دائرة الشك (21)

نشر في 19-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 19-07-2014 | 00:02
اكتشف رشدي أباظة أن زوجته بربارا تهتم بأحد أقرب أصدقائه، وهو جمال فارس ابن الفنان عباس فارس، وشعر بأن جمال يبادلها الاهتمام نفسه.
لم يفاتحها في الأمر، ولم يشعرها بشيء، كما لم يستطع أن يقص الأمر على أي من أصدقائه، حتى المقربين منهم. وبقي كل من الصديق والزوجة في دائرة الشك.
هاتف رشدي أباظة صديقيه أحمد رمزي وصلاح نظمي، وذهبوا معاً إلى أحد الملاهي الليلية. جلس رشدي ليشرب كظمآن يروي عطشه، يشرب بلا وعي، وسط دهشة رمزي وصلاح، فقد تعودا أن يرياه يشرب، ولكن ليس بهذه الشراهة، غير أن أحداً منهما لا يستطيع، بل لا يجرؤ أن يوقفه إذا بدأ.

دخل إلى الملهى أحد الأصدقاء القدامى، وما إن شاهد رشدي حتى تهلل وجهه، واتجه نحوه، محاولاً الجلوس معهم، لا سيما أنه لم ير النجم منذ سنوات عدة. غير أن رشدي استقبله بفتور، فظن الرجل أن ذلك بفعل الشراب، وهو ما أكده أحمد رمزي وصلاح نظمي للرجل، ولكن الصديق راح يلح في الترحيب برشدي، ويعرض عليه أن يكون «حساب طاولتهم» على نفقته، فما كان من رشدي إلا أن أطاح بالطاولة، وكل ما عليها من أكواب وزجاجات. حتى إنه لم يكتف بطاولته، بل راح يحطم أكثر من طاولة أخرى، ويضرب كل من يعترض طريقه. حاول رمزي وصلاح السيطرة عليه، فيما لم يتخذ صاحب الملهى إجراء ضده حباً فيه، ولاعتياده على ذلك أحياناً، وعلى تحمّل تكاليف الخسائر.

لم يذهب رشدي إلى بيته، بل اتجه إلى بيت ابن عمه وجيه أباظة، كاتم أسراره، الذي أدهشته زيارته في هذا التوقيت. جلس ليقص عليه ما يدور في رأسه ويؤلمه:

* اللي بتقوله دا كلام عادي... مافيش فيه حاجة.

- يعني إيه كلام عادي؟

* يعني اتنين اتكلموا مع بعض. حتى لو زي ما بتقول... وارد أن أي ست تستلطف راجل أو راجل يستلطف ست. والحكاية تكون مش أكتر من كدا.

- أنت عايزني أستنى لما يحصل أكتر من كدا؟

* أنا ماقلتش كدا... بس أنت بتفكر في إيه؟

- لازم أقتلهم.

* أنت بتقول إيه؟ وعلشان إيه تعمل كدا. أنا عارف إنك حساس زيادة عن اللزوم... بس اللي بتقوله مش صحيح.. أنت فنان لك اسمك ولك معجبينك وخسارة تضيع كل اللي بنيته.

- يعني أقف أتفرج وأسكت؟

* تتفرج على إيه؟ أصلا ماحصلش حاجة. وبعدين يا سيدي لو أنت شاكك فيها طلقها... زي أي راجل ما بيعمل.

- بالبساطة دي؟

* أيوا بالبساطة دي. لأن أصلاً مافيش حاجة حصلت. لكن أنت لو مش مرتاح للعيشة معها يبقى مافيش حل غير الطلاق.

لم تهدأ ثورة رشدي بكلام وجيه أباظة، لكن لم يكن أمامه سواه، أو أن يكون البديل تدمير حياته بالكامل. لم يجد أمامه سوى الحل الذي اقترحه عليه، كي لا يشرب من الكأس نفسها التي شرب منها صديقه وزوج بربارا السابق بوب عزام.

عاد رشدي إلى بيته، جلس في هدوء، لم يتكلم... نظرت إليه ولم تنطق، ظلت صامتة، وفجأة رفع رأسه ونظر إليها قائلاً: «بربارا... أنت طالق».

