مجزرة جديدة في حلب والبراميل المتفجرة تنشر الرعب

نشر في 17-06-2014 | 00:02
آخر تحديث 17-06-2014 | 00:02
No Image Caption
«الائتلاف» يعلن تأسيس جيش وطني خلال أشهر... والأسد يتجه لتفكيك «الشبيحة» بعد تنامي نفوذهم
مع تواصل القصف الدموي المستمر منذ منتصف ديسمبر على حلب، نفّذ طيران النظام السوري أمس سلسلة غارات بالبراميل المتفجرة على حيَّين في المدينة، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، في حين تعرضت مناطق عدة في إدلب وريف دمشق ودرعا لهجمات مماثلة نشرت الرعب والهلع في صفوف المدنيين والأطفال.

قتل 33 شخصاً في قصف بالبراميل المتفجرة ألقاها أمس الطيران المروحي التابع للنظام السوري على حلب (شمال) ، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أكد تحول جثث 11 آخرين، أغلبهم أطفال، إلى أشلاء في هجوم دامٍ على إدلب.

وقال المرصد، في بريد الكتروني أمس، إن «الطيران المروحي قصف ببرميلين متفجرين مناطق في حي السكري (في جنوب حلب)»، ما تسبب في مقتل «21 مواطناً بينهم أطفال وإصابة العشرات بجروح بعضهم بحالة خطيرة».

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «رويترز» أن «طائرة مروحية استهدفت الحي ببرميل متفجر أوقع عدداً من القتلى والإصابات. ولدى تجمع الأهالي ألقي برميل آخر، ما تسبب في ذعر وحركة هروب، وارتفاع عدد القتلى والجرحى»، وأظهرت صور مرعبة وزعها المرصد السوري مواطنين يحملون جثثاً مدماة بينها لأطفال.

وفي وقت سابق، ألقت طائرات مروحية براميل متفجرة على منطقة السكن الشبابي في حي الأشرفية في شمال حلب، ما تسبب في مقتل ستة أشخاص.

براميل متفجرة

وأفاد المرصد أمس عن قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق عدة في محافظة درعا (جنوب) وريف دمشق، التي شهدت مقتل ثمانية أشخاص، بينهم طفلة وامرأة مساء أمس الأول في مدينة دوما الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، نتيجة سقوط صاروخ أرض- أرض.

وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، قتل 11 بينهم «ثمانية أطفال تحولت أجسادهم إلى أشلاء» جراء سقوط قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة مساء أمس الأول على مناطق في حي كرم الرحال في مدينة جسر الشغور الخاضعة لسيطرة قوات النظام، بحسب ما ذكر المرصد. وفي محافظة الحسكة، أكد المرصد ارتفاع عدد قتلى انفجار سيارة مفخخة في بلدة القحطانية» أمس الأول إلى 13، مشيراً إلى أن العملية استهدفت أعضاء في المجلس الشعبي للبلدة ومنزل أحد أعضاء المجلس التشريعي.

وبالتزامن مع الغارات الجوية، استمرت المواجهات بين القوات الحكومية مدعومة بميليشيات موالية وفصائل المعارضة على عدة جبهات، ولاسيما في حمص وحماة.

وأكد مركز صدى الإعلامي المعارض مقتل عناصر من القوات الحكومية في كمين للجيش الحر استهدف رتلاً عسكرياً بين مدينة تدمر وعقيربات بريف حمص الشرقي، مبيناً أن الكمين أسفر أيضاً عن تدمير آليات عسكرية وسيطرة المعارضة على حقل الشاعر النفطي بشرق حمص.

وفي ريفي حماة الشمالي والغربي، ذكرت شبكة سورية مباشر أن عدداً من الأشخاص قتلوا وأصيبوا جراء الغارات التي استهدفت بلدات العطشان والحواش وجسر بيت الراس.

وكانت معارك أمس الأول شهدت تقدماً للقوات الحكومية في ريف اللاذقية، حيث تمكنت مدعومة من «حزب الله» اللبناني ومسلحين عرب وإيرانيين من استعادة السيطرة على بلدة كسب ونبع المر وتلال في جبلي تشالما والنسر.

جيش المعارضة

في غضون ذلك، أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا أن جيشاً وطنياً سيتأسس خلال الأشهر المقبلة، وستكون من دعائمه الأساسية هيئة الأركان والجيش الحر.

وبحسب قناة «العربية» أمس، فإن تصريح الجربا جاء خلال لقائه بالقادة الميدانيين الذين شرحوا لرئيس الائتلاف الأوضاع الميدانية والصعوبات التي يواجهها مقاتلو الجيش الحر في محاربة النظام وحليفه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وأكد قادة الجبهات أنهم سيفسحون المجال لمن يمكنه تحمل المسؤولية وتقدم صفوف القتال.

في المقابل، كشف موقع «كلنا شركاء» أمس عن معلومات تفيد بتوجهات جدية لدى نظام الأسد لإيجاد حلول بديلة، لما يسمى جيش الدفاع الوطني واللجان الشعبية (الشبيحة)، وذلك بعد استشعار خطورتها وتنامي نفوذها وتفاقم تجاوزاتها، التي لم تقتصر على المعارضين، إنما شملت المؤيدين، وطالت جيش الأسد نفسه، وأجهزته الأمنية، وبلغت إلى حد قتلهم أحياناً، وسرقة مستودعات الأسلحة، وغيرها، الأمر الذي بات يشكل تهديداً بالغ الخطورة على النظام نفسه.

وكشفت مصادر للموقع المعارض أن الحل الأنسب، الذي تتم دراسته، يقضي بضبط تلك الميليشيا، عبر صهر عناصرها في صفوف قوات الأسد، من خلال عقود نظامية مع وزارة الدفاع، تتراوح مدتها بين 2 – 10 سنوات، على أن تُحسب مدة خدمة هؤلاء كالخدمة الإلزامية في الجيش، مبينة أن القرار صار جاهزاً ومن المتوقع صدوره ونشره علناً خلال الأيام القليلة المقبلة ويتضمن تقسيمهم إلى فئتين. إحداهما، تضم السائقين، ولا تتجاوز رواتبهم 15 ألف ليرة سورية شهرياً، بينما يتقاضى أفراد الفئة الثانية، رواتب عالية، ربما تصل إلى 40 ألف ليرة، وتضم المدربين على القتال، الذين شاركوا جيش الأسد في معاركه بمختلف الجبهات المشتعلة، على أن يستمروا في أداء نفس المهمة.

خلية إسبانية

دولياً، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أمس تفكيك شبكة تجنيد جهاديين للقتال في سورية والعراق، كان قائدها معتقلاً سابقاً في غوانتنامو، وتوقيف ثمانية أشخاص في إسبانيا.

وقال الوزارة، في بيان، إن الشرطة شنت 12 عملية دهم وتفتيش في العاصمة مدريد وأوقفت 8 أشخاص، ومازال التحقيق مفتوحاً، مبينة أن هذه «الشبكة الدولية لتجنيد جهاديين وإرسالهم للاندماج في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الإرهابي متواجدة في سورية والعراق». وأضافت أن «القائد الأكبر لهذه الخلية يقيم في إسبانيا بعد مروره بقاعدة غوننامو العسكرية (الأميركية) إثر توقيفه في أفغانستان في 2001».

وسبق أن أكدت الحكومة الإسبانية خشيتها من عودة إسلاميين تطرفوا أكثر بعد القتال في سورية وغيرها من مناطق النزاع بتأثير من جماعات موالية لتنظيم القاعدة، ليهددوا بشن هجمات.

(دمشق، مدريد- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

back to top