الأمير حمزة البهلوان (7- 10) أصغر أبناء حمزة يقتل أعظم فرسان كسرى

نشر في 05-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 05-07-2014 | 00:01
دخلت المعركة بين العرب والفرس مرحلة جديدة، حيث يرابط العرب في الميدان، ويقفون بالمرصاد ضد المحاولات التي يقودها {بختك}، وزير الملك {كسرى أنوشروان} الذي يكره العرب.

كانت القبائل العربية قد حاربت الفرس، وفرضت عليهم هدنة سلامة، لكنها كانت محفوفة بالمخاطر.

قال الراوي: {هكذا رجع العرب فائزين من جهة ومتكدرين من أخرى، إذ قتل من جيشهم عدد غير قليل، لذلك أمر حمزة أن يتأخر العساكر ولا ينزل إلى القتال إلا ربعهم، والباقون لا يحملون إلا في آخر النهار}.

قرر حمزة أن يفعل ذلك بحيث يكون عساكر الأعجام قد تعبوا، واختار حمزة منهم القادة والشجعان، وقال: {وحدنا مع مئة ألف نفس نكفي لرد الأعداء}. في اليوم الثاني تجدد القتال وعظمت الأهوال وزاد القيل والقال وقتل كثير من الفريقين، إلى أن جاء المساء، فرجع الجميع، وفي الصباح عادوا إلى مثل ما كانوا عليه، وداموا على هذه الحال خمسة عشر يوماً.

قال الراوي: {بعد 15 يوماً وقع نقص في عساكر الأعجام بسبب الرأي الذي دبره الأمير حمزة الذي لا يحارب إلا بالأبطال المعدودين، ويترك الباقين إلى قرب المساء، فيحملون على الأعداء المتعبين ويقتلون كثراً منهم}.

وفي اليوم الرابع رجع {رعد المنقش} إلى صيوان {كسرى} متعباً وقال للملك {كسرى}: {رجالك جبناء ضعفاء، فما منهم من يسد عوزاً، وأنا وحدي ألتزم أن أدفع أعظم فرسان القتال، كفرسان العرب، وأرى أن عساكرنا على نقص، ولا بد من أن يفنوا بعد أيام، إذا دامت الحال على هذا المنوال، ومن الرأي الحسن أن نكفهم، في الغد، عن القتال، حتى إذا أفني الأوائل هان علينا هؤلاء الأواخر}.

قال {كسرى}: كنت أرغب في ذلك وعندي أن تقتل لي {رستم} والأمير حمزة في الأول، سأقتل الاثنين في يوم واحد إذا شاءت النار، وكانت راضية علينا... وباتوا تلك الليلة على مثل تلك الحال، إلى أن كان اليوم الثاني، فنهض المعسكران وتقدما إلى ساحة الميدان، وقبل أن يهجما على بعضهما البعض، برز {رعد المنقش} إلى الوسط وصال وجال حتى حير عقول الرجال، ثم وقف في الوسط ونادى يطلب الأبطال والفرسان وصناديد الشجعان، حينئذ سقط إليه {فرهود صاحب التكرور} كأنه الغول وصدمه صدمة جبار، وأخذ في الطعن الضرب والكر والفر، حتى سبح الجوادان في العرق وضاقت منهما الأنفاس.

وما زال القتال واقعاً بين {رعد المنقش} و{فرهود} إلى ما بعد الظهر، وهناك صاح {رعد} وهجم على {فرهود} واختلفت بينهما ضربتان فاصلتان، وقعت ضربة فرهود على طارقة رعد فأضاعها بمعرفته ووقعت ضربة رعد على طارقة فرهود وسقطت على رقبة الجواد فأبرتها، كما يبري الكاتب القلم فوقع على الأرض، لكنه جاء واقفاً وبقي الحسام في يده يدافع عن نفسه.

وكان العيارون جاؤوا إلى {فرهود} بجواد فركبه وعاد إلى القتال والتقى {رعد المنقش}، وفي نيته أن يأخذ لنفسه منه بالثأر، فلم يقدر بل انجرح من حسامه، ولو لم يدركه {الأمير رستم} في آخر النهار ويخلصه منه، لكان قتله وأعدمه الحياة. حينئذ ضربت طبول الانفصال ورجع المتقاتلان عن ساحة القتال إلى الخيام، وكشف الأمير حمزة على جرح فرهود فرآه غير بالغ، فسلمه إلى أسطون الطبيب ليعالجه.

