تراجع البرلمان العراقي، أمس، عن تأجيل جلسته الثانية المخصصة لانتخاب الرؤساء الثلاثة إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، وقدّم موعد انعقادها إلى الأحد المقبل، بينما صعّد ائتلاف رئيس الحكومة نوري المالكي من هجومه على الأكراد، ملوحاً بعملية عسكرية لتحرير الموصل.

Ad

بعد الانتقادات التي طالت قرار البرلمان العراقي تأجيل جلساته الى ما بعد عيد الفطر المبارك، قرر البرلمان، أمس، تقديم موعد انعقاد جلسته الثانية التي كانت مقررة في 12 أغسطس المقبل، الى الأحد المقبل، والموافق 13 الجاري.

وقال النائب عمار طعمة أمس «تقرر تغيير موعد انعقاد جلسة البرلمان الى الأحد المقبل بدلا من 12 أغسطس». وأكد مصدر في مكتب النائب مهدي الحافظ الذي ترأس الجلسة الأولى للبرلمان لكونه أكبر الأعضاء سنا النبأ.

وذكر مصدر برلماني آخر في تصريح، أمس، أن «غياب التفاهمات» حول الرئاسات الثلاث هو الذي دفع الى تأجيل الجلسة.

وكان البرلمان العراقي المنتخب فشل في جلسته الأولى الثلاثاء الماضي، في انتخاب رئيس له وفق ما ينص الدستور، قبل أن يعلن عن فض الجلسة.

جبهة سامراء

الى ذلك، ومع استمرار حشد القوات العراقية والمتطوعين في مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين (شمال شرق)، بدأت جبهة المعارك تتحرك هناك، حيث قتل ستة من عناصر الشرطة وأصيب آخرون بجروح في هجومين منفصلين أمس قرب سامراء، وذلك بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة أمس الأول.

وقال ضابط برتبة مقدم في الشرطة «قتل خمسة اشخاص بينهم ثلاثة من الشرطة وأصيب سبعة بينهم اربعة من الشرطة بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة»، وأضاف أن الهجوم استهدف حاجز تفتيش عند مركز تطوع في منطقة الركة الى الجنوب من مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد).

كما قتل ثلاثة من عناصر الشرطة وأصيب اثنان آخران بجروح، من جراء انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية للشرطة على طريق رئيسي غرب مدينة سامراء، وفقا للمصدر ذاته.

ويسيطر مسلحون بينهم عناصر من تنظيم «الدولة الاسلامية» على مناطق واسعة في محافظة صلاح الدين، حيث تقع سامراء، فيما تواصل القوات العراقية تنفيذ عمليات لاستعادة السيطرة على هذه المناطق.

قتلى ديالى

وفي محافظة ديالى (وسط شمال بغداد)، أفادت مصادر أمنية عراقية أمس، بأن 12 شخصا قتلوا وأصيب 13 آخرون في سلسلة حوادث عنف متفرقة في مدينة بعقوبة مركز المحافظة، بينما أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى عن تسجيل حالات إعدام لمدنيين عزّل من قبل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» بمناطق متفرقة من المحافظة.

تصعيد ضد الأكراد

الى ذلك، واصل ائتلاف «دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تصعيده ضد الأكراد وقوات البيشمركة، وذلك بعد يوم من اعلان اليشمركة مقتل أكراد في غارة جوية للجيش العراقي.

وقال النائب عن «دولة القانون» محمد الصهيود أمس: «البيشمركة وتنظيم داعش يتشابهان في الرأي والتفكير»، ورأى أن «طريقة دخول قوات البيشمركة الكردية الى كركوك لا تختلف عن دخول تنظيم داعش الإرهابي الى الموصل»، معتبرا أن «الكُرد احتلوا كركوك والمناطق المتنازع عليها».

وأضاف أن «الحكومة تعتبر كركوك والمناطق المتنازع عليها أراضي محتلة من قبل الكُرد»، مبينا أن «طريقة تعاملنا مع كركوك ستكون متشابهة ولا تختلف عن طريقة تعاملنا مع الموصل»، في تهديد مباشر بشن عملية عسكرية ضد «البيشمركة».  

تشييع قائد «الفرقة 6»

إلى ذلك، شيعت وزارة الدفاع العراقية أمس الأول، جثمان قائد الفرقة السادسة اللواء الركن نجم عبدالله علي السوداني الذي قتل في قذيفة هاون قرب الفوجة بحضور القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي ووزير الدفاع سعدون الدليمي.

وقالت الوزارة في بيان، إنه «بحضور القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الدفاع سعدون الدليمي وعدد كبير من القادة والآمرين وذوي الشهداء الأبرار، أقامت وزارة الدفاع تشييعاً مهيباً وكبيراً للواء الركن السوداني قائد الفرقة السادسة الذي استشهد أثناء تصديه للمجاميع الإرهابية في الكرمة ضمن قاطع عمليات الأنبار».

العشائر

وفيما أعلن «مجلس ثوار العشائر في العراق» عن تشكيل هيئة تنسيقية جديدة لإدارة «الثورة»، متوعداً بدخول العاصمة بغداد، كشف مصدر عشائري في مدينة الفلوجة أمس، عن أن «غالبية الفصائل المسلحة ومن بينهم ثوار العشائر وكتائب جيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين أعلنوا مغادرتهم مدينة الفلوجة بعد رفضهم إصرار الدولة الإسلامية على مبايعتهم في المدينة».

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «جميع هذه الفصائل توجهت الى مناطق خارج الفلوجة ومنها قضاء الكرمة»، مشيرا الى أن «تنظيم داعش أصبح يسيطر على غالبية الفلوجة».

(بغداد ــــــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)