أبدت مصادر صحية مطلعة تخوفها من محاولات الالتفاف على قرار وزير الصحة بوقف إدخال الطعم السداسي حتى إشعار آخر، مستغربة من إصرار اللجنة الوطنية للخطة العامة للتمنيع على إدخال طعوم جديدة رغم علمها بعدم وجود نظام لرصد الطعوم.

Ad

اعترفت وزارة الصحة، على لسان أحد مسؤوليها الوقائيين، بأنه لا توجد لديها آلية لمتابعة مضاعفات التطعيم.

وكشف تقرير حديث، حصلت «الجريدة» على نسخة منه، أنه في السابق كانت هناك آلية مقترحة تم تقديمها إلى لجنة الطعوم عام 2006، لكن لم يتم تطبيقها لأسباب غير معروفة.

أما رئيس وحدة الأوبئة فتقدم بمذكرة تتضمن متطلبات نجاح ترصد الآثار الجانبية للتطعيم في الكويت، واشتملت من وجهة نظره على عدة نقاط، منها توفير الاحتياجات من العمالة والإمكانات لوحدة الأوبئة بقسم مكافحة الأمراض التابع لإدارة الصحة العامة، وإصدار تشريعات وقوانين، إلى جانب التدريب والميزانيات، وأخيرا تفعيل دور اللجنة الوطنية للخطة العامة للتمنيع.

وبعد مناقشة مستفيضة لهذا الموضوع، في الاجتماع الثاني للجنة الوطنية للخطة العامة للتمنيع، المنعقد في 23 يونيو الماضي، برئاسة وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصحة العامة، اتفقت اللجنة على إعطاء هذا الموضوع مزيدا من الدراسة، والاطلاع على تجارب دول مجلس التعاون في هذا المجال، خصوصا البحرين وعمان.

وأعربت مصادر صحية مطلعة عن دهشتها واستغرابها من عدم وجود نظام حتى الآن لمتابعة مضاعفات التطعيم، وسياسة لجمع وتسجيل معلومات عن تلك المضاعفات، رغم قرارات اللجنة الاستشارية العالمية للطعوم التابعة لمنظمة الصحة العالمية (SAGE)، بشأن أهمية ترصد الآثار الجانبية للطعوم، خصوصا أن تقييم أي طعم يتوقف على وجود هذا النظام لأن التطعيمات مثل الأدوية لها آثار جانبية ومضاعفات.

وتسببت المضاعفات في سحبها من الأسواق ووقف إعطائها للأطفال وتعليق تسجيلها في بعض الدول، وهو ما استند إليه وزير الصحة د. علي العبيدي في إصدار القرار الوزاري رقم 30 لسنة 2014 بتاريخ 6 مارس الماضي، والذي نص على إيقاف العمل بالقرار الوزاري رقم 306 لسنة 2013، الذي كان يتضمن إدخال الطعم السداسي للأطفال دون الاستناد إلى دراسات علمية متكاملة حول مدى مأمونيته. وقد أحدث هذا القرار ردود فعل إيجابية بين الأوساط الطبية نظرا لأهمية حماية الأطفال من مضاعفات أي طعوم جديدة قبل الاستعجال بإدخالها ضمن جداول التطعيم.

في السياق ذاته، علمت «الجريدة» أن رئيس وحدة الأوبئة طلب مهلة من اللجنة مدة أسبوعين، حيث إنه بصدد إعداد تقرير لمناقشة الموضوع في اجتماع اللجنة المقرر غدا الثلاثاء، في محاولة للالتفاف على قرار وزير الصحة بوقف إدخال الطعم السداسي حتى إشعار آخر، واستغربت الأوساط إصرار اللجنة على إدخال طعوم جديدة رغم علمها بعدم وجود نظام لرصد الطعوم.