افتتح العبيدي صباح أمس وحدتي العناية المركزة للقلب للكبار والأطفال في مستشفى مبارك، بتبرع من أسرة المرحوم ناصر الخرافي، إذ إن الوزارة انتهت من التجهيزات والاستعدادات الطبية لاستقبال القمة العربية في دورتها الـ24، والتي تستضيفها دولة الكويت خلال يومي 25 و26 الجاري.

Ad

أكد وزير الصحة د. علي العبيدي استعداد الوزارة التام للقمة العربية التي تستضيفها دولة الكويت خلال الفترة من 25 حتى 26 مارس الجاري.

وأضاف العبيدي في تصريح للصحافيين صباح أمس على هامش افتتاحه وحدتي العناية المركزة للقلب للكبار والأطفال في مستشفى مبارك الكبير بتبرع من أسرة المرحوم ناصر الخرافي، أن الوزارة انتهت من كل التجهيزات والاستعدادات الطبية لاستقبال القمة العربية في دورتها الرابعة والعشرين.

حريق

وأشار إلى أن الحريق الذي نشب مساء أمس الأول في مستشفى مبارك كان بسبب تماس كهربائي في غرفة الأطباء، لافتاً إلى أنه تم التعامل معه بشكل سريع من قبل العاملين فيه، مشيداً بدور رجال الإطفاء في إخماده.

وقال العبيدي في كلمته بمناسبة الافتتاح، إن "وزارة الصحة لا تألو جهداً في سبيل تطوير الخدمة الصحية وتزويد وحدات العناية المركزة للقلب والعناية المركزة للأطفال بالأجهزة والمعدات الحديثة، وفقا لأحدث المواصفات والمعايير العالمية، إلى جانب توفير الطاقم الطبي والتمريضي والفنيين اللازمين لتقديم الخدمة على أعلى مستويات الكفاءة والجودة".

وأوضح أن وحدة العناية المركزة للقلب في مستشفى مبارك تستقبل سنويا نحو 1400 مريض، مع دخول العدد نفسه لأجنحة القلب العامة، كما تقوم بإجراء 5500 سونار للقلب، و1600 فحص للمجهود، و1000 فحص هولتر لمراقبة دقات القلب سنوياً، كما يتم القيام بمعاينة 1700 مريض بالأقسام الأخرى، وإعطاء المشورة لطرق علاجهم، بالإضافة إلى معاينة 1300 مراجع لعيادات القلب صباحاً، و2500 مراجع لعيادات القلب مساء، ونقل 500 مريض إلى مستشفى الصدري لإجراء قسطرة القلب.

وأوضح وزير الصحة أن وحدة العناية المركزة للأطفال بمستشفى مبارك صممت بمواصفات عالمية لإعادة تأهيلها، بهدف تقليل انتقال العدوى بين المرضى، وتقديم العلاجات الحديثة وسبل التشخيصات المتقدمة لحالات متعددة، منها الالتهابات الرئوية الحادة، وحالات الصرع الحادة وغيرها، ويتجلى ذلك في أن نسبة الوفيات في الوحدة 7%، وتعد أقل من المعدلات العالمية للوفيات في وحدات العناية المركزة للأطفال.

 وأشار إلى أن الوحدة تشمل 11 غرفة عناية مركزة، وغرفة للعمليات الصغرى، ويقوم بتوفير الخدمة 14 طبيبا و48 ممرضا وممرضة، وخلال العام الماضي قامت الوحدة باستقبال ومتابعة 196 مريضا من الحالات الحرجة، وتم عمل 6 عينات كلى باستخدام التخدير في غرفة العمليات المصغرة.

برنامج عمل الحكومة

وأكد العبيدي أن هذه الافتتاحات، إضافة إلى المشروعات الإنشائية والتطويرية للوزارة، تأتي في إطار برنامج عمل الحكومة، والذي يتضمن إنشاء وتجديد مراكز الرعاية الأولية، وإقامة المستشفيات الجديدة، وتوسعة الطاقة السريرية للمستشفيات العامة والتخصصية القائمة لمواجهة الزيادة السكانية، بالإضافة إلى البرامج الوقائية، وفي مقدمتها برنامج الوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية، وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها، تطبيقاً لقرارات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بهذا الشأن.

 ولفت إلى أن وزارة الصحة أدركت الأعباء المترتبة على انتشار السمنة وزيادة الوزن والخمول الجسماني والتغذية غير الصحية والتدخين، وما تؤدي إليه هذه الأمور من ارتفاع في معدلات الوفيات وانتشار أمراض القلب والسكر والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة، وهي أمراض العصر الحديث، فبادرت الوزارة إلى تشكيل وتفعيل أعمال اللجنة العليا للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية كأولوية تنموية، وارتبط اسم الكويت بمبادرات عالمية وإقليمية وخليجية، للوقاية والتصدي للأمراض المزمنة على مستوى منظمة الصحة العالمية، وعلى مستوى مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، الذين أصدروا في مؤتمرهم السادس والسبعين الذي استضافته الكويت في يناير الماضي، وثيقة الكويت للتصدي للأمراض المزمنة غير المعدية كأولوية تنموية.

