مصر: السيسي «قادم»... و«الإخوان» تقاطع الاستفتاء

نشر في 17-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 17-12-2013 | 00:01
No Image Caption
الجامعات لا تهدأ... وانطلاق التحالفات الانتخابية بتدشين «مصر بلدي»
يبدو أن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي الرجل القوي في مصر لا يمانع في الترشح لمنصب الرئاسة في أكبر دولة عربية، حال توفر الضغط الشعبي الذي يدفعه إلى ذلك، إلا أن مصادر قريبة الصلة بالسيسي، قالت إنه «رغم عدم الممانعة فإن موقفه النهائي سيتحدد على ضوء نتيجة الاستفتاء».

في ظل استنفار حكومي مصري للانتهاء من استعدادات تأمين عملية الاستفتاء على مشروع الدستور المعدل يومي 14 و15 يناير المقبل، كشفت مصادر قريبة الصلة بوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي لـ»الجريدة» أمس أن الرجل القوي في مصر لا يمانع في ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنه سيحسم أمره بشكل نهائي بعد الانتهاء من الاستفتاء.

وفي ضوء دعوات متزايدة منذ شهور لترشحه، أكدت المصادر أن «احتمال ترشح السيسي للرئاسة قد يحسم بشكل كبير حال تمرير مشروع الدستور المعدل بنسبة تأييد كبيرة، مع تزايد الضغط الشعبي على السيسي لمطالبته بالترشح، والتي قد تصل إلى تظاهرات ومسيرات ضخمة في الميادين المصرية».

وشددت على أنه في حالة تحويل الاحتفالات بالذكرى الثالثة لثورة «25 يناير» إلى مسيرات تطالب السيسي بالترشح فإنه في هذه الحالة «لا يملك رفاهية الاختيار».

ويحظى السيسي بتأييد قطاع عريض من الشعب وسط مطالب قوى سياسية وشخصيات وطنية بترشحه، بعد استجابته لاحتجاجات «30 يونيو» وإطاحته بمساندة شخصيات وطنية بالرئيس السابق محمد مرسي 3 يوليو الماضي.

وواصل السيسي أمس تحركاته داخل القوات المسلحة لليوم الثاني على التوالي، وقال مصدر عسكري إن حضور وزير الدفاع للمناورة «بدر 22» تأتي في إطار تحركاته الميدانية للوقوف على كفاءة القوات المسلحة، قبيل مشاركة أفرادها في تأمين عملية الاستفتاء.

مقاطعة    

إلى ذلك، أعلن أمس التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي تقوده جماعة «الإخوان» المحظورة مقاطعته الاستفتاء على مشروع الدستور بعد اجتماع لقيادات التحالف مساء أمس، وقال القيادي مجدي قرقر: إن «قرار المقاطعة جاء حتى لا يتم منح الشرعية لسلطات الانقلاب»، على حد وصفه.

 ميدانياً، نظم طلاب «الإخوان» تظاهرات في جامعة القاهرة، بينما شهد محيط جامعة «عين شمس» مواجهات بين قوات الأمن وطلاب «الإخوان» بعدما أصروا على الخروج من الجامعة حيث حطموا أرصفة شارع الخليفة المأمون وقطعوا الطريق أمام حركة مرور السيارات في الاتجاه إلى مقر وزارة الدفاع وحاولت قوات الأمن تفرقة الطلاب باستخدام خراطيم المياه ثم القنابل المسيلة للدموع ورد الطلاب باستخدام الحجارة.

جامعة الأزهر شهدت تظاهر المئات من طلاب «الإخوان» الذين أغلقوا أبواب كليات التربية والطب والتجارة لإجبار بقية الطلاب على الانضمام إليهم فضلاً عن تعطيل الدراسة، في حين منعت طالبات إخوانيات موظفات «كلية الهندسة» من الدخول بعدما أغلقن بوابة الكلية.

ودعا «التحالف الوطني» الذي تقوده جماعة «الإخوان» إلى تنظيم «تظاهرات طلابية» اليوم ضمن أسبوع «الطلاب يشعلون الثورة» للمطالبة بـ»الإفراج عن الطلاب المحبوسين في الأحداث الأخيرة»، بالإضافة لـ»رفض الانقلاب العسكري والدستور»، حسب بيان التحالف.

الإعداد بدأ

من جهة أخرى، تواصل الحكومة بأجهزتها كافة استعدادات تأمين عملية الاستفتاء على الدستور، حيث قال رئيس الحكومة حازم الببلاوي، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس المحافظين أمس إن «الإعداد الجيد للاستفتاء قد بدأ بالفعل».

وأكد وزير التنمية الإدارية هاني محمود خلال مؤتمر صحافي أمس أن «مجلس المحافظين استمع إلى تقرير قدمه وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم حول تأمين عملية الاستفتاء وضمان سلامة الناخبين واللجان الانتخابية».

سياسياً، بدأت إرهاصات التحالفات الانتخابية استعداداً للانتخابات البرلمانية بعدما دشَّن عدد من الشخصيات السياسية جبهة «مصر بلدي» أمس بغرض التنسيق لتوعية المصريين بأهمية التصويت على مشروع الدستور بـ»نعم»، وقال مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة إن «الجبهة تهدف إلى مواجهة الإرهاب، وتكوين برلمان يمثل الشعب»، مطالباً القوى الثورية بالتوحد.

وكشف مصدر أمني رفيع المستوى لـ»الجريدة «أن الأجهزة الأمنية لديها معلومات عن نية تنظيم «الإخوان» تعطيل الاستفتاء، من خلال احتلال أنصار «الإخوان» لأماكن التصويت والاشتباك مع المصوِّتين، وأضاف: «المعلومات تفيد بأن تنظيم (الإخوان) سيستهدف المنشآت الأمنية والعسكرية قبيل الاستفتاء لإشاعة الفوضى وتخويف المواطنين من النزول».

في الأثناء، نظمت عدة قوى ثورية احتفالية في محيط ميدان «التحرير» بوسط القاهرة، لإحياء الذكرى الثانية لأحداث «مجلس الوزراء»، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين والشرطة، خلفت قتلى ومصابين.

وبينما حذرت السفارة الأميركية بالقاهرة في بيان لها، رعاياها في مصر من موجة عنف جديدة مع اقتراب موسم عطلات «عيد الميلاد» ورأس السنة الجديدة، أكدت فيه أن الوضع الأمني مازال يتطلب مزيداً من الحذر واتخاذ تدابير الحماية الشخصية، وجه الجيش المصري ضربة جديدة إلى الجماعات التكفيرية في سيناء، عقب نجاح القوات في قتل أحد أهم العناصر التكفيرية الخطيرة في شمال سيناء، والمدعو نصار صباح رباع الشهير بـ»أبو ربيعة» والذي شارك في العديد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت قوات الأمن.

back to top