شهدت مصر أمس أعمال شغب شملت قطع طرق، وتفجير قنابل، ما أدى إلى سقوط 4 قتلى على الأقل في الذكرى الأولى لفض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة، إلا أن جماعة "الإخوان المسلمين" أخفقت في تنظيم تظاهرات حاشدة، رغم إصدار الداعية يوسف القرضاوي فتوى لإلزام أعضائها وأنصارها بالتظاهر.

Ad

ومر اليوم الذي توعد "الإخوان" بأنه سيكون "يوماً للقصاص لشهداء رابعة" بخسائر محدودة نسبياً، إلا أن المخاوف مستمرة لدى أجهزة الأمن من تجدد احتجاجات أنصار الجماعة اليوم بعد صلاة الجمعة، وهو الموعد المفضل لهم للتظاهر منذ أطاحت ثورة شعبية ساندها الجيش الرئيس مرسي العام الماضي.

ووجّه الداعية القطري يوسف القرضاوي كلمة متلفزة إلى أنصار الجماعة حضّهم فيها على إحياء ذكرى فض الاعتصام، معتبراً أن "من حق الشهداء أن ننتصر لدمائهم، وأن نوضح حقيقة ما حدث للعالم كله"، وطالبهم بالتصدي لـ"النظام العسكري الذي عزل الرئيس المصري، وفرض نفسه على المصريين، وأقام المذابح"، في إشارة إلى مصرع عدة مئات من المعتصمين أثناء عملية الفض الدموية للاعتصام.

إلا أن مشاركة أعداد محدودة من المتظاهرين في المسيرات التي نظمتها "الإخوان" جددت تأكيد تراجع قدرة الجماعة على الحشد نتيجة القبضة الأمنية المحكمة، وإحباط قطاع واسع من أعضائها، ولم يزد عدد المشاركين في أي تظاهرة عن عدة مئات، ما شجع الشرطة على إعادة فتح الميادين الرئيسية، من بينها ميدان رابعة العدوية في شرق القاهرة أمام مرور السيارات بعد ساعات من إغلاقها.

وأشعل ملثمون النار في إطارات للسيارات على طرق رئيسية في محافظات القليوبية، والفيوم، والشرقية، والمنيا، والغربية، إلا أن الشرطة نجحت في كل مرة في إعادة فتح الطريق، وإلقاء القبض على أعداد من شباب "الإخوان" المشاركين.

وشملت عمليات الشغب إلقاء عبوات حارقة على سيارة شرطة في محافظة دمياط وحافلة نقل عام، وإحراق مقر حي عين شمس في القاهرة، ومنشآت حكومية في عدة محافظات. وانفجرت قنابل بدائية الصنع في مدينة منيا القمح، والعاشر من رمضان، والأقصر، بينما نجحت الشرطة في تفكيك عدد آخر في مدن مختلفة.

وأسفرت هذه الموجة من عمليات العنف عن مقتل 4 أشخاص على الأقل بينهم شرطي تعرض لإطلاق النار وهو في سيارته في ضاحية حلوان جنوب القاهرة.

ولقي ما يزيد على 600 شخص مصرعهم خلال فض اعتصام "الإخوان" قبل سنة، وتعرض قادة الجماعة وعلى رأسهم المرشد محمد بديع والرئيس محمد مرسي للسجن، كما تم حظر الانتماء إلى الجماعة وحل حزبها "الحرية والعدالة" بسبب التورط في أعمال العنف.