وأوضح أن الوزارة تحرص على التواصل مع الجامعات والمستشفيات العالمية من خلال الاتفاقيات الطبية، بالإضافة إلى زيادة عدد مقاعد بعثات الأطباء للتخصص العالي بأمراض القلب والأمراض المزمنة، حيث أعلنت الوزارة 5 مقاعد للإيفاد للخارج للتخصص في برامج الزمالة لأمراض القلب لدى الكبار ضمن خطة البعثات للعام 2014/2015 بمعهد الكويت للاختصاصات الطبية. وأشار إلى أن الوزارة حرصت أيضاً على التوسع في عيادات الأمراض المزمنة والعيادات التخصصية بمراكز الرعاية الأولية، وتطوير منظومة الطوارئ الطبية وأقسام الحوادث، وتنفيذ برنامج إنقاذ حالات القلب العاجلة، وتزويد المستشفيات بأحدث الأدوية والتقنيات الحديثة في التشخيص وعلاج الأمراض المزمنة.

من جانبه، قال مدير مستشفى مبارك الكبير د. حسن الدوسري، إن "وحدة العناية المركزة للأطفال تم تجديدها وتأهيلها عن طريق وزارة الصحة وتتضمن 10 أسرة وغرفتين للعزل تم تجهيزها على أعلى المستويات الطبية الحديثة"، مشيرا إلى أنه تم الأخذ بالاعتبار المواصفات العالمية لغرف العناية المركزة للأطفال بحيث تكون الأسرة والغرف معزولة لمنع انتقال العدوى من غرفة إلى أخرى، إلى جانب منع الإزعاج من مريض إلى آخر.

وأوضح أن وحدة القلب للكبار تم إنشاؤها بتبرع من ورثة المرحوم ناصر الخرافي، وروعي فيها الإنشاء والتجهيز وفق أحدث المواصفات العالمية، مشيراً إلى أن سعتها السريرية 15 سريراً لاستقبال الحالات الطارئة من جلطات القلب، أو الهبوط في القلب، أو انسداد الشرايين، أو حالات الضيق الشديد في صمامات القلب، وروعي فيها الخصوصية لحالات القلب، حيث تتكون من قسمين الأول للحالات الطارئة، والثاني للحالات الأقل خطورة، والتي ستكون جاهزة للعمل في الأيام المقبلة بمجرد توفير بقية الأجهزة.

تصميمات متطورة

بدورها، قالت رئيسة قسم الأطفال في مستشفى مبارك الكبير وكلية الطب بجامعة الكويت د. آمال العيسى، إن "الجناح الجديد لوحدة العناية المركزة في قسم الأطفال، توجد فيه 10 أسرّة و10 غرف، بينها غرفتان للعزل، بالإضافة إلى غرفة للعمليات البسيطة والقسطرة المركزية وأخذ العينات، مشيرة إلى أن خدمة العناية المركزة للأطفال موجودة منذ عام 1999، قبل أن تتوقف فترة خلال عام 2011، إذ تم نقل الحالات إلى أحد الأجنحة في مستشفى مبارك الكبير، بسبب وجود بعض العدوى آنذاك".

وأضافت العيسى أن "الجناح الجديد تم تصميمه وفقا لأحدث المواصفات العالمية، حيث يكون لكل مريض غرفة خاصة فيه، لتحاشي انتقال العدوى في حال وجودها"، لافتة إلى أن "وحدة العناية تخدم قاطني محافظتي حولي والعاصمة، بسبب عدم توافرها في المستشفى الأميري".

 وأشارت إلى أن الوحدة استقبلت 200 طفل خلال العام الماضي، حيث بلغ معدل الوفيات من 6 إلى 7 في المئة، من إجمالي الحالات بالوحدة، مؤكدة أن المعدلات العالمية تفوق 10 في المئة، لافتة إلى توافر أجهزة حديثة ومتطورة، بالإضافة إلى إدخال نظام جديد، حيث تتمكن من خلاله الممرضات من مراقبة المرضى وهم في "الكاونتر" الخاص بهم.

وقالت العيسى، إن "الجناح يوجد فيه 10 أطباء و48 ممرضة"، لافتة إلى أن "الطواقم الطبية مدربة على أعلى المستويات، نافية أن يكون هناك أي نقص في الأدوية، لاسيما في وحده العناية المركزة"، مؤكدة أن "الوحدة تتوافر فيها أدوية خاصة للمرضى".

مركز للتدريب الإكلينيكي قريباً

شكلت وزارة الصحة لجنة لدراسة المقترح الخاص بإنشاء مركز للتدريب الإكلينيكي في دولة الكويت برئاسة مدير الإدارة الفنية بالوزارة د. ماجدة القطان، وعضوية عدد من المختصين.

وجاء في القرار الإداري الذي أصدره أمس وكيل وزارة الصحة د. خالد السهلاوي أن إنشاء هذا المركز يأتي من خلال اهتمام الوزارة بالتعليم والتدريب الطبي في تطوير المهارات الفنية التشخيصية والعلاجية لدى الأطباء.

وتضع اللجنة التصور لإنشاء مركز للتدريب الإكلينيكي في دولة الكويت من خلال وضع خطة زمنية من خلال رؤية وأهداف محددة لتنفيذ وإنشاء هذا المركز، فضلا عن وضع تصور للمكان المناسب لإنشاء هذا المركز، وحصر الأماكن المناسبة والتابعة للوزارة لإقامة هذا المركز.

وتختص اللجنة بتحديد احتياجات المشروع من الأطباء والفنيين المتخصصين والفئات الأخرى، والأجهزة والمستهلكات، إضافة إلى اقتراح ومتابعة تنفيذ البرامج التدريبية للكوادر الفنية والطبية للقائمين على تنفيذ المشروع وبرامج التعليم المستمر، ووضع الخطط اللازمة للتعاون مع المراكز العالمية في مجال التدريب واستقدام الأساتذة العالميين في التخصصات الإكلينيكية المختلفة.