تمسك ائتلاف "دولة القانون" بترشيح رئيس الحكومة الحالي نوري المالكي لولاية ثالثة في وقت بدأت الخلافات داخل التحالف الوطني الذي يشكل الأغلبية الشيعية الحاكمة تطفو على السطح مع توجيه أمين عام التحالف إبراهيم الجعفري انتقادات ضمنية للمالكي واعتباره أنه لا يمكن اختزال العراق في شخص واحد.

Ad

رغم الحديث عن اتفاق بين الكتل السياسية العراقية على الحؤول دون فوز رئيس الحكومة الحالي نوري المالكي بولاية ثالثة بعد الانتخابات التشريعية المقررة نهاية الشهر الحالي، لا يزال ائتلاف "دولة القانون" الذي يتزعمه المالكي متمسكاً بترشيحه رغم تصاعد الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية التي عاشها العراق خلال عهده.  

وأكدت كتلة ائتلاف "دولة القانون" في مجلس محافظة ذي قار أمس أن المالكي هو مرشح الائتلاف الوحيد لرئاسة الحكومة المقبلة، "لما يمتلكه من مؤهلات وخبرة وتجربة اكتسبها خلال السنوات الماضية" على حد قول رئيس "دولة القانون" في ذي قار حسن الوائلي.

الجعفري

في المقابل، قال رئيس "التحالف الوطني" (الذي يضم الأغلبية الشيعية التي صوتت للمالكي للحصول على ولاية ثانية) إبراهيم الجعفري أمس في انتقاد ضمني للمالكي إن "العراق مصنع قادة ولا يختزل بقائمة واحدة أو رجل واحد"، واضاف ان "العراق يحتاج إلى رجال صادقين في تطبيق ما يدّعون، والشعب العراقي يمتلك بصيرة الوعي، وملاحظة الأخطاء، ولديه شجاعة الوقوف بوجه الفساد من خلال المشاركة الفاعلة في الانتخابات واختيار النزيه والأمين والكفء".

يذكر أن الجعفري الذي تسلم رئاسة الحكومة بين العامين 2005 و2006، انشق عن حزب "الدعوة" الذي كان يتزعمه، ليشكل "تيار الإصلاح ـ الجعفري" بعد أن تم ترشيح المالكي للمرة الأولى رئيسا للوزراء.

الصهيود

الى ذلك، اعتبر النائب عن ائتلاف "دولة القانون" محمد الصيهود أمس أنه "لولا دولة القانون لما نجحت العملية السياسية"، واصفاً تصريحات اياد علاوي الأخيرة بـ"التسقيط السياسي والدعاية الانتخابية". وقال إن "علاوي كان معارضاً للنظام السابق لعدم حصوله على منصب سياسي، هذا ما يحدث اليوم لمعارضته الحكومة والعملية السياسية في البلاد".

وكان علاوي اتهم السبت الماضي رئاسة الجمهورية أنها رفضت اعطاء الكتلة الفائزة حقها بتشكيل الحكومة في العام 2010، واصفاً ما جرى في الانتخابات الماضية بأنه "اغتصاب للسلطة وارادة الشعب".

«سجال اللافتات»

الى ذلك، اتهم مقرر مجلس النواب النائب محمد الخالدي من ائتلاف "متحدون" الذي يرأسه رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي أمس "ميليشات متنفذة" بشن حملة تمزيق بوسترات حملته الدعائية في بعض المناطق في محافظة ديالى "في ظل صمت مريب لبعض القوات الأمنية التي لم تحرك ساكناً".

وأعرب الخالدي في بيان عن تفاؤله بـ"عزيمة الشارع العراقي في ديالى على المشاركة بالانتخابات"، مؤكداً أن "التغيير قادم وارادة الشعب اقوى لاختيار ممثليه".

وردت إدارة محافظة ديالى على اتهامات الخالدي معتبرة أن "البعض ضخم موضوع تمزيق البوسترات لكسب التعاطف الشعبي والأصوات"، معتبرة أن "اتهام القوات الأمنية بالوقوف وراء ذلك هو استهداف لسمعة هذه المؤسسة".

البارزاني

في سياق آخر، قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في مقابلة تلفزيونية بثت مساء أمس الأول ان "الاستقلال حق طبيعي للأكراد كأي شعب آخر، لكن متى سيتحقق ذلك غير معروف، رغم أن التوقيت الحالي هو الأنسب من أي وقت آخر للاستقلال والفرصة متاحة".

ورأى البارزاني أن "الأكراد في العراق ضحوا أكثر من غيرهم لذلك فالمكاسب التي حققوها أكثر"، وأضاف: "يحب أن تعالج أخطاء اتفاقية سايكس بيكو والآن انسب الأوقات لمعالجة تلك الأخطاء".

وأكد أنه "لا أحد يستطيع أن يمنعنا من إعلان الاستقلال لأنه حقنا الطبيعي، لكننا نريد أن يتم كل شيء عبر الحوار"، وتابع: "لا نريد أن ندخل في صراعات دموية مع أي جهة، لكن مسألة الاستقلال هي حق للشعب الكردي ولا يجب التعامل معها وكأنها تهمة تلاحقنا". ورأى رئيس إقليم كردستان أن "وحدة العراق أضحت أمرا افتراضياً"، معتبراً أن "الدولة العراقية فقدت السيطرة على مختلف المحافظات والحكومة المركزية ليس لها سلطة على أغلب المناطق".