قوات الأسد تستعد لاقتحام المليحة وتقصف جوبر بالغاز

نشر في 05-04-2014 | 00:01
آخر تحديث 05-04-2014 | 00:01
No Image Caption
● مواجهات مشتعلة في اللاذقية محورها «النقطة 45»
● «أصدقاء سورية» تحذر من الانتخابات الرئاسية
بعد أسبوع من تأكيد دمشق أن لديها دليلاً يكشف عن مخطط لدى كتائب الجيش الحر لشن هجوم كيماوي على حي جوبر في دمشق، اتهمت المعارضة قوات الرئيس بشار الأسد باستخدام الغاز السام مجدداً في المنطقة ذاتها، بالتزامن مع قصف عنيف لبلدات وقرى الغوطة الشرقية المحاصرة بشكل تام منذ أكثر من خمسة أشهر.

وسط استمرار عمليات الكر والفر في ريف اللاذقية حيث شن مقاتلو المعارضة قبل أسبوعين هجوماً واسع النطاق، صعّدت القوات النظامية السورية عملياتها في الغوطة الشرقية وسط اتهامات من المعارضة باستخدام الغاز السام في حي جوبر بالعاصمة دمشق.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس بأن قوات الرئيس بشار الأسد قصفت بعنف بلدة المليحة المحاصرة وشنت غارات مكثفة أسفرت عن مقتل 22 مقاتلا معارضاً، مرجحاً أن يكون هذا التصعيد «يهدف الى اقتحام البلدة».

يشار إلى ان المليحة جزء من بلدات وقرى الغوطة الشرقية المحاصرة بشكل تام منذ اكثر من خمسة أشهر. وهي قريبة من بلدة جرمانا المحسوبة على النظام والتي تعرضت أمس الأول لسقوط قذائف أطلقتها كتائب مقاتلة مما تسبب في مقتل ثلاثة اطفال في حي الدخانية، بحسب المرصد.

وقال ناشط في الغوطة يقدم نفسه باسم أبو صقر مأمون، لوكالة فرانس برس عبر الانترنت، إن «هناك محاولات لقوات الأسد لاقتحام البلدة بدأت منذ يومين والجيش الحر يتصدى لها»، مبيناً أن «الجيش النظامي مدعوم من دبابات وعربات شيلكا وطيران ميغ، ومن جيش الدفاع الوطني وميليشيات عراقية مثل لواء أسد الله الغالب»، ومشيراً الى ان القصف العنيف دفع العديد من سكان المدينة الى النزوح الى اماكن مجاورة، والى ان المعارك عنيفة في محيط البلدة.

حملة وغاز

وبدأت قوات النظام في مارس 2013 حملة على الغوطة الشرقية، وتمكنت في أكتوبر من تشديد الحصار عليها بعد تقدمها في مناطق عدة في ضواحي العاصمة.  

وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية أمس عن «شهداء وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال وحالات خطيرة ودمار كبير في المباني السكنية جراء غارات جوية على مدينة دوما» في الغوطة.

واتهم نشطاء بالمعارضة السورية مجددا قوات الأسد باستخدام غاز سام أمس الأول وعرضوا لقطات فيديو لرجل فاقد للوعي ويرقد على فراش ويعالجه مسعفون في حي جوبر في دمشق.

معركة الساحل

وفي غرب البلاد، استمرت المعارك في ريف اللاذقية الشمالي، لاسيما في محيط التلة 45 التي أعلن الاعلام الرسمي للنظام استعادتها من مقاتلي المعارضة.

وأفادت الهيئة العامة للثورة في بريد الكتروني قبل ظهر أمس عن «اشتباكات عنيفة في قمة 45 على جبل التركمان بعد معاودة اقتحام جديدة من قبل الكتائب المشاركة في معركة الأنفال لتجمعات قوات النظام التي تجمعت على القمة أمس».

وأطلق مقاتلو المعارضة اسم «معركة الأنفال» على الهجوم الذي بدأوه في منطقة كسب في محافظة اللاذقية التي تعتبر من أبرز معاقل النظام السوري.

وتمكنوا خلال الاسبوعين الماضيين من السيطرة على مدينة كسب الاستراتيجية ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى بلدة السمرا المجاورة، وعلى التلة 45 التي تشهد كرا وفرا. وتكبد الطرفان المتقاتلان في المعركة حتى الآن اكثر من 300 قتيل.

وقال المرصد ان قائد «حركة شام الإسلام» ابراهيم بنشقرون السجين السابق في غوانتانامو المعروف باسم أبو أحمد المغربي، قتل في معارك ريف اللاذقية أمس الأول. كما قتل القائد العسكري للحركة المعروف بأبو صفية المصري.

نقل «الكيماوي»

في هذه الأثناء، أكدت رئيسة البعثة التي تشرف على عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية سيغريد كاج أمس الأول أن سورية قامت بتجميع نحو 40 في المئة من ترسانتها من الأسلحة الكيماوية في حاويات لنقلها خارج البلاد وتدميرها، مشيرة إلى نشر قوافل أمنية للتعامل مع العنف حول مدينة اللاذقية الساحلية.

وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن كاج أبلغت المجلس أنه تم تجميع المواد السامة في 72 حاوية في ثلاثة مواقع مختلفة. وأبلغت المجلس في جلسة مغلقة عبر دائرة تلفزيونية من دمشق أنه حالما يتم إرسال هذه الحاويات خارج البلاد فإن 90 في المئة من مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية يكون قد نقل خارج البلاد لتدميره.

وكان مبعوث سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري حذر من أن الحكومة ستضطر إلى تأجيل النقل بسبب الوضع الأمني، وقد لا تفي بمهلة أخرى لنقل مكونات برنامجها للغازات السامة خارج البلاد.

انتخابات الرئاسة

من جهة ثانية، حذرت الدول الـ11 الأعضاء في مجموعة أصدقاء سورية مساء أمس الأول النظام السوري من اجراء انتخابات رئاسية، مؤكدة أن نتيجة هذه الانتخابات لن تكون لها أي شرعية.

وقالت بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والسعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن والولايات المتحدة وتركيا، في بيان، إن «انتخابات يجريها نظام الاسد ستمثل مهزلة ديمقراطية وستكشف رفض النظام لقواعد مؤتمر جنيف وستزيد حدة الانقسامات في البلاد».

وأضاف البيان أن «بشار الاسد يريد ان تدعم هذه الانتخابات ديكتاتوريته»، مؤكدة ان «عملية انتخابية يقودها الاسد، في وقت تعتبر الامم المتحدة انه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، تشكل اهانة للارواح البريئة التي سقطت خلال النزاع».

(دمشق، نيويورك- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top