إمام المسجد الحرام الأسبق الشيخ عادل الكلباني لـ الجريدة.: لحوم العلماء مسمومة والنيل منهم مرفوض شرعاً
المسلمون في أضعف حالاتهم... ومخططات الصهاينة مستمرة ضد الأقصى
طالب إمام المسجد الحرام الأسبق الشيخ عادل الكلباني وسائل الإعلام العربية والإسلامية بعدم ترصد علماء الدين والبحث عن زلات ألسنتهم لتوريطهم أمام الرأي العام، مؤكداً في حواره مع "الجريدة" خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، أن كل الفقهاء القدامى والمحدثين اتفقوا على أن لحوم العلماء مسمومة لا يجوز للعامة الخوض في سيرهم بالباطل، وإلى تفاصيل الحوار.
• يتهم الغرب دائماً الدول الإسلامية باضطهاد الأقليات... ما تعليقك؟في رأيي إن كل تلك الاتهامات الغرض منها سياسي، وليس دينياً أو اجتماعياً، فمخطئ من يظن أنهم يوجهون ويكيلون تلك الاتهامات لنا سعياً وراء تحقيق مصالح الأقليات أو لرفع الظلم عن المظلومين دينياً كما يدعي الغرب فهم يضعون نصب أعينهم فقط مصلحتهم الخاصة ولو تناولنا ما يذكره ما يعرف باسم تقرير الحريات الدينية للخارجية الأميركية فسنجدهم يقولون كل عام إن المملكة تضطهد الشيعة، رغم أن شيعة المملكة يتمتعون بكل حقوق المواطنة، ووصلوا إلى أرفع المناصب... نعم قد تكون هناك تجاوزات تحدث ضدهم، لكنها تجاوزات بسيطة مثل تلك التي تتعرض لها أية أقلية في أي مكان في العالم، وعلاجها لابد أن يتم في إطار الحفاظ على نسيج الوطن السعودي لا أن نستورد حلولاً من الخارج.• يتعرض علماء الدين في الفترة الأخيرة لهجوم من هنا وهناك إما بسبب فتاويهم أو بسبب انخراطهم في العمل السياسي فكيف تقيم هذا الأمر؟العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم عدول الأمة في كل عصر وخيار الناس وأبصرهم بالحق وأقواهم به، وهم مرجع الناس في معرفة دينهم فموالاتهم على الحق واجبة والتأسي بهم في الدين سبيل نجاة وتوقيرهم واحترامهم سنة متبعة، وقد كان السلف رضي الله عنهم في معاملة العلماء على أكمل هدى، قد اتسم منهجهم في معاملة العلماء بحفظ أصلين عظيمين يمثلان الاعتدال في معاملة العلماء والتوسط بين أهل الغلو والجفاء، فالأصل الأول: هو توقير العلماء واحترامهم، لما شرفهم الله به من العلم وما خصهم به من الفضل، والأصل الثاني: تجنب زلاتهم وعدم متابعتهم في أخطائهم.وتتجلى بوضوح منزلة العلماء التي خصهم بها الشارع الحكيم من دون سائر أصناف العالمين، كونهم مبلغين عن الله دينه ووصاياه، وناشرين بين الورى نوره وهداه، وهادين إلى صراطه المستقيم، وداعين إلى شرعه القويم، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. والعلماء الربانيون هم مصابيح الدجى ومنارات الهدى ولأجل هذه المكانة والمنزلة التي خصهم الله بها، فنحن مأمورون بتوقيرهم وإجلالهم ومحبتهم ومعرفة حقهم وإقالة عثرة من أخطأ منهم والتماس أحسن المعاذير لهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس من أمتي من لم يجلَّ كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه.• يزعم البعض أن انتشار الإسلام في الغرب لا يعود إلى قوة الإسلام بل إلى ضعف المسيحية... فهل تؤيد هذا الرأي؟بالطبع أرفض هذا التصريح تماماً، لأن الواقع يكذب هذا، فالمسلمون اليوم في أضعف حالاتهم، والدين الإسلامي لا يُدعى إليه ولا ينفق عليه أموال طائلة مثلما هو الحال مع الديانة المسيحية، فالإحصاءات تؤكد أنه مقابل كل قناة إسلامية هناك عشرون قناة مسيحية، كما أن المسلمين الموجودين في الغرب لا ينقلون صورة صحيحة للإسلام في الغرب، ورغم ذلك الناس تدخل في الإسلام ورغم تشويه صورته، فالناس تدخل في دين الله أفواجاً، وذلك يحدث لأن الإسلام هو الدين الوحيد الواضح، وليس لديه أي شيء يخفيه، وكثير من آيات القرآن تدفع للتفكير وإعمال العقل والذهن، ولهذا يقبل غير المسلمين على اعتناق الإسلام، حتى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ورغم حملات التخويف من الإسلام ورغم كل محاولات الغرب لتشويه الدين الإسلامي وإظهاره كدين عنيف يحث أتباعه على القتل، فإن نسب اعتناق الإسلام زادت بصورة كبيرة، وهو ما أدهش الكثير من مفكري وكتاب الغرب المعادين للإسلام.• يتعرض الأقصى لحملة صهيونية شرسة تستهدف تقويض أركانه... كيف ترى ردود الفعل الإسلامية حيال ما يحدث في القدس؟للأسف تمت إحالة الأقصى إلى الرف، مثلما يحدث في الملفات المهملة في المصالح الحكومية العربية، وطالما ترك المسلمون ملف فلسطين على الرف فستستمر المخططات الصهيونية ضد مقدساتنا في فلسطين، وسيظل الأقصى قابعاً تحت نيران الاحتلال الصهيوني، وأنا أتمنى أن يعود الاهتمام بالأقصى وبالقدس إلى أولويات الاهتمام العربي والإسلامي سواء على مستوى الحكومات أو الشعوب، لأن ما يتعرض له الأقصى لا يرضي الله تعالى وهي أمور تدمي القلوب، فالأقصى له قيمته الإسلامية التي لا ينكرها أحد فهو مسرى النبي صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين، والصمت حيال ما يتعرض له من تدنيس مرفوض تماماً، ولهذا فلابد من تقييم الوضع من جديد، والبحث عن سبل لإحياء قضية الأقصى في نفوس المسلمين، ولابد أن يمارس القادة المسلمون دورهم لدعم قضية الأقصى والحفاظ على مقدساتنا الغالية.• في النهاية نريد أن نعرف رأيكم في قيادة المرأة للسيارة وهي القضية القديمة المتجددة في الكثير من دول الخليج؟- للأسف فإن هناك الكثير من المسائل الاجتماعية التي نحولها نحن إلى مسائل دينية، فالقيادة هي مسألة اجتماعية، فالمجتمع في دول الخليج لا يقبلها، وهي مسألة غير إسلامية، لأن الإسلام لم يمنع قيادة المرأة للسيارة.