مفاوضات «النووي» على المحك وسط تبادل الاتهامات

نشر في 13-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 13-11-2013 | 00:02
No Image Caption
● كيري يؤكد التردد الإيراني ● ظريف يدعو الخليج إلى عدم القلق ● تفتيش «آراك» قبل 11 ديسمبر
ألقى تبادل الاتهامات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن المسؤولية عن فشل المفاوضات المكثفة التي جرت في جنيف قبل أيام بظلال كثيفة على الجولة الجديدة المرتقبة في 20 نوفمبر، والتي سبقها الاتفاق المهم بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية والقاضي بالسماح بتفتيش مواقع يشتبه الغرب في أنها في طور إنتاج السلاح النووي.

رد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس على نظيره الأميركي جون كيري وحمل الانقسامات الغربية مسؤولية فشل المحادثات التي جرت في جنيف في مطلع الأسبوع بشأن برنامج طهران النووي، مشدداً على أن «إلقاء اللوم على إيران لن يؤدي إلا إلى تقويض الثقة في المفاوضات» التي تستأنف في 20 نوفمبر الجاري.

وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإيران عملت معاً طوال أشهر لوضع اقتراح يساعد على إنهاء مواجهة مستمرة منذ عشر سنوات حول برنامج ايران النووي، لكن المحادثات التي جرت في جنيف بين ايران والقوى الست انتهت يوم السبت الماضي دون التوصل الى اتفاق.

وألمح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى أن بلاده لن تقبل اتفاقا ضعيفا مع ايران. وفي بادئ الأمر غضب دبلوماسيون من دول غربية أخرى واتهموا فرنسا بالاستعراض والتسبب في مشاكل غير ضرورية في المحادثات، لكن وزير الخارجية الأميركي، في تصريحات أدلى بها أمس الأول في أبوظبي وجدة أمس في حوار خاص مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن القوى الست كانت «متحدة يوم السبت حين قدمنا عرضاً للإيرانيين ووافق عليه الفرنسيون ووافقنا عليه واتفق الجميع على أنه عرض جيد. كانت هناك وحدة لكن إيران لم تتقبل الاقتراح في تلك اللحظة تحديداً».

وقال كيري، في الحوار: «كنا قريبين جداً... قريبين للغاية بالفعل وما يفرقنا أربع أو خمس صياغات مختلفة لمفاهيم معينة»، مستبعداً أن «يحول ذلك دون التوصل إلى اتفاق لكنه سيستغرق وقتًا».

واتهم وزير الخارجية الأميركي طهران بالانسحاب من اتفاقية محتملة في اليوم الأخير من المحادثات، وأوضح: «كنا متفقين السبت على مقترح تم وضعه أمام الإيرانيين، غير أنهم شعروا بأن عليهم التراجع عنه».

 

لا مراوغة

 

ورفض ظريف تحميل الجانب الإيراني المسؤولية ملمحاً إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي. وتساءل عبر حسابه على «تويتر»: «سيدي الوزير، هل كانت إيران هي من أتلف أكثر من نصف المسودة الأميركية مساء الخميس وعلق عليها تعليقاً سلبياً على الملأ صباح الجمعة؟»، موضحاً أنه «لا يمكن لأي مراوغة أن تغير ما حدث داخل مجموعة خمسة زائد واحد في جنيف من الساعة السادسة مساء الخميس حتى 5.45 مساء السبت. هذا لن يؤدي إلا إلى مزيد من تقويض الثقة»، قبل المحادثات المقرر استئنافها في جنيف في 20 نوفمبر.

وبينما رفضت روسيا اتهامات كيري، مؤكدة أن طهران غير مسؤولة عن عدم التوصل الى اتفاق، دعا ظريف دول الخليج إلى عدم القلق من المفاوضات النووية، مؤكداً أنها «تدور حول الملف النووي وليس العلاقات مع أميركا».

وأضاف، في تصريح نشرته «إرنا» أمس، «أدعو هذه الدول إلى عدم القلق من دون دليل لأن أولوية الجمهورية الإسلامية في سياستها الخارجية هي دول الجوار، وإيران باعتبارها أکبر وأقوى دولة في المنطقة تأخذ بعين الاعتبار مصالح جيرانها، ونعتقد أن انعدام أمن الدول المجاورة لنا هو انعدام لأمننا».

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس الأول ان معظم الخلافات «انحسرت الآن وأخرى كثيرة تمت تسويتها اثناء المفاوضات»، حتى أن فابيوس أكد بعد ذلك أن ايران والقوى العظمى لم تعد «بعيدة عن اتفاق».

 

العقوبات و«آراك»

 

ورغم هذا اللغط، أكد مساعدون في مجلس الشيوخ الأميركي أن المشرعين لن يتخذوا قرارا بشأن فرض عقوبات صارمة جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي إلا بعد الاستماع لإفادة كيري أمام المجلس هذا الأسبوع.

في المقابل، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي أن تفقد مصنع آراك لإنتاج الماء الثقيل من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن أن يتم قبل 11 ديسمبر المقبل وبدء جولة المباحثات الجديدة بين إيران والوكالة على مستوى الخبراء.

ونسبت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (إرنا) أمس الى كمالوندي قوله، انه لا توجد مشكلة مع الوكالة الدولية حول سرعة العمل، «لكنه يتعين ابلاغنا بالمعلومات الدقيقة لكي نقوم بإزالة الغموض».

(طهران، موسكو، واشنطن - 

أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top