احتشد ملايين المصريين أمس في طوابير طويلة أمام مراكز الاستفتاء على الدستور الجديد في مشهد ذكّر بأجواء يوم 30 يونيو الذي أطاح حكم الرئيس السابق محمد مرسي، حيث لم تمنع تهديدات جماعة "الإخوان" وعمليات عنف متفرقة نزول الناخبين الذين صوّت معظمهم بالموافقة.

Ad

وأظهرت مشاهد الاحتشاد غير المسبوقة أن الدستور الجديد قد يحظى بنسبة تأييد قياسية، خاصة أن المعارضين له فضّلوا المقاطعة.

ومنذ التاسعة صباحاً بدأ تدفق الناخبين على لجان الاستفتاء وسط أجواء احتفالية، حيث رفع كثيرون الأعلام وصور وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وكان لافتاً أن اللجان المخصصة للنساء شهدت طوابير طويلة منذ وقت مبكر وأطلقت بعضهن الزغاريد بعد الإدلاء بأصواتهن، بينما زاد الإقبال عصراً في لجان الرجال حتى امتدت الصفوف في بعضها نحو كيلومتر.

وتفقد الفريق السيسي أحد مراكز التصويت. كما أدلى الرئيس عدلي منصور بصوته في الاستفتاء الذي راقب أعماله نحو 40 ألفاً من الحقوقيين والنشطاء التابعين لمؤسسات محلية وعالمية، ولم تعلن إحداها مخالفات كبيرة باستثناء صعوبة التصويت بسبب الزحام، وتباطؤ عدد من القضاة المشرفين في السماح بدخول الناخبين.

واستيقظت مصر أمس على تفجير قنبلة أمام مقر محكمة في حي إمبابة بالجيزة. وهو ما اعتُبر بداية مبكرة لعمليات الإرهاب التي هددت بها جماعة "الإخوان" وحلفاؤها لعرقلة تمرير الدستور الذي يُنهي تماماً شرعية الرئيس السابق محمد مرسي، إلا أن الآلاف من سكان الحي الشعبي فاجأوا المراقبين بنزولهم إلى موقع الانفجار لتحدي الإرهاب قبل أن يتجهوا إلى الإدلاء بأصواتهم.

وسقط 8 قتلى على الأقل في اشتباكات بعدة محافظات بسبب محاولات أنصار "الإخوان" منع المواطنين من الوصول إلى اللجان، وهو ما تصدت له بقوة قوات التأمين من الشرطة والجيش.

وأبدى مسؤولون حكوميون وعسكريون سعادتهم بالإقبال على التصويت الذي فاق توقعات أكثر المتفائلين، ومن المقرر أن تغلق الصناديق في التاسعة مساء اليوم لتبدأ على الفور عمليات الفرز تمهيداً لإعلان النتيجة.

ويُجمِع المراقبون على أن الموافقة على الدستور الجديد بنسبة تأييد عالية ستعني منح غطاء دستوري للموجة الثورية التي اندلعت في 30 يونيو وقد تُشجِّع الفريق السيسي على الترشح للرئاسة.