من خلال ألوان علم بلادي الذي يرفرف في العلالي، استطاع الفنان بدر نظر أن يرسم لوحة وطنية تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولم يخرج الفنان عن إطار الخطوط الموجودة في العلم، بل التزم بكل المقاييس سواء الفنية أو التاريخية.

Ad

ففي الجزء الأسود من علم بلادي، رسم الفنان التاريخ الجميل، الذي يعبر عن بداية النهضة في الكويت، حيث جسّد، بالرسم واللون الأسود، تلك الصور التاريخية في حياة بلادي، رسم الشيخ أحمد الجابر الصباح، رحمه الله، وهو يعلن انطلاق أول دفعة نفط يكون إيرادها للكويت، ورسم أيضا في ذلك الركن الشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمه الله، (أبوالدستور)، وهو يوقع على استقلال دولة الكويت من الانتداب البريطاني، فهاتان الصورتان عبرتا بالفعل عن بداية النهضة في الكويت.

وفي الجزء السفلي لعلم بلادي ذي اللون الأحمر، جسّد الفنان تلك الملاحم البطولية لأبناء بلادي، وصور ذلك الغزو والهجوم الصداميّين على وطني، وأعمال القتل والتدمير والأسر بصور أبعد ما تكون عن الإنسانية، وبيّن المعاناة التي عاشها شعب الكويت خلال أزمة الغزو الغاشم، وفي هذه الزاوية جعلنا الفنان نتذكر أولئك الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل تراب الوطن وشرعيته وشعبه، وعلى رأس القائمة الشهيد الشيخ فهد الأحمد، وجعلنا نتذكر أيضا رجالاً سهروا الليالي من أجل إعادة الكويت إلى أهلها وشرعيتها.

أما في الجانب العلوي من العلم، وهو الجزء ذو اللون الأخضر، فقد رسم الفنان لوحات لمعالم الكويت الحديثة، تزينها الورود وتغطيها الغيوم، وصورة لصاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين، في ربوع الكويت المبتهجة، فكانت هذه اللوحة الجميلة التي تحمل في طياتها معاني الوطنية، وترسم التاريخ بخطوط ولمسات فنية، فتستحق أن تكون لوحة العام.

ونتقدم إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، بطلب تكريم هذا الفنان على أعلى مستوى، جزاء تلك اللوحة الوطنية، ليكون دافعاً للأعمال الوطنية وانتشارها بالصور والأساليب كافة.

اليوم وبلادي بثوبها الأبيض، وفي عرسها المجيد، نتذكر شخصيات عزيزة وغالية على الجميع، شخصيات سطرت أروع البطولات في حبها للوطن والشعب، نتذكرها لنترحم على روحها، نتذكرها لنأخذ دافعاً لحب هذا الوطن، نتذكرها لتكون نبراساً لنا في الولاء للأرض وللشعب، نتذكر أمير القلوب أميرنا ووالدنا الراحل، ونتذكر الراحل عنّا الأمير الوالد سعد الكويت، ونتذكر شخصيات لها بصمات جليلة في تاريخ بلادي، ونحن على ثقة بأن صاحب السمو أمير البلاد ليس بعيداً عن مسار الأجداد، فهو صاحب الحكمة وصاحب القرار.

ونحن نحتفل بأيام الكويت الوطنية، نتمنى على الحكومة أن تسهل كل إجراءات المواطنين، وأن تبدأ بفتح صفحة جديدة مع الأمة، وتكون مُقدِمَة على تحقيق الإنجازات والتطلعات، وأن تترجم ما في الأوراق والأدراج على أرض الواقع، وأول تلك الإنجازات تسديد فواتير الخدمات على المواطنين، وهذا الأمر لا يتطلب موافقة مجلس الأمة، وإن تطلب ذلك فلا نعتقد أن اعضاء مجلس الأمة سيمانعون على شيء فيه المصلحة العامة.

لنكمل الأفراح ونفرح أبناء الشعب بأمور يلمسون أثرها عليهم وعلى أسرهم.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.