باتت دمشق وواشنطن تستهدفان عدواً مشتركاً هو تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ "داعش" من دون أن يؤدي ذلك الى تقارب بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والولايات المتحدة التي تنادي برحيله منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وبدأت الولايات المتحدة، منذ نحو أسبوعين، توجيه ضربات جوية في شمال العراق ضد التنظيم، كما كثف الطيران الحربي السوري هذا الأسبوع غاراته على مناطق سيطرة التنظيم في شمال سورية، ولاسيما في محافظة الرقة.

Ad

وقال مدير صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطات وضاح عبدربو "من خلال قصف داعش تريد دمشق أن تقول للأميركيين إنها ليست في حاجة الى طائرتهم الحربية"، مضيفاً أن النظام السوري "يذكر العالم بأنه لا مفر من محاربة الإرهاب". ومنذ شرعت الولايات المتحدة في قصف "الدولة" في شمال العراق في الثامن من أغسطس، تساور دمشق شكوك بأن واشنطن الداعمة للمعارضة السورية، قد توسع نطاق عملياتها لتشمل أراضيها.

ويقول مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية بسام أبو عبدالله إن "سورية لا تبحث عن رضا أميركي، بل تتعامل مع واشنطن منذ ثلاث سنوات وستة أشهر كخصم".

وفي حين يلمح الى احتمال أن "تصل الولايات المتحدة الى قناعة بضرورة التنسيق" مع دمشق في مواجهة التنظيم الإسلامي المتطرف، يؤكد أن "سورية ترفض التعاطي عسكريا من دون التعاطي مع السلطة السياسية". وسبق للأسد ومسؤولين سوريين آخرين أن أكدوا خلال الاشهر الماضية أن أجهزة استخبارات غربية قلقة من تنامي نفوذ الجهاديين، وبينهم أوروبيون وأميركيون يقاتلون مع المجموعات المتطرفة في سورية، طلبت تعاونا في المجال الأمني مع دمشق، إلا أن الاخيرة رفضت التجاوب طالما ان الغرب مازال على موقفه الداعم للمعارضة السورية.

ونفت واشنطن رسميا أي تقارب او تعاون مع دمشق في مجال توجيه الضربات الى تنظيم "الدولة" ذي الجذور العراقية، والذي ظهر في سورية في ربيع العام 2013.             (دمشق، واشنطن-أ ف ب)