ها هي الكرّة تعود مرة أخرى وبأصوات ونغمات مختلفة، تقول إن الذئاب قادمة لافتراسكم وإنها تجتمع لتتفق على موعد الهجوم، وإن علينا أن نستعد إما للموت أو الهرب أو ...، وهذا هو المطلوب، أن نستعين بالأسد ليحمينا من هذه الذئاب.

Ad

نفس الحكاية ونفس الهدف أو الأهداف تتكرر بين كل فترة وأخرى وبأشكال ووسائل مختلفة هدفها دفعنا إلى الخوف وشراء السلاح والارتباط أكثر بالأسد، وحمايته والخضوع لأوامره وتسليم ثروة المنطقة له.

سماسرة الأسد والمستفيدون من خيراته وقرع طبول الحرب ووكلاء السلاح والباحثون والمحرضون على إشعال الفتن هم المسوقون للابتزاز والداعون في كل طرف إلى الاستعداد للمواجهة، وشراء كل أنواع السلاح، والنفخ في النخوة العربية والشجاعة والمواجهة بكل ما نملك حماية للأوطان من البعبع القادم من أي مكان.

وللأسف فإن السماسرة معظمهم في مواقع التقرير، وهم يزيدون من جرعة التخويف حتى ترتفع أرقام الصرف على شراء السلاح من ناحية، وتهريب الأموال من ناحية أخرى، وإنصات الحكومات لهؤلاء هو الذي سيودي بنا ويقضي على مستقبلنا أو ثروات بلادنا أو الاثنين معا.

لذلك لا بد أن يكون عندنا الوعي الكافي لما يجري وما يخطط وما يفعله السماسرة، وأن نتعامل مع هذا الابتزاز والخطط بعقول مفتوحة ويقظة تامة لتفويت الفرصة على من يريد بنا وبإيران شراً، عقول لا تفرح ولا تفزع من كلمة تقال هنا أو هناك، عقول  تحركها لا عصبية جاهلية تتعالى على الغير ولا ترى في العالم مكانا لغيرهم، عقول تسعى إلى الخير لشعوبها، كل شعوبها، وترسم لنفسها وجيرانها مستقبلا زاهراً يفيد الجميع ويعلي من الحياة الكريمة لهذه الشعوب.

لا نحن ولا إيران نقبل بالمقامرة بمستقبل شعوبنا وتدمير ما بنيناه، ولا أحد يريد الحرب ولا ويلاتها وتدميرها، ليس من عاقل يريد لأي شعب الخراب؛ لأن حرب هذه الأيام ليست كحرب السيوف، حيث يتحارب الأفراد وتغلب الكثرة أو الشجاعة. الحرب اليوم دمار كامل لكل المتحاربين وليس فيها قوي أو ضعيف ولن يسلم منها طرف؛ ولذلك لا بد من مواجهة دعوات الحرب بدعوات للسلم والتعاون وتبادل المنافع بين كل شعوب المنطقة وحكوماتها، لا بد من تحقيق العدالة واحترام الكفاءة وتجريم التطرف.

لا بد من مد يد التعاون لإيران، لا تتركوا لسماسرة الحروب في الجانب الآخر فرصة للصوت الأعلى، ففي إيران كما عندنا مجرمو حروب لا يرون إلا الأرباح التي يجنونها من القتل والتخريب.

إيران بحاجة إليكم كما أنتم بحاجة إليها، الثقل الاقتصادي ووحدة الأرض والدين تجعل من هذا الإقليم أقوى قوة في العالم لو أحسنا التعامل بناء عليه، وبدل الاستماع لسماسرة السلاح لنستمع إلى صوت العقل والمستقبل وحق أجيالنا القادمة علينا. الخلافات الطائفية نتركها لعلماء الدين بأجندة واضحة تقدم خير الناس ومستقبلهم الطيب على أي شيء آخر.

نريد من قادة المنطقة في إيران ودول الخليج العربية أن يقدموا مصلحة شعوبهم ورخاءها على كل شيء آخر، وأتمنى لو بدأنا في مد يدنا إلى إيران وتقديم كل ما يسعد شعوبنا جميعا ليسود الاحترام والتعاون بدلاً من التناحر في هذه المنطقة الأهم في العالم.