جمع الأمير إليه السادات وقال لهم: {لا بد في الغد أن يبرز {رعد المنقش} إلى ساحة الميدان، وأريد أن أبرز إليه أنا، ولا أريد أن يسبقني أحد منكم، وأخاف أن تصابوا منه بسوء}، فقال له {الاندهوق}: {نخاف عليك نحن ولا نخاف على أرواحنا، لأنه إذا أصابك أمر، تفرق الفرسان وانفرطت سبحة العرب، وأما إذا قتلنا كلنا فلا أسف علينا}.

هنا قال الأمير اليوناني: {أقسمت بالله العظيم يا جداه ألا أدع أحداً منكم يبرز إليه سواي، وقد سألتني أمي في ذلك وحركتني إليه، منذ أيام، وهي تقول لي: لا تدع أحداً غيرك يبارزه غداً، فإذا قتلته نلت الفخر العظيم}، فزجره الأمير حمزة وقال: {لا أسمح لك ولا لغيرك بذلك، فإني اختبرت رعداً وتأكدت ألا أحد يقتله سواي}.

وهنا قال {رستم}: {عند الصباح قفوا أمام السلطان {قباط} واسألوه أن يأذن لأي فارس منكم إلى البراز، فمن ألهمته العناية أمره بالبراز، وما زال لنا ملك فهو الولي، والحاكم يفعل ما يريد ويختار}.

 استصوب الجميع هذا الرأي وباتوا إلى الصباح وفيه ركب {رعد المنقش} وبرز إلى الميدان والملك {كسرى} يأمل الفوز والنجاح على يده، وصار {بختك} يعده ويقول له: {في هذا اليوم لا بد لحمزة من المبارزة فإذا التقى به رعد قتله وضرب قومه}.

الفلاح العيار

وبينما كان رعد في وسط الميدان يصول ويجول ويشتم فرسان العرب ويطلب إليهم النزال، تقدم الأمير والسادات بين يدي الملك وسألوه أن يأمر أحدهم بالنزال، وقبل أن يختار واحداً منهم سمع صوتاً من بين الأعجام، فمال بنظره إلى هناك وإذا به يرى جيش الأعجام قد انفتح وخرج منه غلام فوق جواد أدهم، كأنه الليل الحالك، وعلى ذاك الغلام من العدد ما يبهر النظر، وبين يديه غلام آخر أحمر اللون سريع الجري يدور حول الجواد، فأطلق ذلك الفارس لجواده العنان، فطار به من أول الميدان إلى آخره، ثم عاد في جريه من حيث أتى حتى حمى الجواد، ووقف في الوسط، وأشار إلى عساكر العرب بالسلام، والفرسان ينظرون إليه ويتعجبون من أعماله .

لا يعلمون من هو ولا يدركون مقصده، ومع أنه خرج من بين الأعجام، أشار بالسلام والتحية بسيفه إليهم وكان أكثر العجب من العيار الصغير الذي كان بركابه، لأنه كان يسبق الجواد في الجري فيفوته كثيراً ثم يدور حواليه ويضع يده على ركبتيه، وبعدما حيا العرب، هجم على {رعد} هجوم الأسود من دون أن يبدي كلمة أو يتفوه بجواب أو سؤال، ورأى الأمير حمزة إلى هذا الغلام فانعطف قلبه إليه ورآه أبيض الوجه لا نبات بعارضيه، فخاف أن يقتله {رعد} فتقدم إلى أول الميدان والتفت إلى {عمر} ليبعث به إلى الغلام ويسأله عنه، فوجده قد صار في وسط الميدان، وكان عمر قد رأى الغلام العيار وتعجب من أعماله واحتار من أمر الفارس الذي معه، فقصد أن يكتشف الخبر، فدنا من المذكور وقال له: {من هذا الفارس وإلى من ينتسب من القبائل؟}.

