار، فاتجهت إلى مكاتب الكومبارس، ثم الإعلانات، إلى أن جاءتها فرصة العمل في {شركة العدل غروب} في مسلسل {قصة حب}، الذي كان أول أعمالها الدرامية، بعد ذلك قدمت {باب الخلق} الذي رشحها من خلاله المخرج أحمد سمير فرج إلى {آدم وجميلة}.

تامر شلتوت

كانت لتامر شلتوت مشاركات صغيرة في تجارب تمثيلية سينمائية وتلفزيونية، إلى أن عرض عليه المخرج أحمد سمير فرج أداء دور {أحمد} في {آدم وجميلة}، فتحمس له وبدأ قراءة السيناريو ككل ثم حدد الجزء الخاص به، مشيراً إلى أن فريق العمل استغرق وقتاً ومجهوداً في التحضير، لأن تصوير المشاهد بدأ من النهاية إلى البداية، لكن ردود الفعل حول دوره التي فاقت توقعاته خففت عنه إرهاق المشاركة في 72 حلقة.

حول تقييمه للشخصية التي يجسدها يضيف: {أحمد، زوج شاب يريد أن تهتم به زوجته المنشغلة عنه بعملها، فيرتبط بعلاقة غير شرعية بصديقته، وهذه الحال موجودة بكثرة في مجتمعنا العربي، بدليل ارتفاع نسبة الخيانة الزوجية}.

يتابع: {لا يمكننا اعتبار عمل الزوجة سبباً في وقوع هذا الخطأ، بل يرجع الأمر في الأساس إلى أسلوب التفكير، وشعور الفتاة بعدم الأمان حتى نحو زوجها، أقرب الأشخاص إليها، فتبحث عن وظيفة لتجد الأمان المفقود، ويتجه الزوج إلى الاستقلالية والتفتيش عمّا يرضيه خارج المنزل}.

يلفت شلتوت إلى أن فريق العمل بحث عن مواطن الجمال في الدراما التركية لضمّها إلى المسلسل، لا سيما المناظر الطبيعية، لذا تمّ التصوير في القاهرة والإسكندرية والغردقة، وكذلك نقل مشكلات وقضايا من الواقع العربي ذاته، مؤكداً أنه بعد أصداء نجاح {آدم وجميلة} يمكن للدراما المصرية منافسة التركية.

خالد عليش

يرى خالد عليش أن المسلسل يشمل كفاءات تمثيلية وفنية مطلوبة أمام الكاميرا وخلفها، موضحاً أنه عند قراءته الأولى للسيناريو حتى الحلقة 15، تبين له أن ثمة مطاً في الأحداث، لكنه أحب قراءته ومشاهدته في ما بعد؛ فالصراع في أوجه بين الأبطال، ما يذكي فضول المتابع لمعرفة نهايته، لا سيما أن كل مشهد نال حقه من الوقت والعرض، وهذا أقرب إلى الأسلوب الأميركي {سوب أوبرا}، الذي استخدم في تركيا وسورية وبلاد كثيرة، ووصل متأخراً إلى مصر، وربما تم تقديم أعمال في هذا الإطار ولكنها لم تفلح، بينما خالف {آدم وجميلة} نتائج التجارب السابقة.

يضيف أن أكثر ما جذبه في المسلسل، أنه يندرج ضمن البطولات الجماعية، رغم أنه من بطولة حسن الرداد ويسرا اللوزي، فإن كلا منهما  في بداية طريقه، كذلك بقية النجوم الذين يقدمون أدواراً محورية تتناول قضايا مهمة.

يتوقع عليش حدوث نقلة فنية للفنانين والوجوه الجديدة الذين شاركوا في المسلسل بعد عرضه، لكنه شخصياً لم تحدث له هذه النقلة حتى الآن، إذ لم يتلقَّ عروضاً كثيرة يختار من بينها، سوى مشاركة صغيرة في مسلسل {صاحب السعادة} مع النجم عادل إمام الذي رشحه له المخرج رامي إمام بناء على أعماله السابقة وليس {آدم وجميلة}، وهو غير حزين على ذلك، بينما يشعر بأن النقلة حدثت لديه في أداء دور كوميدي درامي مختلف عن {الكوميدي الاسكتش}، وهو ما جعله يشعر بتطور في أدائه.

أحمد فرج

يؤكد المخرج أحمد سمير فرج أنه اتفق مع المنتج صادق الصباح على وجود أبطال رئيسيين يسوق العمل باسمهم، وفي الوقت نفسه يفتح طريقاً لجيل جديد.

يضيف: {هم ليسوا وجوهاً جديدة بالمعنى الحرفي؛ إذ كانت لغالبيتهم مشاركات في أعمال فنية متنوعة، ولكنهم غير معروفين جماهيرياً، وتحتاج الدورة الدرامية باستمرار إلى دم جديد، وتساهم الحلقات الطويلة التي تترواح بين 30 و60 حلقة في الدفع بهم إلى الأمام}.

يرى فرج أن الوجوه الجديدة تتمتع بحماسة شديدة يمكن استغلالها عندما تمنح أدواراً كبيرة ومحورية، ولم يتخوف من إسناد هذه الأدوار إليها، مقارناً ذلك بالدراما التركية التي لم يكن ممثلوها معروفون في البداية، ومع ذلك أحبهم الجمهور، وهو ما حدث مع أبطال {آدم وجميلة}، معتبراً تفاعل الجمهور معهم، جزءاً من نجاح العمل.

يشير إلى أنه لم يواجه صعوبة في التعامل مع هؤلاء الشباب وحدهم، ولكن مع الفنانين كافة لأن المسلسل دراما طويلة، وأحداثها متشعبة، وطبيعي أن ينسى الفنان بعض الأمور، لا سيما أن تصوير المشاهد لا يتم بالترتيب. لكن إجراء بروفات تحضيرية يسر هذه الصعوبة،  فتعرّف كل ممثل إلى طبيعة دوره والشخصيات الأخرى المؤثرة فيه، وإلى غيره من الممثلين لتكون ثمة مرونة في التعامل بينهم، مؤكداً أن {آدم وجميلة} ضرب مثالا على قدرة الدراما المصرية على منافسة التركية، لأنه ينتمي إلى الدراما الطويلة، وناطق باللهجة المصرية التي يفهمها العالم العربي من دون دبلجة.