في أكتوبر عام 1959، تم الطلاق بين رشدي وبين بربارا، لينهي الموقف بعقل وحكمة، وكان عليه أن يتغلب على آلامه، فحرص بئر أسراره ابن عمه وجيه أباظة، على الوقوف إلى جواره كي يتجاوز المحنة الصعبة، وأقنعه بضرورة السفر إلى بيروت مع بقية أبطال فيلمه «الرجل الثاني» لحضور ليلة افتتاح عرضه جماهيرياً هناك، فوجدها فرصة للخروج من هذه الحالة ووافق على السفر.  

كانت صباح في استقبال رشدي أباظة وسامية جمال وصلاح ذو الفقار والمخرج عز الدين ذو الفقار في بيروت، وما إن انتهى عرض الفيلم، حتى فوجئ رشدي بالجمهور البيروتي يهتف باسمه، بل وتقدم عدد منهم ورفعوه على الأعناق، حتى دمعت عيناه، فلم يصدق أنه حصد كل هذا النجاح، ليس في مصر فحسب، بل خارجها أيضاً.

في الليلة نفسها أقامت صباح احتفالاً كبيراً على شرف فريق العمل، وفي مقدمهم بطل الفيلم. لاحظت سامية اهتمام صباح المبالغ فيه برشدي، فقررت ألا تتركه لحظة، حتى ازداد تعلق رشدي بها، وأحس بأنه لا يستطيع فعلاً الاستغناء عن هذه المرأة ذات العواطف الشفافة، بل الأهم شعر بأن القدر يعوضه بامرأة تحبه حباً صادقاً من قلبها، ولديها استعداد حقيقي لأن تضحي من أجل هذا الحب.

نجح الفيلم في بيروت، وصنع رشدي قاعدة جماهيرية جديدة له، وانتهت الرحلة. ومثلما كانت صباح في استقبالهم، كانت في وداعهم في المطار، ليعود رشدي إلى القاهرة ويفي بالتزامه بتصوير فيلم «بفكر في اللي ناسيني» الذي تعاقد عليه قبل «الرجل الثاني». كان فيلمه الأخير في العام 1959، وشارك في بطولته أمام هند رستم، كل من شكري سرحان، زهرة العلا، وفيروز، فيما أخرجه حسام الدين مصطفى. وعام 1960 بدأ رشدي عهداً جديداً مع السينما، عهداً مع البطولات المطلقة، وقف أمام الكاميرات باعتباره فتى الشاشة الأول، بعدما رفعه أستاذه المخرج عز الدين ذو الفقار إلى هذه المرتبة، فهو لم يكتف بالإخراج والإنتاج له بل أنتج له فحسب، بعدما تحمس لفكرة كتبها رشدي بعنوان «ملاك وشيطان» وكتب لها السيناريو والحوار صبري عزت، قدم فيها عز الدين ذو الفقار الطفلة إيمان ذو الفقار، ابنة شقيقه محمود ذو الفقار والفنانة مريم فخر الدين، التي شاركت في الفيلم أيضاً مع رشدي، وشاركهم فيه كضيوف شرف كل من صلاح ذو الفقار ونجوى فؤاد والعملاق زكي رستم الذي تحققت نبوءته لرشدي بأن يصبح أحد أهم نجوم السينما المصرية، بل تقدم اسم رشدي على اسمه في شارة الفيلم الذي أخرجه كمال الشيخ.

ثم قدم رشدي فيلم “أنا وأمي” إلى جانب كل من زوجته السابقة تحية كاريوكا، عواطف يوسف، ماهر العطار، زوزو ماضي، رجاء يوسف، مع المخرج عباس كامل. ولاحقاً شارك في “رجال في العاصفة” إلى جانب كل من هند رستم، حسين رياض، محمود المليجى، سناء مظهر، ونعمت مختار، مع المخرج حسام الدين مصطفى.

