جسدت بطولة الأندية الخليجية الرابعة والثلاثون، التي اختتمت فعالياتها الأسبوع الماضي في الدوحة وتوج بها نادي السد القطري، حقيقة لا يمكن التغافل عنها، وهي "مداورة المدربين بين الدول الخليجية"، علماً بأن أغلبية المدربين في البطولة المذكورة هي من المدربين السابقين في الدوري الكويتي، مما يدل على قوة منافساته، فضلاً عن صحة اختيار مدربيه.

Ad

وكان ثلاثة من مدربي الفرق الخليجية سبق لهم أن دربوا في الساحة المحلية، وجميعهم حققوا نجاحات باهرة، سواء مع فرقهم الحالية او الفرق الكويتية التي سبق أن أشرفوا عليها.

وأبرز هؤلاء المدربين، مدرب نادي الوصل الإماراتي المقدوني جوردانكو ديفيدباكوف، الذي تأهل معه إلى نهائي البطولة الخليجية وخسر النهائي، وقد سبق له تدريب القادسية والجهراء، وحقق مع الأول العديد من البطولات المحلية والخليجية، ومازال النادي الإماراتي متمسكاً به.

كما سبق لمدرب الأهلي الإماراتي الحالي الألماني بيتر شومرز تدريب نادي الكويت لموسم واحد، وبالرغم من أنه لم يحقق أي بطولة معه، إلا انه حقق نتائج مبهرة مع الأهلي بعد ظفره بجميع ألقاب الاتحاد الاماراتي لموسمين على التوالي، فضلاً عن تأهله مع الأهلي لنهائي الخليجية الموسم الماضي، في حين خرج من الدور قبل النهائي لهذه البطولة أمام البطل بفارق نقطة واحدة بنتيجة 63-62.

بدوره، خاض مدرب نادي الاتحاد السعودي الحالي الصربي ريناد تجربتين في الدوري الكويتي مع ناديي الكويت والساحل، ولم يحقق أي بطولات معهما، الا انه برز بقوة وحقق لقب بطولة النخبة في السعودية هذا الموسم مع الاتحاد السعودي.

استمرار الظاهرة

وتشير الأخبار المتواترة إلى استمرار عملية انتقال المدربين المميزين حالياً، إذ تؤكد مصادر أن مدرب القادسية البوسني منصور بايراموفيتش اقترب من تولي مهمة تدريب الريان القطري، كما تشير بعض المعطيات الأولية إلى ان مدرب الجهراء الحالي ومنتخبنا سابقاً الصربي زوران سيوقع لنادي السد لتولي مهمة تدريب الفريق القطري.

وكان زوران حقق بطولة كأس الاتحاد القطري مع السد قبل ثلاث سنوات، عندما أشرف على تدريب النادي القطري بعد انتهاء عقده مع الاتحاد الكويتي لكرة السلة.

وتبدو هناك عوامل مشتركة بين الأندية والمدربين، إذ ان أغلبهم من كبار السن وممن حققوا بطولات، فضلاً عن أن الأندية التي ينتقلون بينها تعتبر الاقوى في مسابقات اتحاداتها، وغالباً ما تفوز في بطولة كل موسم.

سلاح ذو حدين

ولعل هذه الظاهرة سلاح ذو حدين، حيث ان هذا المدرب الذي ينتقل خليجياً يكون خبيراً في كرة السلة في المنطقة، ويملك جميع المعلومات عن الفرق الخليجية التي تكون متقاربة في مستوياتها، وهذا يعتبر مطلباً لغالبية الأندية قبل التعاقد مع أي مدرب، وعلى الجانب الاخر قد لا يحمل هذا المدرب أي جديد في فلسفته التدريبية، ولا يطور اي شيء في الفريق الذي يتولى مهمة الإشراف عليه، ما يحرم تلك الفرق التطوير والاتجاه نحو المدارس الجديدة.

ويسير اتجاه غالبية الفرق حالياً نحو مدارس التدريب الأوروبية بشكل عام، والدليل تعاقد الاتحاد الكويتي لكرة السلة مع ثلاثة مدربين أسبان للإشراف على تدريب منتخباتنا الوطنية.

وتتجه أغلبية الفرق والاتحادات في الوقت الحالي الى التعاقد مع مدربين من اسبانيا وايطاليا وسلوفينيا، كما فعل نادي الكويت عندما تعاقد مع المدرب السلوفيني بويان لازك، وهو مدرب شاب وطموح وحقق لقب الدوري مع نادي الكويت.

ويعد اختفاء المدرسة الأميركية عن التدريب في دول الخليج وغالبية دول المنطقة أبرز الملاحظات على هذه الظاهرة، إذ حلت المدرسة الصربية بديلاً عنها في الفترة الحالية، وهو ما يعتبر مؤشراً إلى أن هذه المدرسة بدأت في الانتهاء لعدم ملاءمة أساليب التدريب الأميركية لأسلوب الفرق الخليجية، بالإضافة إلى ميل هذه المدرسة إلى الاستعراض أكثر.

كما يلاحظ الغياب التام للمدربين الوطنيين الذي يعود غيابهم الى فقدان الثقة بهم في الأندية، والدليل عدم اتجاه الفرق القوية الى المدرب الوطني في الفترة الحالية، مما منعهم تحقيق الانجازات مع الفرق وكتابة أسمائهم بأحرف من ذهب.