أدى الرئيس السوري بشار الأسد أمس اليمين الدستورية في قصر الشعب لولاية رئاسية ثالثة، بعد انتخابات أجريت وسط حرب أهلية ضروس تعيشها البلاد منذ عام 2011، ولم يعترف الغرب ولا المعارضة السورية بشرعيتها.

Ad

وفي كلمة مطولة ألقاها بعد أداء اليمين، بدا الأسد كأنه يتلو خطاب النصر، وسط التراجع السياسي والميداني للمعارضة، والانشغال الدولي بتفاقم خطر الجهاديين، معتبراً أن الانتخابات الرئاسية كانت الجواب على شعارات "الشعب يريد"، التي رددها المعارضون السوريون في بداية الثورة على نظامه، مؤكداً أن "المؤامرة على سورية قد فشلت".

وتحدى الأسد خصومه وهاجم على وجه الخصوص "بندريات" السعودية و"عنتريات" تركيا، محملاً هذه الدول، بمشاركة "الغرب المستعمر"، مسؤولية كل ما يجري في سورية.

وقال الأسد، في الكلمة التي ألقاها أمام نحو ألف مدعو، معظمهم برلمانيون ووزراء وفنانون، "أليس ما نراه في العراق ولبنان، وفي كل الدول التي أصابها داء الربيع المزيف، الدليل على ما حذرنا منه؟"، مضيفاً: "قريباً ستتعرض الشعوب الأخرى لنفس الإرهاب، نتيجة قصور رؤية سياسييهم وجهلهم المطبق بمصالح بلدانهم".

ودافع عن الحرب التي شنها والده على "الإخوان المسلمين" في ثمانينيات القرن الماضي، كما دافع عن رفض دمشق إسقاط نظام صدام حسين في العراق، معتبراً أن "الغزو الأميركي" للعراق كان مقدمة لما تشهده المنطقة من "تقسيم وتفتيت".

ووسط تصفيق مؤيديه هزئ الأسد، الذي بدا بمظهر المنتصر، رغم استمرار نزاع دام أودى بأكثر من 170 ألف شخص وهجّر الملايين، برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قائلاً: "لا أحب العنتريات كما يفعل الشقيق أردوغان. يريد أن يحرر الشعب السوري، ويحلم بالصلاة في الجامع الأموي. وعندما أتى موضوع غزة رأينا أنه حمل وديع يشعر باتجاه إسرائيل كما يشعر الطفل الرضيع تجاه حضن أمه بالحنان، ولا يجرؤ على أن يتمنى أن يصلي في المسجد الأقصى".

وعن المسار السياسي، حصر الأسد هذا الأمر في موضوع المصالحات التي يجريها نظامه في المناطق، مؤكداً أنه قرر "السير في مسارين متوازيين، ضرب الإرهاب من دون هوادة، والقيام بمصالحات محلية لا دور لغريب فيها لمن يريد العودة عن الطريق الخاطئ".

واستثنى أي دور للمعارضة في الخارج، المدعومة من دول عربية وغربية، وقال: "لا يهمنا من خرج خائناً أو عميلاً أو فاسداً، فقد نظفت البلاد نفسها من هؤلاء، ولم يعد لهم لا مكان ولا مكانة. أما من ينتظر انتهاء الحرب من الخارج فهو واهم، فالحل السياسي كما يسمى اصطلاحاً يبنى على المصالحات الداخلية التي أثبتت فعاليتها في أكثر من مكان".

ووصف الرئيس السوري، في الخطاب الذي تضمن أيضاً عرضاً لملامح برنامج عمله خلال السنوات السبع المقبلة، الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات بأنها "عدوان من الخارج بأدوات داخلية، وليس كما يوصف بأنه حرب أهلية"، وقدم الشكر إلى روسيا وإيران وحزب الله اللبناني.

وتعهد بتحرير محافظة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» وباستعادة محافظة حلب من المعارضة.

(دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ)