ساد الأوساط السياسية اللبنانية بعد تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن أن المملكة وجهت دعوة الى وزير الخارجية الإيراني لزيارتها انطباع عن إمكان حدوث اختراق في أزمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال سليمان في 24 مايو الجاري.

Ad

فبعدما كانت هذه الأوساط تؤكد استحالة انتخاب رئيس جديد في ظل الحائط المسدود محليا وإقليميا ودوليا، بدا بعض السياسيين اللبنانيين الذين سبق أن عبروا مرارا عن تشاؤمهم في الساعات القليلة الماضية على شيء من التفاؤل الحذر غير المستند الى معلومات دقيقة وإنما الى "انطباعات" تستند الى معطيات جديدة لم تكن سائدة من قبل.

وبحسب قيادات بارزة التقت السفير الأميركي في لبنان دايفيد هيل أمس فإن الإعلان السعودي ما كان ليتم لولا بروز معطيات على علاقة بتقدم ما حصل على المحور الأميركي – الإيراني لناحية المفاوضات الخاصة باتفاق نووي بين إيران والمجتمع الدولي.

وتؤكد القيادات المذكورة أن أي تفاهم أميركي – إيراني لابد أن ينعكس على العلاقات السعودية – الإيرانية، وأن التسوية التي يتم العمل عليها تقوم على قاعدة عودة إيران الى المجتمع الدولي بشروط المجتمع الدولي لا بشروط إيران، وهو ما يريح المملكة العربية السعودية خصوصا ودول مجلس التعاون الخليجي عموما، ولا بد أن ينعكس على الوضع اللبناني خصوصا لناحية انتخاب رئيس جديد للجمهورية من خلال تسوية محلية تكون انعكاسا للتسوية الإقليمية. وبالتالي فإن القيادات اللبنانية المذكورة تعتبر أن فرص تسوية بين قوى 14 آذار وحزب الله بشروط الدولة اللبنانية لا بشروط حزب الله باتت قابلة للولادة على الأقل من الناحية النظرية.

وبحسب المعلومات التي نقلت عن السفير الأميركي في لبنان دايفيد هيل، فإن استقبال الإدارة الأميركية لرئيس المعارضة السورية أحمد الجربا على أعلى المستويات في واشنطن على مدى ايام متتالية يشكل رسالة أميركية الى الرئيس السوري بشار الأسد بأنه لا دور له في مستقبل سورية على الرغم من الانتخابات التي يعمل على إجرائها مستفيدا من بعض التقدم الميداني لقواته المدعومة من إيران وحزب الله على الأرض في بعض المدن السورية. وهذه الرسالة تعتبر ترجمة لمسار المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وهو ما لابد أن ينعكس على الموقف الإيراني من الوضع في كل من سورية ولبنان لناحية قبول طهران بتركيبة حكم في البلدين تحاكي المجتمعين العربي والدولي في تطلعاتهما في مقابل عودة طهران الى المجتمع الدولي.

ويستند بعض السياسيين اللبنانيين الى هذه القراءة للحديث عن إمكان حدوث اختراقات في الملف الرئاسي اللبناني في غضون الأيام العشرة المقبلة، لكنهم يستدركون مع ذلك بأن الاختراق قد لا يجد خواتيمه السعيدة قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، لكن الأجواء المستجدة قد تشكل ضابطا إضافيا للوضع اللبناني أمنيا وعسكريا لبضعة أسابيع في انتظار بلورة صورة الوضعين الإقليمي والمحلي.