أوباما يمهل بوتين أسابيع قبل عقوبات جديدة
القطيعة الأميركية - الروسية والتوتر بين باريس وواشنطن يهيمنان على الـ «جي7» و«النورماندي»
هيمنت الأزمة الأوكرانية والقطيعة الأميركية- الروسية بسببها أمس على قمة الدول السبع الصناعية في بروكسل واحتفالات "الحلفاء" بالذكرى السبعين لإنزال النورماندي الذي كان محطة ميدانية مهمة خلال الحرب العالمية الثانية في القضاء على النظام النازي في ألمانيا، في حين ظهر الى العلن توتر فرنسي- أميركي مستجد بسبب أزمة مصرف "بي ان بي باريبا" الفرنسي وصفقة "ميسترال" بين موسكو وباريس.وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إنه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يعترف بالحكومة الجديدة في أوكرانيا ويعمل معها، وأن يوقف "الاستفزازات" على حدودها وإلا فسيواجه عقوبات أكثر صرامة من أعضاء مجموعة الدول السبع.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة السبع في بروكسل: "أمامنا فرصة لمعرفة ما سيفعله السيد بوتين خلال الأسبوعين أو الثلاثة أو الأربعة المقبلة. وإذا ظل على مساره الحالي فنحن قد أشرنا بالفعل إلى أنواع الخطوات التي نحن على استعداد لاتخاذها".وأعرب الرئيس الاميركي عن "قلقه" حيال بيع فرنسا سفنا حربية من طراز ميسترال لروسيا، بسبب الازمة في اوكرانيا، مضيفا انه لا يريد التدخل في قضية بنك "بي ان بي باريبا" الفرنسي المتهم بمخالفة الحصار الاميركي عبر قيامه بعمليات مصرفية بالدولار مع دول مثل ايران والسودان لأنه "لا يتدخل" في شؤون القضاء في بلاده.وردا على سؤال حول العقوبات التي يمكن ان يفرضها القضاء الاميركي على البنك الفرنسي والتي وصفها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بأنها "غير متكافئة على الاطلاق"، أجاب أوباما ان "التقليد في الولايات المتحدة هو ان الرئيس لا يتدخل في شؤون القضاء". وفي دليل على القطيعة الأميركية- الروسية تناول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس العشاء مرتين مرة مع نظيره الأميركي باراك أوباما ثم الروسي فلاديمير بوتين. جاء ذلك، غداة دعوة قادة مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع (جي 7) أمس الأول الرئيس الروسي الى العمل فعلا لخفض التوتر في اوكرانيا والتعاون مع رئيسها الجديد بترو بوروشنكو الذي رفض سيد الكرملين لقاءه في فرنسا. أما بوتين الغائب الحاضر عن قمة بروكسل بعد ابعاد روسيا من مجموعة الثماني، فندد من ناحيته بشدة بالاميركيين وتحداهم ان يقدموا ادلة على تدخل عسكري روسي في شرق اوكرانيا. وقال بوتين أمس: "لقد شاهدنا، العالم كله شاهد، كيف ان وزير الخارجية الاميركي الاسبق كولن باول اظهر ادلة على وجود اسلحة دمار شامل في العراق"، في اشارة الى مزاعم واشنطن عام 2003 عن وجود هذه الاسلحة لتبرير تدخلها العسكري ضد صدام حسين.من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف امس الدعم الذي اعربت عنه مجموعة السبع للعملية العسكرية التي يجريها الجيش الاوكراني ضد التمرد الانفصالي الموالي لروسيا في شرق البلاد انه "رياء بلا حدود".(باريس، بروكسل، موسكو ــأ ف ب، رويترز، د ب أ)