عندما وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمام الرئيس الأسبق حسني مبارك، في بداية عام 2010 ليؤدي اليمين الدستورية، مديراً للمخابرات الحربية، لم يكن يتصور أنه في أقل من 4 سنوات، سيتولى حكم البلاد، وتفصل بينه وبين الرئيس الأسبق أمتار قليلة، حيث يقيم مبارك سجيناً في غرفة داخل مستشفى المعادي العسكري، في حين يهبط السيسي بطائرة الرئاسة في مهبط المستشفى التي يرقد فيه مبارك في الطريق إلى المحكمة الدستورية العليا، لأداء اليمين.
وبينما كان مبارك راقداً في الجناح الذي يعالج فيه منذ نحو عامين، مغلقاً نوافذ الشرفة التي تطل على النيل، استجابة لتعليمات الحرس الجمهوري، الذي لم يسمح لأي من نزلاء المستشفى بفتح الشرفة المطلة على مهبط الطائرات، خلال وجود السيسي، لاستقلال الموكب والوصول إلى المحكمة الدستورية ليؤدي اليمين القانونية، هو نفسه الذي يستخدمه مبارك للتنقل بطائرة طبية خاصة تتبع وزارة الصحة للانتقال إلى جلسات المحاكمة في قضايا الفساد وقتل المتظاهرين، التي ارتكبها خلال وجوده في السلطة.ربما لم يفكر السيسي وهو يختار البذلة الزرقاء التي ارتداها وهو يؤدي اليمين أنها ستكون من نفس لون البذلة التي يرتديها مبارك في المستشفى، مع الفارق، بين بذة فاخرة، يرتديها الرئيس المنتخب، وأخرى يرتديها رئيس سابق، تنفيذاً لحكم قانون مصلحة السجون الذي ينص على ارتداء المسجون الصادر بحقه حكم قضائي بذلة زرقاء، حيث أدين مبارك بالحبس 3 سنوات في قضية استغلال أموال الدولة من أجل تجهيز قصور خاصة.
دوليات
«المعادي»... أمتار قليلة تفصل بين مبارك والسيسي
09-06-2014