وبهذا الصدد، قال رئيس مجلس الأمة مزوق الغانم في كلمة ترحيب بالحضور "نعزز بلقائنا الدوري السابع مسيرة التعاون الخليجي الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود ولتتواصل جهودنا بجهود من سبقونا للنهوض بالعمل البرلماني الخليجي المشترك وتعزيز دوره في توطيد أواصر الروابط والعلاقات الأخوية التاريخية التي تربط شعوبنا ودولنا"، مشيرا الى ان الكويت ترحب وتعتز بانعقاد اجتماع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتتشرف بانعقاد قمتهم القادمة على أرضها، "والتي نتطلع إليها جميعا لتدفع مسيرة التعاون الخليجي قدما وتعزز ما تحقق من إنجازات بما يستجيب لتطلعات شعوبنا في التكامل والوحدة الخليجية".

Ad

عمق استراتيجي

ولفت الغانم الى "أن مسيرة التعاون الخليجي فلسفة ومجلسا ومنظومة عمل مشترك وبعد قرابة ثلاثة عقود أصبحت عمقا استراتيجيا لا بديل له لأمننا الخليجي وركيزة أساسية ننطلق منها متكاتفين متلاحمين للدفاع عن مصالحنا وتحقيق أهدافنا المشتركة وينبغي علينا أن نعمل دائما على تعزيز أركانها وتوسيع نطاقها وتوفير مقومات ديمومتها واستمراريتها".

وقال "إن ما تحقق في إطار منظومة التعاون الخليجي هو دون شك إنجاز هام يستقطب الاهتمام ويستحق الثناء غير أنه يبقى مرحلة هامة ينبغي البناء عليها فطموحات شعوبنا بالتكامل والوحدة الخليجية لا تزال تفوق ما تم تحقيقه مما يتحتم معه الإسراع في الإنجاز والإصرار على مواجهة العقبات التي تواجه المسيرة والتفعيل المتواصل لمنظومة العمل الخليجي المشترك والعمل الدؤوب ليتوج التعاون بالتكامل فهذا ما يعمل من أجله قادتنا بإذن الله وهو ما تتطلع إليه شعوبنا وما ينبغي علينا عمله في إطار عملنا البرلماني المشترك وإنني على ثقة بأننا سنمضي بإصرار في تحقيق ذلك".

وقال الغانم "إن سلسلة اجتماعاتنا الدورية وما تمخض عنها من لجان ونظم وأساليب عمل هي دون شك خطوة هامة للأمام على طريق تكامل العمل البرلماني الشعبي بالعمل الحكومي وهي كذلك إضافة مطلوبة لتكامل منظومة التعاون الخليجي وبنيانها المؤسسي غير أن ذلك على أهميته الكبيرة ليس بكاف وهو ليس إلا خطوة أولى على طريق طويل ينبغي أن يؤدي فيه العمل البرلماني الخليجي دوره في دفع عجلة التكامل ومواجهة ما يقف أمامها من صعاب وتحديات".

وأوضح "ان تفعيل العمل الخليجي المشترك والانتقال به من دائرة التعاون إلى آفاق جديدة ورحبة من التكامل أصبح اليوم ضرورة ملحة يتطلبها الأمن الخليجي وركنا أساسيا لتعزيز قدراتنا التنافسية وركيزة يستند إليها سعينا الدائم لترسيخ مكانتنا الدولية خصوصا في ظل ما يشهده عالمنا المعاصر من تغيرات متسارعة وتنافس محموم على المصالح والنفوذ"، موضحا "أننا ندرك أهمية ذلك كما ندرك حجم وخطورة التحديات التي واجهتها منطقتنا خلال السنوات القليلة الماضية على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والأمنية والتي تمثلت بالأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على اقتصادات المنطقة وحالة عدم الاستقرار السياسي التي اجتاحت المنطقة العربية وما تمخض عن ذلك من نتائج وآثار اقتصادية وسياسية واستراتيجية تمكنا في دول مجلس التعاون من مواجهة عواقبها واحتواء آثارها بفضل الله سبحانه وبفضل التنسيق والتعاون والعمل الجماعي والمواقف الموحدة في إطار منظومة مجلس التعاون".

وقال الغانم "في هذا الإطار فإنني أقترح تشكيل لجنة خبراء في العمل البرلماني تختص بدراسة سبل تطوير وتفعيل عملنا المشترك وعرض توصياتها على اجتماعاتنا بشكل دوري آملا أن يجد هذا المقترح مساحة من البحث والتفكر في اجتماعنا هذا نستخلص فيها العناصر المرجعية والتوجهات لإعداد تصور متكامل بهذا الشأن لبحثه في اجتماعنا القادم".

واضاف "لقد حظي مجلس التعاون الخليجي باحترام وتقدير المجتمع الدولي بفضل مواقفه الإيجابية وسياسات أعضائه البناءة في دعم الأمن والسلم العالميين وحرصهم على المشروعية الدولية ومساهمتهم في دعم التنمية في العالم".

وقال "سنحرص على مواصلة الدعم للحقوق العربية المشروعة في الصراع العربي - الإسرائيلي ومساندة حق دولة الإمارات العربية المتحدة في الجزر المتنازع عليها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما نؤكد على أهمية تكريس الاستقرار والأمن وترسيخ الحرية والديمقراطية في الدول العربية التي شهدت ولا تزال تشهد حالة من عدم الاستقرار وندعم الجهود الدولية لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل".

