«أيقونات وتحولات} الرواد والشباب في القاهرة
تكثيف الألوان ومشاعر الحنين في لوحات طه حسين
شهدت القاهرة أخيراً عدداً من معارض الفن التشكيلي التي أقيمت متزامنة لرواد وشباب التشكيليين وهي {أيقونات في مدونات} للفنان د. محمد طه حسين، و{تحولات} للفنانة د. فاطمة عبد الرحمن، ومعرض استيعادي للراحل د. محسن شعلان، حضرها لفيف من النقاد ومحبي الفنون الجميلة.
شهدت القاهرة أخيراً عدداً من معارض الفن التشكيلي التي أقيمت متزامنة لرواد وشباب التشكيليين وهي {أيقونات في مدونات} للفنان د. محمد طه حسين، و{تحولات} للفنانة د. فاطمة عبد الرحمن، ومعرض استيعادي للراحل د. محسن شعلان، حضرها لفيف من النقاد ومحبي الفنون الجميلة.
استضافت قاعة أحمد صبري في مركز الجزيرة للفنون في القاهرة معرض {أيقونات}، الذي عبرت لوحاته عن تفاعل عفوي مع تداعيات ثورة 25 يناير، ورؤية عميقة لفنان عاصر حقباً تاريخية تجاوزت نصف قرن.لفت رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية د. صلاح المليجي أن {أيقونات} أحد أهم معارض الموسم الراهن، لما يُمثله الفنان القدير محمد طه حسين من قيمة إبداعية، ومشواره الفني يترجم حبه للحياة والعطاء بلا حدود للفن ولكل من حوله من زملائه وتلامذته.
أوضح المليجي أن حسين يملك طاقات إبداعية هائلة، ساعدته على تنوع مجالات إبداعه، فهو الخزاف والرسام والمصور والنحات والأكاديمي مُربي الأجيال، وفي لوحاته الأخيرة يباغت جمهوره بعرض غير تقليدي.جسد {أيقونات في مدونات}، موجة جديدة من إبداع حسين كأحد رواد المدرسة التعبيرية، واستعادة حضور لوحاته شديدة الذاتية، والمتناغمة مع تكثيف الألوان والمشاعر، ورؤية تصطدم بسلبيات الواقع، وتعيد تشكيله.وتفاعلت لوحات {أيقونات} مع خيالات وخطوط وشخصيات ورموز، وبلورت صورة حسية لعقل ووجدان الفنان، ومواكبته لمعطيات لحظات متجددة، وتوهج الذاكرة في فضاء الحنين إلى ماض بعيد. يذكر أن الفنان د. محمد طه حسين (84 عاما)، أحد رواد الإبداع الفني المعاصر، وخلال نشأته في حي الأزهر في القاهرة، شغف بالفن الإسلامي، لا سيما {الحروفية}، وتفاعلت أعماله مع الموروث الحضاري، والاتجاه الحداثي في الفن.قطرات ملونةاستضافت قاعة الباب في متحف الفن المصري الحديث معرض {تحولات} للفنانة فاطمة عبد الرحمن، وضم لوحات جدلية بين الإنسان والنبات، تميزت بالاختزال التعبيري والتنوع في الإيقاع الحسي، وارتياد فضاء جمالي مغاير.أشاد الحضور بتقنيات {تحولات}، ومعايشة الفنانة لتجربة بالغة الرهافة، وتنوع خامات الريشة والحبر، وتعبير اللوحات عن عوالم سحرية، واستدعائها عبر قطرات ملونة.من جهتها، قالت الناقدة د. هبة عزت الهواري: {رأيت في {تحولات} تلك الطبقات التاريخية من دراسة الطبيعة النباتية، وإتقان اللغة التي تتحقق بها تلك العناصر في البيئة الواقعية، ثم صهرها في درجات عالية من التأمل والعشق، والتوافق مع الطبيعة البكر}. يذكر أن فاطمة عبدالرحمن أحد الوجوه التشكيلية الشابة، وحاصلة على دكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة من كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان عام 2008، وتعمل مدرس في كلية الفنون الجميلة قسم الغرافيك. وللفنانة ستة معارض خاصة، ومشاركات فنية عدة في معارض وفعاليات جماعية ودولية، وهي نالت جوائز كثيرة من بينها الجائزة الأولى في الرسم من صالون الشباب الثامن 1996، وجائزة الاقتناء الدولية في ترينالي شاماليير الدولي في فرنسا 1997.ولها مقتنيات خاصة لدى بعض الأفراد في القاهرة والخارج، ورسمية في متحف الفن المصري الحديث ومكتبة الإسكندرية ومتحف الشارقة للفنون ومتحف شاماليير في فرنسا. تجربة مأساويةاحتفت الأوساط الثقافية المصرية أيضاً بمعرض استيعادي للراحل محسن شعلان، حيث جسدت اللوحات أصداء تجربة مأساوية عاشها الفنان قبل رحيله بسنوات قليلة.ضم المعرض مجموعة كبيرة من أعمال شعلان، ولوحات تعرض للمرة الأولى، تنوعت بين زيتية وبين أبيض وأسود، و{اسكتشات} تلقائية من وحي لحظات قاسية خلف القضبان.استلهم شعلان في إحدى لوحاته أسطورة سيزيف، وجسد مواجهته لأشكال من الغبن، واستبدل الصخرة {السيزيفية} بقطط سوداء، وفضاء بلون رمال الصحراء، وإطار فارغ معلق على جبل الصعود والهبوط الأبدي. في مزج فريد بين البورتريه والتكثيف التعبيري، استحضر شعلان صورة الرسام فان غوغ، بينما اصطحب شرطي فناناً آخر، ومشى خلفهما قط أسود، وتبدو اللوحة كمشهد مأساوي، ولمحات من تجربة ذاتية أليمة.تتابع حضور لوحات الراحل محسن شعلان، واستعادة فضاء الجرح الغائر في ذات فنان متفرد، وتجربة السجن على خلفية اتهامه بالإهمال، بعد واقعة سرقة لوحة {زهرة الخشخاش} عام 2010.يذكر أن الفنان الراحل محسن شعلان (1951 ـ 2014)، أحد أبرز الوجوه التشكيلية المصرية، وله معارض مصرية ودولية، ومقتنيات عدة لدى أفراد ومتاحف وهيئات عربية.