يوسف شاهين

هذه النجاحات التي حققها رشدي من فيلم إلى آخر، كان لا بد من أن تلفت نظر عاشق السينما ومجنونها المخرج يوسف شاهين، الذي قرر خوض تجربة تؤكد جنونه وعشقه لهذه الشاشة الفضية، فما إن اندلعت “ثورة الجزائر” منذ العام 1954، حتى راح يتابع عن كثب كل ما يدور على أرضها، وما تقدمه هذه الثورة العظيمة من شهداء بالآلاف كل يوم، والبطولات النادرة التي يقدمها أبناء الجزائر، لأجل تحرير وطنهم واسترداد أرضهم. فالتقط يوسف شاهين، من بين هؤلاء المجاهدين الوطنيين، المناضلة الجزائرية “جميلة بو حريد” وتابع ما تقوم به من بطولات راحت تتناقلها الإذاعات العربية، وتحديداً إذاعة “صوت العرب” من القاهرة، ليختار ثلاثة من أكبر كتاب مصر: نجيب محفوظ، عبد الرحمن الشرقاوي، وعلى الزرقاني، لكتابة فيلم “جميلة”. ثم دخل إلى الجزائر متسللاً بمساندة الفدائيين الجزائريين، وصوَّر عدداً كبيراً من المشاهد واللقطات الحية، ليعود إلى مصر ويبني ديكور حي القصبة بالكامل في أستوديو مصر، ثم حشد للفيلم عدداً كبيراً من الفنانين المصريين.

جسد رشدي شخصية الكولونيل الفرنسي “بيجار”، الذي يشرف على تعذيب “جميلة” التي جسدت شخصيتها الفنانة ماجدة الصباحي، وشارك معهما في الفيلم كل من أحمد مظهر، صلاح ذو الفقار، زهرة العلا، تهاني راشد، حسين رياض، فاخر فاخر، محمود المليجي، عدلي كاسب، نادية الجندي، كريمان، وفريدة فهمي. ليحقق العمل دوياً هائلاً على المستويات كافة، السياسية والفنية والجماهيرية.

تابع رشدي تقدمه، إذ لم يكن لديه من الوقت ما يمكن أن يضيعه في ظل تهافت المنتجين والمخرجين عليه، فقدم فيلم “حب وحرمان” إلى جانب كل من مها صبري، ماهر العطار، حسين رياض، وداد حمدي، عبد الغني قمر، مع المخرج إبراهيم عمارة. ثم قدم فيلم “لقاء في الغروب” إلى جانب مريم فخر الدين، عدلي كاسب، جمعة إدريس، علي نور، مع المخرج سعد عرفة، ثم وقف مجدداً أمام تحية كاريوكا في فيلم “خلخال حبيبي” وشاركهما البطولة كل من نعيمة عاكف، محمود المليجي، محمد توفيق، توفيق الدقن، صلاح سرحان، حسن حامد، سعيد خليل، مع المخرج حسن رضا. ثم قدَّم “يا حبيبي” إلى جانب كل من ليلى طاهر، محمود المليجي، حسن فايق، محمود عزمي، كمال حسين، مع المخرج حسين فوزي. بعده حاول المخرج كمال عطية أن يستعيد به والفنانة هدى سلطان نجاح فيلم “امرأة في الطريق” فجمع بينهما في فيلم “نهاية الطريق”، وشاركهما كل من عمر الحريري، عباس فارس، توفيق الدقن. نجح الفيلم، وبرع رشدي في أداء الشاب المكافح الذي يرفض إغواء المال والنساء، غير أنه لم يحقق نجاح «امرأة في الطريق» نفسه، وهو الحظ الذي تحقق لفيلميه الآخرين في ذلك العام «بهية» و{أحلام البنات» ليكون العام 1960 أحد أهم وأنجح الأعوام التي مرت عليه منذ عمله في السينما، فقد ضرب الرقم القياسي، ليس بالنسبة إليه فحسب، بل بين كل زملائه من النجوم الموجودين على الساحة. قدم 12 فيلماً خلال هذا العام، لدرجة أن اسمه ظل مكتوباً فوق واجهات دور العرض على مدار العام كله، كما لم تخل دار عرض من فيلم بطولة رشدي أباظة، ما كان له أثر كبير في ارتفاع أسهمه لدى الجمهور، وزيادة شعبيته بشكل لم يتحقق لنجم آخر، باستثناء صديقه إسماعيل ياسين.

دخل السرور إلى قلب رشدي بشكل كبير جداً، وشعر بأن الله عوضه السنوات التي عمل فيها بلا أمل، لكنه لم يكن يدري أن الله يدخر له سعادة أكبر عبر باب لم يتوقع ولم يخطر له ببال أن يفتح له بعد طرقه طويلاً ولم يفتح له، وملَّ من التفكير فيه.