فقال له: {دعك من هذا السؤال فلا أجيبك عنه ولا تشغلني عن سيدي}. ثم تركه وركض حول المتقاتلين، فركض خلفه عمر وجعلا يدوران حولهما، الواحد يطارد الآخر، وعمر يركض خلفه، ولا يقدران على الإمساك، وكلما أراد أن يعدل عنه ويقف منتظراً النهاية لا يطيعه قلبه، فيدنو منه، فيعود إلى الجري حول الجوادين، والحرب شديدة بين الغلام و{رعد المنقش}، ويبذل كل واحد منهما جهده ويظهر من الشجاعة ما عنده.

تقصفت في أيديهما الرماح وعمدا إلى البيض الصفاح، وصحبهما الغبار وكاد يخفيهما عن الأنظار، وهما تارة يفترقان وطوراً يجتمعان كأنهما جبلان عظيمان، وقد حيرا بقتالهما النواظر وأشعلا الخواطر. في البداية، كان حمزة خائفاً على الغلام إلا أنه لما رآه يصول ويجول ويطعن طعنات الجبابرة الفحول، علم أنه فارس صنديد، فاطمأن باله ولكنه مال شوقاً إلى معرفة أصله وفصله، وتقدم إلى الأمام ليقف قريباً منه، وتقدم معه فرسان العرب وعساكرهم، ورأى الأعجام إلى ذلك، فتقدموا هم أيضاً، ولم يبق من المسافة بين الفريقين إلا مقدار رمحين، وكل واحد ينتظر نتيجة هذه المبارزة، ويتمنى لفارسه النصر والإنجاز.  بقي الفارسان في صدام وعراك وقتال وانهماك حتى سبح من تحتهما العرق كالبحور الزاخرة.

هروب كسرى

دخل {عمر العيار} والغلام الأحمر في مشاحنة وجدال، و{عمر} لا يقدر أن يأخذ منه حقاً أو باطلا، ولا عرف من هو ولا من الفارس الذي كان يقاتل {رعد المنقش}، ولم يعد الأمير حمزة ينظر إلى اليمين أو اليسار، وحصر كل نظره بالغلام، ولو لم يكن مع خصمه في القتال لرمى بنفسه إليه، وقد أعجبه قتاله كثيراً وتحير من أعماله.

 وبينما الأمير حمزة يحدق به وجميع فرسان العرب ينظرون إليه، لا سيما {الأمير رستم}، أسند رمحه إلى الأرض وألقى برأسه عليه وجعل يمعن فيه ويتأمل في أحواله، وإذا بالغلام المذكور صاح بصوت عظيم ارتجت منه الجبال والوديان واضطرب له العسكران، وأشهر بيده الحسام حتى بان ما تحت إبطه، وضايق خصمه كل المضايقة وأرسل إليه ضربة قاضية قاطعة، وقال بأعلى صوته: {خذها ضربة فاصلة من يد {سعد الطوقي} بن الأمير {حمزة البهلوان} من {لوعة القلوب} جوهرة النسوان}.

وقع السيف على طارقة {رعد المنقش} فبراها كما يبري الكاتب القلم وشط السيف على رقبة {رعد} فقصعها إلى حد وسطه ومال إلى الأرض قتيلاً، ولما سمع العرب هذا النداء وتأكدوا أنه ابن الأمير حمزة صفقوا من الفرح والسرور ولا سيما الأمير، فطار قلبه شعاعاً وسقطت الدموع من عينيه فرحاً بابنه، وعند سماعه ذكر {لوعة القلوب} بنت الملك قماصيا زوجته التي فقدت منه، أراد أن يرتمي على ولده ليقبله، فرآه قد خاض في عساكر الأعجام وحمل عليهم حمل الأسد الضرغام.

وأما الأمير {رستم} فطرح بنفسه أمام أخيه وجعل يقاتل حوله خوفاً عليه لأنه تعب، فبدد المواكب وفرق الكتائب، وهو ينادي: {تمهل يا أخي سعد فقد جاءك أخوك رستم}، فبدأ يقاتل والفرسان يطيرون بين يديه وهو يمددهم على بساط الأرض، وكذلك العرب حملوا بأجمعهم وقصدوا نهاية العمل في ذاك اليوم.

