الإسلام هو دين الكرم والسخاء، فالمسلم الحقيقي هو من يتصف بهذه الصفات، فالسخاء هو الجود، وهذه الصفة حث عليها الإسلام في فقه المعاملات، لأنها تشيع الحب والألفة بين المسلمين، وجاء السخاء في الإسلام ليقضي على البخل، الذي يورث الحقد والكراهية بين المسلمين. يقول عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الدكتور عبدالرحمن العدوي إن الإسلام شرع السخاء وألزم به المسلم، ودعاه أن يتحلى به من أجل القضاء على آفتين مذمومتين هما "البخل والشح"، ولذلك فهو من أخلاق الأنبياء، وتنتفي صفة الإيمان إلا إذا كانت مقرونة بالسخاء، لأن السخاء نور اليقين، وقد قال الفقهاء عنه إنه المبادرة بالعطية قبل السؤال، كما أنه العطاء المقرون بالحكمة.

Ad

ويوضح العدوي أن المسلم السخي له صور عدة، فهو ذلك الفرد الذي يعمل عملاً يستحق عليه أجراً ويترك أجره من تلقاء نفسه، وهذا الأمر ينطبق على الميسور الحال، وهو الساعي لقضاء حوائج الناس وإزالة كربهم، وهناك سخاء بالنصح والإرشاد، وهناك السخي بالعلم، وهذا من أعلى درجات السخاء، وهو أفضل من السخاء بالمال، لأنه ينفع العديد من المسلمين، ولأن السخاء بالعلم أشرف من السخاء بالمال.

وللسخاء صور عدة أيضاً منها السخاء بالصبر، والسخاء بالخلق، وهو أن يكون المسلم بساماً بشوشاً، والقدرة على الاحتمال والعفو، كما أن الإسلام حث المسلم السخي على فعل الخير المتمثل في سخاوة النفس وترفعها عن الحسد والأحقاد.

وأكد العدوي أن الإسلام وضع مجموعة من التفاضلات بين المسلمين الأسخياء، وكيف أنه فضل واحداً على الآخر، بأن له الثواب الأكبر، ومن هذا التفاضل من جهة منفعة المال، فالذي ينفق في السر أكمل عند الله من الذي ينفق جهرة أو علانية، كما أن السخي السريع أفضل عند الله من السخي المتباطئ، فهناك بعض الأسخياء يبادرون قبل السؤال، أو من يعطي عن ارتياح وسعادة، وللسخي منزلة كبيرة، خاصة ذلك الذي يقابل سائليه بأدب وحفاوة ويحفظ لهم عزتهم.