الابن الأول

فجأة وجد سعيد أباظة أن اسم رشدي يحاصره أينما ذهب، فكلما غدا أو راح وجد اسم ابنه على واجهات دور العرض، وفي إعلانات الشوارع، فشعر لأول مرة بالزهو والفخر. غير أنه كان لا يزال يكتم هذا الإحساس في داخله، لا يفصح عنه أمام أخوة رشدي من والده (منيرة وزينب ورجاء وفكري) غير أنه شعر بالأسى عندما سمع ابنتيه منيرة وزينب تتحدثان في غرفتيهما عما دار بينهما وزميلاتهما في المدرسة:

* شوفتي البنت كوثر لما كانت بتقول إنها شافت هي ومامتها وباباها فيلم «نهاية الطريق»... كانت هاتتجنن على رشدي.

- برضه البنت سميحة صبري.. لما شافت فيلم «ملاك وشيطان» ما كانتش مصدقه أنه أخويا. لولا أني قعدت أحلفلها. تصدقي كانت عايزة تيجي تزورنا يوم الجمعة علشان تشوفه بعينها وتصدق أنه أخويا.

* تعرفي أني ساعات بيبقي نفسي أروح أبوس على أيد بابا وأترجاه علشان يسمح لرشدي يجيي البيت.

- يا ريت... دا أنا كنت أعزم سميحة وهدى وناريمان... والفصل كله... لا المدرسة كلها علشان يصدقوا أن رشدي أباظة يبقى أخويا.

* يا بنتي أنا نفسي بابا يسمح له يزورنا لأنه واحشني أوي. نفسي أشوفه وأترمي في حضنه وأحس أنه أخويا بجد... مش بالاسم بس.

 

شعر سعيد أباظة بالحزن لما سمعه من ابنتيه، وإن كان يشعر بشعورهما، لكن كبرياءه منعته من أن يبوح بذلك، ولم يستطع أن يبوح بإحساسه الغامر بالسعادة للنجاح الذي يحققه رشدي يوماً بعد يوم، بل وبدأ يستوعب أن المجتمع لم يعد ينظر إلى الفن تلك النظرة الدونية القديمة، خصوصاً بعدما لمعت أسماء كثير من أبناء الطبقة الأرستقراطية في التمثيل، وأبناء عائلات كبيرة، من بينهم ذلك العملاق زكي رستم، ابن إحدى أكبر العائلات، ويرى اسم ابنه يتقدم اسمه على ملصق فيلم «شيطان وملاك»، وعلى الأخوين حسين رياض وفؤاد شفيق، وغيرهم.

رأى سعيد أباظة أنه قد آن الأوان لإنهاء هذه المقاطعة التي استمرت لأكثر من عشر سنوات، غير أن كبرياءه منعته من أن تأتي المبادرة منه، فلجأ إلى حيلة يحفظ بها ماء وجهه أمام أولاده، وأمام رشدي أيضاً، فما إن اجتمعت الأسرة على طاولة العشاء، حتى بادر بسرد قصة من تأليفه وإخراجه:

* تصوروا النهارده كنت هاعمل مشكلة مع ظابط عندي.

- مين دا يا بابا... وليه؟

* دا ظابط في الإدارة عندي اسمه الصاغ إبراهيم فوزي. آل إيه جاي مبسوط أوي وبيقوللي إنه شاف يوم الخميس اللي فات فيلم في سينما ريفولي.

* طب وإيه المشكلة يا بابا ما هو حر.

- أيوا ماقولتش حاجة. بس قعد يلف ويدور وكل دا علشان يقوللي إن الفيلم بطولة رشدي أباظة.

ما إن نطق الأب اسم رشدي حتى ساد الصمت وتوقفت الملاعق، وفرغت الأفواه، وتلاقت النظرات في انتظار أن يكمل الأب حديثه، وقد لاحظ ذلك، فاستكمل قائلا:

* كان فاهم أني هانفعل وأطرده من مكتبي زي ما عملت قبل كدا.

- أمال حضرتك عملت إيه؟

* أبدا... قولتله طب عال. إن كان فيلم كويس هابقى آخد الولاد ونروح نشوفه.

- بجد يابابا؟

* بجد إيه... أنا كنت بقول له كدا علشان أفوت عليه الفرصة أنه يستفزني ويخليني أنفعل.

* طب وفيها إيه يا بابا... والنبي... والنبي.

