صراع البرلمان يهيمن على المشهد... ومبارك «مكسور»

نشر في 19-06-2014 | 22:01
آخر تحديث 19-06-2014 | 22:01
No Image Caption
• «التحالف» يدشن جمعة «مصر مش معسكر»  • القاهرة تنفي تعرض دبلوماسية في عدن للقتل

تسابق الأحزاب السياسية في مصر الزمن لتكوين تحالفات انتخابية لضمان الهيمنة على البرلمان المقبل، في الانتخابات المتوقع إجراؤها قبل نهاية العام الجاري، في وقت تدهورت أمس الحالة الصحية للرئيس الأسبق حسني مبارك، بعد إصابته بكسر في الفخذ، إثر سقوطه داخل مستشفى المعادي الذي يرقد به.

هيمنت على قيادات الأحزاب المدنية في مصر أمس الرغبة في عقد تحالفات انتخابية، ووضعت انتقاداتها للتشكيل الحكومي الجديد، الذي خلا من التمثيل الحزبي جانبا، قبل بدء ماراثون الانتخابات النيابية، المتوقع إجراؤها قبل نهاية العام الجاري، مع إعلان اللجنة العليا للانتخابات في 17 يوليو المقبل جدول إجراء الانتخابات التي تعد البند الثالث الأخير من بنود "خارطة المستقبل" التي أعلنها الجيش يوليو 2013.

ولاتزال خريطة التحالفات الانتخابية ملتبسة، خاصة بعد فشل دعوة السياسي المحنك عمرو موسى لتكوين تحالف انتخابي واسع يضم معظم الأحزاب التي أعلنت تأييدها للرئيس عبدالفتاح السيسي في فترة الانتخابات الرئاسية، وعلمت "الجريدة" أمس أن موسى سيقوم بجولة لإعادة ترميم تحالفه الأسبوع المقبل، بعد أن رفضت الأحزاب الرئيسية على الساحة المشاركة فيه، وكان آخرها حزب "الكتلة الوطنية" الذي أسسه رئيس الحكومة الأسبق الفريق أحمد شفيق، في وقت تأكد عدم استمرار رئيس جهاز المخابرات الأسبق مراد موافي في تحالف موسى.

وقال عضو الهيئة العليا لحزب الوفد عصام شيحة، لـ"الجريدة"، إن تحالف "الوفد المصري"، الذي يضم حزب الوفد الليبرالي وحزب المصريين الأحرار، موجه بالأساس للحفاظ على الدولة المدنية وهويتها، ومساندة السيسي في تنفيذ رؤيته السياسية، مضيفا ان "الأغلبية تحت قبة البرلمان هي التي ستشكل الحكومة، وبناء عليه لابد من وجود تحالف قوي يضم أحزابا متجانسة فكريا وسياسيا ولديها القدرة على تشكيل الحكومة".

ويبدو التحالف الانتخابي، الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، في وضع أفضل، إذ انتهى من التصور العام للتحالف الذي يضم أحزاب "الدستور" و"التحالف الشعبي" و"الكرامة"، فضلا عن "التيار الشعبي"، الثلاثاء الماضي.

وأكد الأمين العام لحزب التحالف الشعبي طلعت فهمي، أمس لـ"الجريدة"، أن التحالف الانتخابي، الذي يقوده صباحي، اتفق بشكل نهائي على دخول الانتخابات النيابية بقائمة موحدة، كما استقرت تلك القوى السياسية على إرسال مذكرة إلى السيسي لإبداء اعتراضها على قانون الانتخابات النيابية، وتطالب السيسي بتغييره، بما يسمح بتمثيل أكبر للأحزاب في البرلمان.

سقوط مبارك

على صعيد آخر، أصيب الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بكسر في الفخذ أمس، نتيجة سقوطه داخل مستشفى "المعادي" العسكري، الذي يرقد به حاليا، حيث يقضي عقوبة السجن 3 سنوات في قضية "القصور الرئاسية"، ويعاني مبارك (86 عاماً) من ارتجاج "أذيني" بالقلب، وارتفاع في ضغط الدم، وأمراض الشيخوخة التي بدأت تظهر عليه بشكل عام.

ووسط مطالبات من أنصار مبارك للرئيس السيسي بإصدار عفو رئاسي عنه، أكد محامي الرئيس الأسبق فريد الديب أن حالة مبارك الصحية سيئة جدا بعد إصابته بكسر في عظمة الفخذ، إثر سقوطه داخل حمام غرفته، خاصة ان ظروف الرئيس الأسبق الصحية لا تحتمل إجراء عملية جراحية، نافيا الأنباء عن تقدم هيئة الدفاع عن مبارك بطلب للرئيس السيسي للعفو الصحي عنه، مشيرا إلى أن مبارك يريد أن يحصل على براءته من المحكمة بشكل يحفظ تاريخه.

وانتقل رئيس نيابة حي "المعادي" أحمد عز الدين لإجراء التحقيقات في واقعة إصابة الرئيس الأسبق، حيث تبين أن الضابط المكلف بحراسته غلبه النعاس، ما دفع مبارك إلى دخول الحمام بمفرده، إلا أن قدمه انزلقت وسقط على الأرض، ليتبين بعدها من توقيع الكشف الطبي إصابته بكسر بعظمة الفخذ، وضرورة إجراء عملية جراحية له لتركيب شرائح ومسامير، وهو ما تحول دونه حالة مبارك الصحية.

دعوة للتظاهر

في غضون ذلك، شن "تحالف دعم الشرعية"، الموالي لجماعة "الإخوان"، هجوما حادا على الجيش المصري، في بيان رسمي أمس، اتهم فيه القوات المسلحة بمحاولة "عسكرة البلاد"، قائلا إن "العسكرة تزحف على كل شيء، والشعب صاحب السيادة يعامل كأسرى حرب"، داعيا أنصاره للمشاركة في تظاهرات اليوم، لتدشين أسبوع جديد من التظاهرات تحت شعار "مصر مش معسكر".

في الأثناء، قررت عدة قوى ثورية أمس تنظيم تظاهرات أمام قصر "الاتحادية" الرئاسي غدا، ليكون "اليوم العالمي للتضامن مع المعتقلين المصريين"، للمطالبة بإسقاط قانون "التظاهر" المثير للجدل، والمطالبة بالإفراج عن المحتجزين لمخالفتهم القانون.

وافاد المتحدث الإعلامي لجبهة طريق الثورة محمد صلاح، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس في أحد المراكز الحقوقية لإعلان فعاليات تظاهرات الغد، "من القوى المشاركة في الفعاليات الاحتجاجية حركة 6 أبريل وعدة أحزاب سياسية، على أن يعقد مؤتمر صحافي أمام الاتحادية لإلقاء بيان بمطالب القوى الثورية".

إلى ذلك، استقبلت قرية البضائع بمطار القاهرة أمس جثمان الدبلوماسية المصرية هدى الغباري، مساعد الملحق الاداري بالقنصلية المصرية في مدينة عدن اليمنية، والتي توفيت في مسكنها، تمهيدا لدفنها.

ونفى مصدر مسؤول في القرية صحة ما نشر بشأن تعرض الدبلوماسية لحادث اعتداء أدى إلى مقتلها، موضحا أن تقرير الوفاة المرفق مع الجثمان يظهر أن سبب الوفاة "هبوط حاد في الدورة الدموية ولا وجود لشبهة جنائية".

back to top