الارتباك الخليجي... والوداع الأميركي!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
المعلومات المتوافرة ترجع بدايات الاتصالات الأميركية مع الإيرانيين إلى رام إيمانويل، عندما كان رئيس موظفي البيت الأبيض في الولاية الأولى لأوباما. وإيمانويل هو إسرائيلي أميركي من عائلة صهيونية خدم في الجيش الإسرائيلي وقدم خدمات مختلفة للدولة العبرية، فهل تعتقدون أن تل أبيب لا تعلم ما يحدث بين العم سام وملالي طهران؟ بل إنه لا يوجد من يصدق أن أميركا تعقد صفقات في سورية، وهي المجال الأمني الحيوي والقاتل لإسرائيل دون علمها؟! لذلك فإن ما يحدث بين أميركا وإيران تم، بالتأكيد، في جميع فصوله، بعلم كامل من إسرائيل ومباركتها، وهناك هدف استراتيجي أميركي إسرائيلي مشترك بتفتيت الدول السنية الكبرى اتخذ بعد أحداث سبتمبر 2001، والسماح للمشروع الإيراني بالتمدد كونه الأقل خطراً ورغبة في المواجهة مع إسرائيل، وكذلك بسبب الكلفة الباهظة لمواجهة إسرائيلية – إيرانية في ظل تراجع وانكفاء أميركي عن المواجهة والانخراط في الصراعات الخارجية.الاستقراء العلمي والاطلاع العميق على طبيعة الأحداث يؤشران إلى أن أميركا، في ظل التغييرات الداخلية والتوجهات المجتمعية الأميركية إلى عدم المواجهة والقتال، وكذلك الحالة الاقتصادية لديها، تتجه إلى حالة شبيهة بحالة بريطانيا العظمى بعد الحرب العالمية الثانية، عندما بدأ العظيمان الجديدان (الاتحاد السوفياتي، الولايات المتحدة) في قضم إمبراطوريتها وتقاسم تركتها. ويبدو أن أميركا رغم أنها مازالت تمتلك قدرات عسكرية واقتصادية هائلة فإنها تريد أن تودع دورها الإمبراطوري لمصلحة وكلاء لها أو قوى جديدة متحالفة معها، تضمن الحد الأدنى من مصالحها ما لم تتغير الأوضاع الداخلية الأميركية ومزاج الناخب الأميركي قريباً، ولذلك ستكون دول مجلس التعاون الخليجي في فترة حرجة لترتيب أوضاعها في المرحلة المقبلة مع روسيا والصين وبقية دول البريكس، كما ستكون فترة قرارات صعبة لها لبناء قوة إقليمية مع مصر وبقية الدول العربية لمواجهة التحولات الدولية الكبيرة الناتجة من الفراغ الذي سيتركه الانكفاء الأميركي.***تصريح المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي عن دور بشار الأسد ونظامه في الفترة الانتقالية، والتي أغضبت المعارضة السورية، هو كلام من شخص مطلع على الصفقة الأميركية – الإيرانية التي يباركها الروس، وليس اجتهاداً شخصياً، ولذلك ما يقوم به هو دور بغيض يتم على حساب دماء السوريين، وتنفيذاً لصفقات على حساب أهله العرب.