وأخذ العجم في القتال والتأخر إلى الوراء منتظرين المساء، وقد وقع {كسرى} في الارتباك وأيقن بالهلاك، وفيما هم على مثل ذاك، وإذ سمعوا أصوات جيوش مقبلة هجمت على مؤخرة الفرسة، وحملت عليها، وأشعلت ضرب الحسام، لم يرَ كسرى بداً من الهرب، فأمر حراسه أن يطيروا به في جنبات الفلاة قبل أن يقع في يد الأعداء، فحملوه وطاروا به في الآفاق، وبعدوا عن الخطر، ولحق به باقي الرجال والعساكر، وقوم العرب يضربون إلى المساء حتى أهلكوا جانباً عظيماً، وملأوا الأرض من أجسادهم، وبعد ذلك رجعوا مسرورين.

ألتقى الأمير بولده {سعد الطوقي بن لوعة القلوب}، فرمى بنفسه عليه وجعل يقبله وسلم عليه، وكذلك فعل إخوته وباقي العرب، وحينئذ وصلت {لوعة القلوب} وجاريتها {فانوس}، لأنهما جاءتا مع العساكر الذين حملوا في مؤخرة الأعجام، وعرف {عمر العيار} أن الغلام الأحمر هو ابنه من {فانوس} واسمه {الشاه ذئب} فدنا منه، وقبّل وجناته وسلم عليه وقال له: {كيف لم تقل إنك ابني وعذبتني كثيراً}، قال: {لم أكن أعرف أنك أبي ولا أريد أن يعرفني العرب قبل أن تعرف سيدي سعداً}.

بعد ذلك عاد العرب إلى الخيام وهم يضربون بالدفوف وينشدون نشائد الأفراح ويلعبون ويمرحون، وقد حكت {لوعة القلوب} للأمير قصتها وما جرى معها وما لاقت بعد فراقه، فأعد لها مكاناً بين نسائه، وجاءت النساء فسلمن عليها ورحبن بها، وكان {الأمير رستم} و{الأمير عمر اليوناني} وباقي الفرسان، مسرورين من الأمير سعد، وهم يكثرون من السلام عليه والثناء على شجاعته.

لوعة القلوب

تزوجت {لوعة القلوب} الأمير وحملت منه، لكنها أخذت أسيرة لدى إحدى القبائل، إلى أن صادف أن أحد الأمراء المجاورين واسمه {طوقاب}، أغار بقومه على تلك القرى وقتل شيخ القرية وأهلها، ومن جملة من هرب {لوعة القلوب} و}فانوس} خوفاً من أن يسبيهما الأعداء، ولم تتمكن من أخذ ولدها، وقد خطر لهما أن تعودا بعد جلاء الأعداء.

 كان بين قوم {طوقاب} رجل اسمه بيرم الحداد ولم يكن له أولاد، فدخل البيت الذي كانت فيه {لوعة القلوب}، فحن قلبه لها وحدثته نفسه أن يأخذها وولدها إلى امرأته لتربيه، فرحت {لوعة القلوب} لأن بيرم الحداد أخذ ابنها سعدا وابن جاريتها إلى امرأته لتربيهما.

 وأحضرت لهما المراضع وهما يكبران ويترعرعان، حتى صار عمر الواحد أربع سنوات، وكان {الأمير سعد} جميل الخلقة بديع المنظر حسن التركيب، يظهر للرائي أنه من أولاد الملوك، وذات يوم صادف أن {الأمير طوقاب} كان ماراً في أحد الطرقات، فنظر إلى هذين الغلامين يلعبان، فتعجب منهما وقال: {لا بد من أن يكونا من أولاد الأمراء أو الملوك}، ومال إلى {الأمير سعد} كثيراً، وسأل عنهما، فقيل له إنهما أولاد بيرم الحداد، فدعاه إليه وقال له: {أصحيح إن هذين الغلامين لك}، قال: {نعم هما ولداي}.

فقال: {حان زمان تهذيبهما وتربيتهما وأريد منك أن تسلمني أياهما لأضع لهما المعلمين وفي نيتي أن أجعل لهما شأناً وأعلم الأبيض فنون الحرب}، فلم يسع {بيرم} المخالفة ولا الامتناع، وتمنى ذلك، وقال إن علم الحرب ضروري لهما لأنهما من أولاد أمراء هذا الزمان وفرسانه.

