«زاد سعر البيض؟!»
قضية سعر البيض وغيره باتت من أدوات إلهاء الناس عن المشاريع الكبرى وطرق التلاعب بها، والمبالغ الخيالية التي تخصص لها والأوامر التغييرية التي تصل نسبتها إلى 100 في المئة من قيمتها الأصلية، وأخيراً اختفاء هذه المشاريع أو الانتهاء منها بعيوب جسيمة تجعل من الاستفادة منها والعدم سواء.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
والأهم من ذلك أن قضية سعر البيض وغيره باتت من أدوات إلهاء الناس عن المشاريع الكبرى وطرق التلاعب بها والمبالغ الخيالية التي تخصص لها والأوامر التغييرية التي تصل نسبتها إلى 100 في المئة من قيمتها الأصلية، وأخيراً اختفاء هذه المشاريع أو الانتهاء منها بعيوب جسيمة تجعل من الاستفادة منها والعدم سواء، وتعليق كل هذه البلاوي على شماعة الأزمات السياسية ومجالس الأمة والحراك الشعبي!وإذا لم يحاسب أي بني آدم في مشروع استاد جابر الذي تحول إلى أكبر بركة ماء في العالم، ولم يعاقب أي شخص في تأخير مستشفى جابر وإعادة ترسية مناقصتها بعد أن تبخرت أموال المناقصة السابقة، ولم يحاكم أي مسؤول عن فضائح المدينة الجامعية التي لم نسمع سوى عن حرائقها المتكررة، ولم يزجر تجار الإقامات والأغذية الفاسدة، فهل يعقل أن نراقب ونسائل من زاد سعر البيض بخمسين فلساً لا غير؟!ضجة البيض سوف تخف تدريجياً وتنتهي مثلما خفت وتلاشت ضجة سرقات الاستثمارات أيام الغزو العراقي، ومثلما انتهت ضجة اللوحات الإعلانية، وكما خمدت ضجة "الداو" و"الإيداعات المليونية"، فهذه كلها بيض... ولكنها وضعت في سلة واحدة!