- والنبي يا بابا نفسنا نشوفه ربنا يخليك.

* بلاش كلام فاضي... سينما إيه اللي نروح نشوفها دي.

- إحنا قصدنا... قصدنا...

* قصدكم إيه... ما تتكلموا؟

             

راحوا يلحون على والدهم في الصفح عن رشدي والسماح له بدخول البيت الذي حرم منه سنوات طويلة، ورغم نية سعيد أباظة في ذلك، فإنه راح يتمنع ويرفض في لين، على غير عادته. حتى اضطر إلى أن يعلن موافقته على حضوره إلى البيت بشرط ألا يكون موجوداً. ثم ألحوا أكثر في أن يكون في استقباله... فتمنع ثم تظاهر بأنه وافق نزولا على رغبتهم، وطلب منهم أن يوجهوا له دعوة إلى الغداء يوم الجمعة المقبل.

تسابقت أخوات رشدي في الاتصال به حتى عثرن عليه، وأخبرنه... نزل الخبر على رشدي كالصاعقة، لم يصدق نفسه، شعر كأنه فاز بجائزة الأوسكار، فراح يعد الساعات والدقائق انتظاراً لهذا اللقاء الذي تمناه طويلاً وانتظره عشرة أعوام.

في الموعد المرتقب... جلس الأب والابن فكري، وشقيقاته الثلاث منيرة وزينب ورجاء ووالدتهن في انتظار الضيف النجم. ساد الصمت المكان، كان الأب يختلس النظرات إلى «ساعة الحائط» من دون أن يلحظه أي من أولاده، فرغم تظاهره بعدم الاهتمام، كان أكثرهم شوقا له، فهو أول فرحته، وأول ابن حمله بين يديه، وأول من سمع منه كلمة «بابا». لكنه لم يكن يريد إظهار هذا الضعف الأبوي أمامهم، في انتظار «الابن الأول».

ماجدة الصباحي

خلال تصوير فيلم حول «جميلة بو حريد»  لم يدع رشدي الفرصة تمر من دون أن يحاول فتح «قلب» بطلة الفيلم ماجدة الصباحي التي حاول سابقاً الاقتراب منها، لكنها لم تسمح بذلك، ليس كرهاً فيه أو عدم اقتناع بشخصيته، لكن لرومانسيتها الزائدة على الحد، والتي كانت تضع من خلالها شروطاً لمن تفتح له قلبها. لم ييأس رشدي وحاول مجدداً معها خلال تصوير فيلم «المراهقات» الذي شاركهما بطولته كل من حسين رياض ودولت أبيض وعزيزة حلمي وزيزي مصطفى ونادية النقراشي وجلال عيسى فيما تولى الإخراج أحمد ضياء الدين، لدرجة أنه اشترى لها «خاتم» الخطوبة:

* صدقني يا رشدي. أنا مش برفضك لشخصك. لكن المبدأ نفسه. أنا ليا مواصفات خاصة أوي في الحب وفي الشخص اللي هاحبه. يمكن تكون موجودة في خيالي بس.

- في مواصفات لأي راجل ممكن ماتكونش موجودة في رشدي أباظة؟

* هو دا يا رشدي... هو دا.

- هو إيه اللي هو دا؟

* هو دا اللي أنت عايز ترتبط بيا علشانه... أنه ماينفعش واحدة تقول لرشدي أباظة لا.

- لا والله مش القصد. بس أنت ماتعرفيش أنا بحبك أد إيه.

* وأنا كمان بحبك. بس زي أخويا... وماينفعش الأخوات يتجوزوا بعض.

- يظهر أنه فعلا زي ما بيقولوا.

* بيقولوا إيه؟

- أنك واخدة موقف من الرجالة بشكل عام.

* عدوة الرجالة يعني. شوف... زي ما بيقولوا عليَّ بيقولوا أكتر عليك... وما ينفعش نصدق كل اللي بيتقال.

 

كان تحليل ماجدة لشكل ارتباط رشدي أباظة بها صحيحاً إلى حد كبير، بدليل أن رفضها حبه لم يترك عليه أثراً، وأن كل ما أراده ألا ترفضه أي امرأة، فسرعان ما نسي هذه العلاقة وعاد لاستئناف ارتباطاته الفنية.

البقية في الحلقة المقبلة

back to top