وفي تلك الأيام كان ابن شيخ القرية التي أخذ منها الأمير سعد قد كبر واشتد ساعده وخرج فارساً مجيداً، وعرف أن الأمير {طوقاب} قد قتل أباه، فجمع رجال قريته ورجال القرى المجاورة، وألف جيشاً عظيماً، وسار به قاصداً أخذ الثأر من {طوقاب}، إلى أن وصل إلى بلده فحاربه وقتله وحاصر المدينة.

حينئذ قال لهم الأمير سعد: {إذا خلصتكم من الأعداء وأفرجت عن المدينة هل تسلّمون إليّ الحكم عوضاً عن الأمير طوقاب، فوعدوه بذلك، وأخذ عليهم العهود والمواثيق، ومن ثم ركب وسار وفتح أبواب المدينة وانتخب له جماعة من أصحابه الذين كان يعرفهم ويعتمد عليهم. وبعدما بارز ابن شيخ القرية قتله وأعدمه الحياة وهرب قومه، ومن ذلك اليوم صار الحاكم على البلد، وأحبه الجميع وفرحوا به، وتوسموا الخير، بسببه وأصبح بيرم الحداد صاحب القول والكلام لأنه أبو {الأمير سعد}.

هذا ما كان من الأمير سعد وأما ما كان من {لوعة القلوب} فبعدما هربت مع جاريتها، عادت إلى القرية وفتشت عن ابنها، فلم تره فبكت كثيراً وحزنت كثيراً، وكذلك جاريتها فانوس، وظنتا كل الظن أن الأعداء داسوهما أو ألقوهما في الأزقة لأنهما من أولاد أعدائهم، ولبستا السواد وصرفتا أكثر الأيام على البكاء والنواح، وهما تبيعان من مصاغهما وتصرفان، بحكمة.

قطعت {لوعة القلوب} الرجاء من ملاقاة ولدها وزوجها وأهلها، أيضاً، وحين ذهب ابن شيخ القرية إلى {الأمير طوقاب} وقتل هو من ابنها ورجع رجال القرية منهزمين مشتتين، وصاروا يتكلمون بشأن {الأمير سعد} ويصفونه بالشجاعة، وكيف أنه كالأسد الكاسر قدر على قتل قائدهم، ومعه غلام أحمر الوجه لا يفارقه، على الدوام، فكانت تسمع من الناس مثل هذا الكلام وقلبها يتحرق إلى النظر إليه، وهي لا تعلم إن كان ابنها أم لا.

وفي ذات ليلة قالت لجاريتها: {قلبي يحدثني أن أسير إلى مدينة {طوقاب} وأنظر إلى هذا الفارس الذي أسمع عنه القصص، فما هو إلا من العرب، لأن هذه الأعمال أعمال العرب، عساي أقدر أن أتوصل إلى ولدي أو زوجي}.

وبعد أيام حملتا ما يلزمهما من الثياب وسارتا من مكان إلى مكان ومن قرية إلى قرية حتى وصلتا إلى المدينة، فدارتا في أسواقها تفتشان عن مكان للمبيت، فصادفت العناية أن مرّ الأمير سعد، وبين يديه {الشاه ذئب}، ورأته {لوعة القلوب}، فلم تخف عليها حالته لأنها ربته وثبتت هيئته في قلبها، فضلاً عن أن كل قلبها وجوارحها قد حنت إليه، ولم يسعها الصبر والسؤال، بل صاحت من صميم قلبها صياح الفرح، ووقعت إلى الأرض خائرة القوى والحيل، وكذلك فانوس، تأكدت من ولدها وعرفته، فجعلت تصيح على غير وعي وتنادي: {ولداه قد عادك إليّ الزمان}.

الأمير حمزة البهلوان (6- 10) سلام محفوف بالخطر بين العرب والفرس

الأمير حمزة البهلوان (5- 10) الأمير حمزة يتزوج ابنة ملك الفرس

يُحكى أن... الأمير حمزة البهلوان (4- 10) جنود حمزة يستولون على ذخائر الفرس

الأمير حمزة البهلوان (3- 10) ابنة النعمان تحارب الأمير وتقتل أحد رجاله

الأمير حمزة البهلوان (2 - 10) حمزة يصارع الأسود في طريقه إلى {الحيرة}

يُحكى أن... الأمير حمزة البهلوان (1 - 10): ملك الفرس يفقد عرشه في {المنام}

back to top