تحت كثير من اللافتات الضخمة التي تحمل وجه أحد مرشحي الرئاسة المصرية في ميدان التحرير، تتحرك كثير من الوجوه الشاحبة والأجساد الهزيلة التي تنتشر بكثافة على الأرصفة وفي الحدائق العامة وأسفل الكباري بحثاً عن لقمة خبز.
"علي البرنس" واحد من أطفال الشوارع الذين قدَّر عددهم تقرير أخير لمنظمة "اليونيسيف" بنحو مليونين، وهو الرقم الذي أثار جدلاً، حيث قدرهم المجلس الأعلى للطفولة والأمومة بنحو 15 ألفاً فقط، في حين باتت قوات الأمن المصرية تشكو من عمل هؤلاء الأطفال كمتظاهرين مأجورين.علي، يظهر في الشارع، وهو يدندن أغنية "أنا تُهت مني أنا مش عارفني أنا مش أنا"، متجوِّلاً بين المقاهي، مرتدياًً ملابس رثَّة بوجه مُلطج بالأوساخ، يلف على الجالسين ليسألهم لقمة طيبة أو شربة ماء، من دون أن يجد مؤسسة رعاية اجتماعية تحميه من الضياع.فبعد 5 أعوام من التجوال بحثاً عن مأوى وعن طعام، لا يزال الطفل الذي لم يتجاوز العاشرة، يتسوَّل لجني القليل من المال، لكنه رغم ذلك يستطيع أن يتحدَّث بفخر: "أنا أكتر طفل شوارع محترم لأنني لا أشرب المخدرات ولا أدخن، كل اللي عايزه إني أكون راجل محترم".وبحسب مدير جمعية "قرية الأمل" محمود الشيخ، إحدى أقدم المؤسسات عملاً في هذا المجال، فإن الجمعية تعمل على إعادة تأهيل كامل لنحو 6000 طفل سنوياً، لترسيخ المبادئ والقيم داخلهم، من خلال الأنشطة وورش العمل، ويعترف الشيخ، أن الجمعية تعمل في ظل ظلمة حالكة وأوضاع بائسة، لكنه يقرّ أن هناك نماذج إيجابية من أطفال الشوارع، تخرَّجت في الجامعات، لكن زيادة أعدادهم تجعل منهم قنبلة اجتماعية موقوتة، قد تنفجر في وجه الحكومة. الباحث في جمعية حقوق الطفل "هاني هلال"، يعتقد أن تقرير اليونيسيف مُبالغ فيه لصعوبة حصر أعداد أطفال الشوارع نتيجة تحركهم من محافظة إلى أخرى، لكن هلال، اعتبر أن غياب تواصل "المجلس القومي" الذي يمثل الجهة الحكومية مع منظمات المجتمع المدني، يفصل الاثنين عن طرح حلول ومشاريع لإنهاء ظاهرة أطفال الشوارع، وأضاف "الأمر الذي قد يطيل من بقاء الأطفال تحت رحمة الجوع والفقر وغياب المأوى".
دوليات
أطفال الشوارع... قنبلة موقوتة في وجه الحكومة
05-05-2014