في حديث جانبي مع بعض الإخوة ثار بيننا جدل حول الآلية التي يمكن للحكومة التعامل بها مع المجلس في المرحلة القادمة، وعن قدرتها على تطبيق شعار الإصلاح والتنمية، وقدرتها على تجاوز الإخفاقات السابقة.

Ad

بعيداً عن فكرة التعديل الوزاري، لأنها غير مجدية في نظري مهما كانت كفاءة الوزراء الجدد المرشحين للدخول، فهم لن يستطيعوا تنفيذ رؤيتهم الإصلاحية ما لم تتغير رؤية مجلس الوزراء كمؤسسة تعي دورها السياسي والتنفيذي من خلال تحديث طريقة عملها، ومراجعة أدائها، والبدء بتنفيذ آلية الرقابة والتقييم الذاتي بعيداً عن كل أنواع المجاملات.

الحكومة مسؤولة عن خطة التنمية وتقديم برامج عمل واضحة، وعلى كل وزير أن يعرف دوره ودور وزارته والمؤسسات التابعة له ضمن أهداف محددة معرفة مقنعة ببرنامج زمني وتكلفة مالية تتناسب مع تلك الأهداف، وإلا فإن المشهد التنموي سيظل كما هو ولن تتغير الحال.

لم يعد من المقبول الحديث عن تعثر مسار التنمية تحت ذريعة استمرار التوتر السياسي الذي سيستمر مسايراً لمراحل التطور الديمقراطي ليس في الكويت فحسب، لكن حتى على أعتاب ديمقراطيات العالم أيضاً، لذا يجب ألا تجزع الحكومة من وجود معارضة سواء من داخل المجلس أو من خارجه، ففي كلتا الحالتين الأمر صحي.

الحل في نزع فتيل التأزيم القادم تقع مسؤوليته بالدرجة الأولى على الحكومة، فبعد أن لوَّح أكثر من نائب باستجواب الحكومة ومن ضمنهم رئيسها، هنا يجب أخذ هذا التهديد على محمل الجد، فسمو الرئيس مسؤول عن السياسة العامة للدولة، وبرنامج عمل الحكومة من ضمنها، لذا على الوزيرة رولا أن تقدم برنامج العمل قبل أن يعود مجلس الأمة إلى الانعقاد، فالشارع قبل النواب يطالب به لمعرفة مدى جدية الحكومة في الإصلاح.

أحلام كويتية:

- متى يلتقي الشعب والحكومة حول بناء الكويت والنهوض بها ضمن رؤية وطنية يعرف كل واحد دوره ومهمته كما فعلت شعوب اليابان وسنغافورة وغيرها من الدول التي وضعت نفسها ضمن خارطة الدول المتقدمة؟

- الشعوب تنهض بالتعليم، والأمل كبير في الوزير أن يفتح الباب على مصراعيه علمياً بعد أن يتم فتحه إدارياً عبر إلزام المؤسسات التعليمية بوضع خطتها للمرحلة القادمة في إطار الجودة العالمية.

استفسار:

وزارة الأشغال فيها حركة كبيرة، وهناك مشاريع وبنى تحتية عملاقة، وهو جهد جبار لا شك فيه، لكن نريد أن يصاحبه توعية للمواطن وشرح لسير تلك المشاريع ونسب الإنجاز وتكاليفها على ميزانية الدولة ومتى سيتم الانتهاء منها.

خاتمة:

أول الغيث وبداية الحلم قد يكون في خطة التنمية التي ننتظرها على أحر من الجمر، والتي نأمل أن تكون على مستوى الطموح.

ودمتم سالمين.