«بلقيس» لكمال بلاطة... هندسة الألوان البصرية

نشر في 19-06-2014 | 00:02
آخر تحديث 19-06-2014 | 00:02
تحتضن {غاليري ميم} في دبي معرضاً شخصياً للفنان الفلسطيني كمال بُلاطة بعنوان {بلقيس}، ويستمر حتى 31 يوليو.
اختار كمال بلاطة أن يكون عنوان معرضه {بلقيس} مستمداً من بلقيس، ملكة سبأ التي وردت قصتها في أكثر من كتاب مقدس. ويعتبر بلاطة أن بلقيس أحد الرموز الأساسية في تطوير جماليات الفن الإسلامي لأنها هي التي ركزت على مسألة الانعكاس في قصة قصر الملك سليمان والزجاج والسيراميك.

استوحى بلاطة الأسطورة ورسم منها لوحات المعرض الحالي، وهذه ليست المرة الأولى التي يستلهم فيها التراث والأساطير من ابن الهيثم إلى البراق والأيقونات المسيحية والخط العربي، وغالباً ينهض عمل كمال بُلاطة عبر فهم عميق للغة البصرية العربية، متتبعاً تاريخاً جمالياً هو نتاج تجربته في الخط العربي والرسم والمعرفة البصرية العربية.

تتألف الأعمال المعروضة في صالة ميم من 15 عملاً أنجزها الفنان على القماش بمادة الإكريليك. وتتكون من خمس لوحات مثلثة الشكل، في كل واحدة نشاهد خطوطاً طولية وقطرية تتقاطع عند زوايا مختلفة خالقةً تشكيلاً أفقياً، في كل ثلاثية، الخطوط العمودية والمائلة تتقاطع في زوايا متغيرة لتشكيل التكوين الأفقي. يحدد الفنان التسلسل الإيقاعي من الأشكال وفقاً لصيغة هندسية ذات أبعاد تطورت في بغداد القرن العاشر. ويرسم طبقات شفافة من ضربات التدفق الحر بشكل حاد وبدقة الرسم الثابت ذي حدين.

يشكل فن بلاطة إعادة صياغة للمكان بأبعاده الآتية من فن العمارة الإسلامية المتنوعة من الأندلس إلى فلسطين والعراق، عبر إدراك بصريّ تجريدي. وألوانه خليط من ألوان الماء والشمس والهواء والتراب والسماء والبحر ودرجات لونية لا نهاية لها.

فلسطين

ولا ينفصل معرض بلقيس عن ذاكرة الفنان وبلده فلسطين الذي اشتغل كثيراً على تأريخ فنونه، ليس من خلال اللوحات بل من خلال الكتب أيضاً. كان كمال بلاطة يلعب في طفولته في فناء {قبة الصخرة} متأملا منذ وقت مبكر روائع الفن العربي الإسلامي كما نقش هناك. وحين كبر تابع لاحقاً المنجز الجمالي في الأندلس والمغرب وغيرهما، منقباً في بنية اللغة العربية نفسها لأجل بلوغ علاقتها الجدلية مع البصريات وهو ما يمثل جوهر أعمال الفنان السياسية القائمة على استقراء فني تاريخي وبحوث ميدانية عمّقت الرهافة والحساسية البصرية العالية التي يملكها.

مراحل

يجمع بلاطة بين الفن والنقد التشكيلي، وكتبه عن الفن الفلسطيني من بين أفضل المراجع في هذا المجال. ونهض القسم الأساسي من معارضه الفنية على هندسة اللون. أما الاستقراء الفني التاريخي والبحوث الميدانية فعمّقا الرهافة والحساسية البصرية العاليتين اللتين يمتلكهما. يقول عنه الفنان اسماعيل شموط: {مرت تجربة الفنان كمال بلاطة بمراحل: اعتمد في مرحلته الأولى على التعبيرية كأسلوب في رسومه التي كان يضمنها بعض الكتابات الشعرية ذلك في أواسط الستينيات، ثم ذهب في رحلة للبحث في الأصول والجذور التراثية العربية الإسلامية. وغاص في تجربة أغناها عبر نوات السبعينيات، عمادها الكلمة وأسلوبها مستلهم من الفن العربي الإسلامي بمفهوم معاصر، ناضج}.

يقول كمال بلاطة عن نفسه: {انتمي كفنان إلى جيل من الفنانين العرب الذين قادتهم تجربتهم الفنية إلى التعرف عن كثب على أحدث انماط التعبير في الفن الغربي، في الوقت الذي انكبوا فيه على اعادة اكتشاف تراثهم الفني}.

نبذة:

ولد كمال بلاطة في القدس عام 1942 ، درس في أكاديمية الفنون الجميلة في روما، وحصل على دبلوم في الفنون الجميلة في عام 1965. كذلك درس في مدرسة الكوركوران للفنون في واشنطن بين عامي 1993 – 1994 .

back to top