يوضح الممثل فادي ابراهيم أن لبنان بادر، منذ الثمانينيات، إلى تقديم أعمال عربية مشتركة،  وصُوّرت مسلسلات تاريخية لبنانية صرف بمشاركة ضيوف خليجيين ومصريين وسوريين.

Ad

يضيف: {هذه الخطوة قديمة إنما لم يضئ الإعلام عليها، لذلك يجهل اللبنانيون انجازاتنا التي حققناها  في الماضي، خصوصاً أن المحطات المحلية التي توافرت حينها لم تشتر هذه الأعمال ولم تسوّقها}.

يلفت  إلى أن أول من قدم هذه الاعمال المشتركة هو رشيد علامة، أحد أهم المنتجين والممثلين اللبنانيين على المستوى العربي في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته، وأول منتج منفذ للمسلسلات المشتركة التي بيعت إلى الدول العربية.

يشير إلى أن المنتج في الماضي كان محكوماً بتقديم أعمال محلية، فاقتصرت المنافسة على أبناء البلد الواحد، وفي مرحلة تسويق الأعمال المحلية في الخارج اتخذت المنافسة وجهاً آخر. لكن مع ازدياد الفضائيات أصبح المنتج يقدم عملا عربياً مشتركاً ويبيعه إلى الخارج لتصبح المنافسة بين المنتجين ومحطات التلفزة.

ارتدادات إيجابية

ترى الممثلة رولا حمادة أن وفرة الإنتاجات العربية المشتركة يمكن أن تطغى على الانتاج المحلي وقد تحلّ مكانه، تقول: «أتمنى ذلك، لأن القيمين على الإنتاج المحلي لن يستخفوا عندها بمستوى الأعمال المحلية وستضطر القنوات اللبنانية إلى تمويل الحلقة الدرامية اللبنانية التلفزيونية أكثر، لأن سوقها أصبح أوسع  من السابق وتحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة».

عن اتساع نطاق المواضيع الدرامية لتشمل المجتمع العربي بأسره توضح: «تتشارك المجتمعات العربية الثقافة نفسها تقريباً، والفارق بين خصوصية مجتمع عربي وآخر ضئيل نظراً إلى القضايا المشتركة بينهما، مثل معاناة الأشخاص المتخلفين عقلياً والأشخاص الذين هاجروا من وطنهم لأسباب شتى، وقضايا الفقر والحرمان... فيبقى على الكاتب اختيار شخصيات وحبكات تشبه أكبر قدر ممكن من المجتمعات العربية».

كانت الكاتبة كلوديا مرشيليان أشارت، في حديث  سابق لها، إلى أن ارتدادات الإنتاجات العربية المشتركة على الدراما اللبنانية يجب أن تكون إيجابية وليس العكس وأضافت: «لا شيء يحول دون تقديم المنتجين اللبنانيين إنتاجات محليّة وعربية، لأن بيع العمل إلى شاشة محلية فحسب، لا يسد الحاجات المادية للحلقة  الدرامية الواحدة، ما يدفع المنتج إلى تمويل الحلقات عبر بيعها كعرض أول إلى شاشات عدّة لتأمين  مردود له، فيشكل هذا الأمر حلقة متكاملة ترفع شأن الدراما اللبنانية وتدعمها لتنافس الدراما العربية.

تنوع ومزج

الممثل عصام بريدي الذي شارك في مسلسلي {لعبة الموت} و{الشحرورة} يرى أن الأعمال العربية المشتركة والتنوّع بين المصري والسوري واللبناني ساهما في مزج الثقافات العربية وجمع بيئاتها في عمل درامي واحد، وتبادل الآراء والخبرات بين ممثلين وكتاب ومخرجين من مجتمعات عربية حول الغنى الثقافي في العالم العربي وتقديمها في عمل عربي جامع.

يضيف: {وجدت أننا متقاربون بأمور شتى ونستطيع التفاهم مع بعضنا البعض حول الأفكار المختلفة، علماً أن تجاربنا الدرامية العربية كممثلين لبنانيين كانت محدودة سابقاً، لكن وقعنا كبير على الدراما العربية ككل ويُحسب لنا حساب، ما يؤكد أن الدراما اللبنانية لم تحقق انتشارها المطلوب بسبب المادة التي عولجت فيها، أي النص وليس بسبب أداء الممثلين}.