استيقظ المصريون أمس على وقع ثلاثة انفجارات إرهابية، ضرب أحدها العاصمة المصرية، ووقع الباقيان في شبه جزيرة سيناء، ما أسفر عن سقوط 4 قتلى ومصابين، وانتهت اشتباكات وقعت بين «الإخوان» والأهالي في الإسكندرية إلى مقتل شخصين بالرصاص، في حين نفى الاتحاد الأوروبي قيامه بجهود للمصالحة حالياً في مصر.

Ad

 قبل يوم من انطلاق السباق الرئاسي في مصر، أعلنت وزارة الداخلية أن ستة أشخاص بينهم مجند بالجيش وشرطي قتلوا أمس في ثلاثة انفجارات بالقاهرة ومحافظة جنوب سيناء وتظاهرة لأنصار جماعة «الإخوان» في مدينة الإسكندرية الساحلية.

وأعلنت حالة الاستنفار الأمني في القاهرة وسيناء، عقب وقوع الانفجارات التي جاءت عشية انطلاق السباق الرئاسي مع فتح باب الدعاية فجر اليوم، وينحصر التنافس بين وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي، ومؤسس «التيار الشعبي»، حمدين صباحي، وفقاً لإعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية القائمة النهائية للمرشحين أمس، في الانتخابات المقرر إجراؤها في يومي 26 و27 من الشهر الجاري.

وقالت وزارة الداخلية، إن «انفجاراً وقع بميدان المحكمة بضاحية مصر الجديدة، شرقي القاهرة، بعدما استهدفت عبوة ناسفة نقطة شرطة المرور، ما أسفر عن مقتل عريف شرطة، يدعى عبدالله محمد عبدالله، وإصابة ملازم شرطة وثلاثة مجندين، وانتقل فريق من رجال المفرقعات والحماية المدنية بصحبة رجال الأدلة الجنائية ومدير أمن القاهرة إلى مكان الحادث لمعاينته.

بالتزامن مع تفجير القاهرة، استيقظ أهالي محافظة جنوب سيناء، على أصوات انفجارين، وقع الأول في كمين أمني مشترك بين قوات الجيش والشرطة، بعدما فجر انتحاري نفسه، ما أسفر عن مقتل مجند وإصابة 5 آخرين، في حين وقع الانفجار الثاني إثر استهداف عناصر تكفيرية لحافلة سياحية كانت تقل عمالاً على بعد 30 كيلومتراً من جبل الطور، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة أشخاص، فضلاً عن تفحم الحافلة.

إدانات

وبينما دانت حملتا المرشحين الرئاسيين، السيسي وصباحي، الهجمات، طالب الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، بضرورة التصدي لمثل هذه الأعمال الإجرامية القبيحة التي لم تراع أي حرمة للدماء والأنفس التي عصمها الله، مشدداً على ضرورة سرعة تعقب من وصفهم بـ«المجرمين المفسدين في الأرض».

واتفقت القوى السياسية على إدانة التفجيرات، بينما حذر مفتي الديار المصرية شوقي علام من أن «يد الإجرام والإرهاب سوف تطال الجميع إذا لم يتصد لها المخلصون من أبناء مصر بكل حزم»، داعياً الأجهزة الأمنية إلى ضرورة مواجهة الإرهاب بكل حزم وقوة.

ودانت الخارجية الفرنسية بأشد العبارات الانفجارات «الارهابية» التي وقعت في مصر، مشددة على ضرورة نبذ جميع الأطراف للإرهاب وضمان الانتقال السياسي السلمي خلال المرحلة الحالية.

نفي المصالحة

إلى ذلك، أكد سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر جيمس موران أنه لا توجد جهود مصالحة حالية يقوم بها الاتحاد الأوروبى في مصر ولا يوجد مطلب من كل الاطراف للقيام بالوساطة والمصالحة، متمنيا أن تؤدي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لوضع يساعد على البدء من جديد في هذه الجهود للمصالحة من أجل مصلحة البلاد.

جاء ذلك في تصريحات لسفير الاتحاد الاوروبى بالقاهرة في ختام زيارة للأقصر ردا على سؤال حول ما اذا كانت آشتون ستقوم قبل تركها لمنصبها في سبتمبر المقبل بمحاولة اجراء مصالحة في مصر بعد محاولاتها الأولى عقب 30 يونيو.

موجة ثورية!

ميدانياً، قتل مواطنان وأصيب 3 آخرين أمس، خلال اشتباكات بين أنصار جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة إرهابية من قبل القاهرة، وأهالي مدينة الإسكندرية الساحلية، قبل أن تتدخل قوات الأمن للتفرقة بين الفريقين باستخدام القنابل المسيلة للدموع.

وقال مدير مباحث الإسكندرية اللواء ناصر العبد إن قوات الأمن ألقت القبض على 20 من أنصار الإخوان، بحوزتهم منشورات تحريضية ضد القوات المسلحة والشرطة، بالإضافة إلى عدد من الألعاب النارية.

وكان أنصار «الإخوان» خرجوا في مسيرات محدودة عقب صلاة الجمعة، في القاهرة وعدة محافظات، استجابة لدعوة «تحالف دعم الشرعية»، لتدشين ما وصفه بـ»موجة ثورية ثالثة»، بدأت أمس وتستمر 3 أسابيع، بهدف الحشد لمقاطعة الانتخابات الرئاسية أواخر الشهر الجاري، تحت شعار «زواج أميركا من مصر باطل»، في إشارة لوصف وزير الخارجية نبيل فهمي للعلاقات بين واشنطن والقاهرة بالزواج الشرعي.

إلى ذلك، أكد المكتب القانوني الموكل من حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، أنه سيطعن أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية، على قرار المدعي العام للمحكمة بوقف نظر دعواهم ضد ممارسات السلطة المصرية ضد جماعة «الإخوان»، مشيرا - في بيان رسمي- إلى أن قرار المحكمة الدولية خاطئ، وأنهم مستمرون في إجراءات القضية.