اتفاق "إعادة فرز أصوات" تاريخي بين مرشحي الرئاسة الأفغانية

نشر في 13-07-2014 | 13:48
آخر تحديث 13-07-2014 | 13:48
No Image Caption
توصل المرشحان في الانتخابات الرئاسية الأفغانية إلى اتفاق تاريخي لإعادة فرز ثمانية ملايين صوت لتسوية الخلاف حول نتائج الاقتراع بعد يومين على تكثيف وزير الخارجية الأميركي جون كيري جهوده الدبلوماسية.

وأعلن كيري ذلك فجأة خلال مؤتمر صحافي عقده السبت في مقر الأمم المتحدة في كابول بعد ساعات من الانتظار، موضحاً بأن عملية إعادة الفرز ستـبدأ خلال الساعات الـ 24 المقبلة.

وتعهد المرشحان بالالتزام بنتائج عملية الفرز وأن الفائز سيُعلن رئيساً مقبلاً لأفغانستان وسيسعى على الفور إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأول الأصوات التي سيُعاد فرزها ستكون في كابول في حين ستنقل صناديق الاقتراع من كافة أرجاء البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة من قوة الحلف الأطلسي وقوات الأمن الأفغانية إلى العاصمة الأفغانية وستوضع تحت حماية أمنية.

وتصافح المرشحان وكيري في نهاية المؤتمر الصحافي بعد التوصل إلى الاتفاق الذي أتى إثر مخاوف من اندلاع أعمال عنف أثنية جديدة.

وأغرق المأزق في اختيار الفائز لخلافة الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي أفغانستان في أزمة سياسية ونسف آمال واشنطن في عملية سهلة لنقل السلطة في وقت تسعى إلى سحب قواتها من البلاد بحلول نهاية 2016.

والنتائج الأولية في الدورة الثانية من الاقتراع التي نشرت الأثنين أظهرت تقدم أشرف غني، لكن عبدالله عبدالله أعلن فوزه مؤكداً على أن عمليات غش على نطاق واسع سلبت منه هذا الفوز.

وقال كيري خلال المؤتمر الصحافي الذي تأخر عن موعده ست ساعات أن "المرشحين تعهدا بالمشاركة والالتزام بنتائج عملية إعادة فرز الأصوات وسيتم التدقيق في كافة الأصوات أي نسبة مئة بالمئة".

وأضاف أن "هذا أقوى دليل على أن المرشحين يرغبان في إضفاء شرعية على الاقتراع والديموقراطية في أفغانستان"، واوضح بأن "الفائز سيُعلن رئيساً وسيشكل على الفور حكومة وحدة وطنية".

لكن عملية اعادة فرز الأصوات ستستغرق وقتاً، وأكد كيري أن كرزاي وافق على تأجيل حفل التنصيب المقرر في الثاني من أغسطس، وقال كيري "احترمنا مطالب المرشحين وسيتم التدقيق في الأصوات وفقاً لأعلى المعايير الدولية".

وغني خبير الاقتصاد السابق في البنك الدولي الذي تقدم عليه عبدالله بفارق كبير خلال الدورة الأولى في أبريل، دعا الأفغان إلى التحلي بالصبر، وقال "سنحترم إرادة الشعب ولن نقبل ولا بصوت واحد مزور".

وقال عبدالله من جهته إن الجانبين توصلا إلى "اتفاق تقني وسياسي"، وأضاف "آمل في أن يكون ذلك في مصلحة الشعب الأفغاني".

وهنأ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ المرشحين على "إعطاء أولوية لمصلحة الشعب الأفغاني"، وقال "آمل في أن تعيد عملية إعادة فرز الأصوات ثقة الأفغان بالعملية الانتخابية ونتائجها".

وأثار إعلان عبدالله فوزه الاثنين توتراً وحمل واشنطن على التحذير من أن العنف سيؤدي إلى وقف المساعدة الأميركية لأفغانستان.

وكرزاي الذي يمنعه الدستور من الترشح لولاية جديدة بقي حيادياً في الخلاف لكن أنصار عبدالله اتهموه بدعم غني.

وقال السبت "أرحب وأدعم هذا الإعلان وآمل أن يُعاد فرز الأصوات بنسبة 100% في أقرب فرصة".

وطلب رئيس بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان يان كوبيس السبت من المنظمات الدولية أن "تسارع" إلى إرسال مراقبين يتولون التدقيق في كل بطاقات التصويت في الانتخابات الرئاسية الأفغانية.

فعودة التوترات الأثنية في بلد لا يزال ضحية تمرد حركة طالبان، قد تحيي شبح الحرب الأهلية في التسعينات التي سبقت وصول طالبان إلى السلطة في 1996.

وأشرف غني وهو من الباشتون يحظى بدعم هذه الأثنية التي تشكل الغالبية في الجنوب، بينما يحظى عبدالله عبدالله ورغم أن والده باشتوني، بدعم الطاجيك في الشمال.

وبعد 13 عاماً على الغزو الأميركي في 2001 الذي أطاح نظام طالبان تسعى كافة الأطراف إلى الحفاظ على المكاسب مثل نسبة التعليم وحقوق المرأة.

لكن القوات الأفغانية تعلم أنها ستواجه حركة تمرد وحدها بعد انسحاب القوات الدولية من هذا البلد.

كما تريد واشنطن توقيع اتفاق حول حماية القوات الأميركية التي ستبقى في البلاد حتى نهاية 2016.

back to top