احتدمت المعارك على جميع الجبهات السورية، واشتعلت خصوصاً في محافظتي حمص التي أعلن الجيش النظامي أمس تمكنه من فتح طريقها إلى دمشق، وحلب التي سيطر مقاتلو المعارضة فيها على حاجز عسكري مهم قرب مستشفى الكندي، في حين أطلق الائتلاف السوري المعارض خطة لمواجهة تزايد نفوذ الجماعات المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

Ad

استعادت قوات الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على طريق حمص دمشق الدولي بعد إمساكها بشكل شبه كامل بمدينة النبك في منطقة القلمون شمال العاصمة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. وأكد إعلام النظام أن الجيش بسط سيطرته على كامل النبك وإعادة فتح الطريق الذي أُغلق منذ نحو عشرين يوماً مع بدء معركة القلمون.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «القوات النظامية سيطرت تقريبا على كامل مدينة النبك، وإن الاشتباكات مستمرة في بعض جيوب المقاومة التي يقاتل فيها مقاتلو الكتائب»، مشيراً الى أن «القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على طريق حمص- دمشق الدولي». وأوضح أن الطريق لم يعد في المرمى المباشر للمقاتلين المعارضين، إلا أنه ليس آمناً بعد. في المقابل، ذكر التلفزيون السوري الرسمي وصحيفة «الوطن» أن قوات الجيش «بسطت سيطرتها على مدينة النبك في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الدقيقة كان آخرها ليل الأحد، موضحين أنه «بتأمين مزارع ريما المحيطة بالنبك وصولاً إلى ديرعطية بات الطريق الدولي أيضاً آمناً».

 

دمشق وحلب

 

من جهة ثانية، أفاد المرصد عن اشتباكات فجر أمس في محيط بلدة بيت سحم من جهة مطار دمشق الدولي، مبيناً أن سبعة عناصر من جيش الدفاع الوطني الموالي للنظام «قتلوا إثر اقتحام كتائب معارضة «مقرهم في منطقة حجيرة قرب السيدة زينب» جنوب دمشق. وقصفت القوات النظامية، بحسب المرصد، أمس مناطق في مدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق، وسط اشتباكات عنيفة على أطراف المدينة وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين المتقاتلين.

في المقابل، أفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة اندلعت أمس قرب مستشفى الكندي بحلب الذي تتخذه قوات النظام مقرا عسكريا لها، كما تمكنت المعارضة من السيطرة على حاجز عسكري مهم في المدينة.وبحسب ناشطين، فإن المعارضة تسعى للسيطرة على المستشفى الذي يعد من أهم مراكز النظام العسكرية في أطراف حلب، بعدما تمكنت من السيطرة على حاجز السياسية العسكري في حي الشيخ سعيد الواصل بين مطار حلب وأجزاء من المدينة، الأمر الذي من شأنه تهديد إمداد قوات النظام بالمنطقة.

 

«الائتلاف» وباريس

 

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «اندبندانت» أمس أن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أطلق خطة يأمل من ورائها كسب قلوب وعقول المدنيين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرته، والتصدي لتزايد نفوذ الجماعات المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة. 

وقالت الصحيفة إن الائتلاف المعارض «سيركز جهوده بشكل أكبر على القوة الناعمة، من خلال زيادة تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية إلى المناطق الأكثر حاجة لها في سورية، وفي محاكاة للتكتيكات المستخدمة من قبل الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة».

 

هجوم على السعودية 

 

إلى ذلك، أشارت وزارة الخارجية السورية الموالية للنظام في رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي إلى أن «النظام السعودي مازال مستمرا في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، وممارسة الدور التخريبي فيها».

ولفتت الوزارة إلى أن «الدور التخريبي السعودي لم يعد يقتصر على إرسال السلاح إلى المجموعات المسلحة في سورية، بل تعداه ليشمل التمويل المالي واللوجستي وتجنيد الإرهابيين المتطرفين».

ودعت الخارجية مجلس الأمن إلى اتخاذ اجراءات فورية ضد السعودية.

(دمشق، باريس،عمان- أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)