واضاف "على صعيد العمل العربي المشترك وأمام ما نراه اليوم من ارتفاع وتيرة تجاوزات الكيان الصهيوني على المسجد الأقصى الشريف وانتهاك لحرمته فإنه لا بد لنا من وقفة دعم ومؤازرة ندعو بها المجتمع الدولي للتحرك المنصف في مواجهة هذه التجاوزات المتكررة وحماية حرمة مقدساتنا الإسلامية من التعدي والتخريب".

الظهراني

بدوره، قال رئيس مجلس النواب بمملكة البحرين الشقيقة خليفة بن احمد الظهراني في كلمة ترحيب بسمو الأمير "ان حضور سموكم انما يدلل على الاهتمام والرعاية التي يوليها اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون للمجالس التشريعية الخليجية وان دعمهم المتواصل لهذه المجالس سيشكل بلا شك عاملا مهما من عوامل نجاحها في أداء دورها المنشود".

وقال الظهراني في كلمته "نحن نجتمع اليوم مرة اخرى بفضل من الله وتوفيقه بعد عام من اجتماعنا الاخير في مملكة البحرين استكمالا للمسيرة الخيرة والجهود المثمرة التي بدأناها معا منذ عام 2007، ويقينا ان انتظام الاجتماعات السنوية لاصحاب المعالي رؤساء المجالس التشريعية الخليجية انما يعد خطوة مهمة للدلالة على تصميمكم ايها الاخوة الافاضل في الدفع نحو الامام بالعمل الخليجي المشترك بكافة صوره واشكاله من اجل الوصول الى الاهداف التي تنشدها دولنا وشعوبنا نحو المزيد من التكامل والتكاتف في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

واضاف الظهراني ان "اثبتت الاحداث والتطورات التي يشهدها العالم والمنطقة ان دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود لدول الخليج العربية بالتحول من مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد انما جاءت بناء على تحليل دقيق ورؤية ثاقبة لمعطيات الواقع واستشراف للمستقبل حيث ان هنالك الكثير من الاحداث والتطورات والتغيرات في المواقف الدولية بشأن الشرق الاوسط ومنطقة الخليج العربي وهي تتطلب منا جميعا اليقظة والحذر للنهوض بسؤولياتنا الوطنية تجاه دولنا وشعوبنا ومصيرنا المشترك"، مبينا "ان وحدتنا وتماسكنا هي السبيل الوحيد والجدار المنيع الذي يقف امام التحديات الخطيرة التي تمر بها المنطقة والتي تهدد امننا واستقرارنا وانجازاتنا ومكتسباتنا الوطنية التي تحققت طيلة عقود من العمل الجاد والمضني للارتقاء بواقع مجتمعاتنا الاقتصادي والاجتماعي والسياسي".

الزياني

من جانبه شكر الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف بن راشد الزياني احتضان الكويت اعمال الاجتماع الدوري السابع لرؤساء المجالس التشريعية بدول مجلس التعاون، قائلا "والذي نتطلع جميعا الى ان يشكل اضافة متميزة الى انجازات الخير والعطاء في مسيرة مجلس التعاون المباركة".

وبين الزياني ان تشريف سمو الأمير بحضوره للاجتماع السابع لرؤساء المجالس التشريعية بدول المجلس "للفتة كريمة من قائد خبير وحكيم ورسالة بالغة الدلالة والمضامين تؤكد دعمكم ومساندتكم لدور المجالس التشريعية في نهضة دول مجلس التعاون وتقدمها وتكاملها المنشود"، موضحا ان "دولة الكويت تعيش في ظل قيادة الحكيمة لسمو الأمير ازهى عصورها واصبحت تتبوأ مكانة مرموقة ومتميزة بفضل من الله العزيز الحكيم وماتبذلونه من جهود ملموسة ومخلصة على المستويين الاقليمي والدولي حتى اضحت الكويت ملتقى للأشقاء والاصدقاء ومنتدى للحوار والتفاهم والتقارب وما المؤتمرات الدولية التي تستضيفونها هنا في الكويت العزيزة الا دليل اكيد على السياسة الحكيمة والنهج المبارك الذي تنتهجونه لقيادة مسيرة الخير والنماء في بلد الخير والعطاء وفقكم الله يا صاحب السمو وسدد على طريق الخير خطاكم ومساعيكم المباركة باذنه تعالى".

وبين الزياني "ان هذا اللقاء ياتي في اطار الجهود المشتركة والمتواصلة لتعميق وتعزيز العلاقات الاخوية القائمة بين المجالس التشريعية بدول المجلس ضمن منظومة الاجتماعات التي نترقب تجددها في كل عام لمواصلة العمل الخليجي المشترك في المجال الشوري والتشريعي وتحقيقا للاهداف النبيلة التي نص عليها النظام الاساسي لمجلس التعاون"، موضحا انه "خطت دول المجلس خطوات ملموسة في مجال العمل البرلماني وذلك بفضل توجيهات اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس حفظهم الله وكان لجهودكم اصحاب المعالي ومجالسكم الموقرة الاثر الكبير في تحقيق ذلك من خلال تنبي عدد من السياسات والخطوات والبرامج التي نعتبرها خطوة بارزة في منظور العمل الخليجي المشترك وانني على قناعة تامة بان زيادة التنسيق والتعاون بين المجالس التشريعية في الدول الاعضاء في مختلف المجالات يمثل ركيزة اساسية للتفاهم والتقارب وتعزيز الروابط المتبادلة بين دول المجلس".